خلال 15 يومًا فقط.. 5843 فرصة عمل جديدة في 31 شركة ب 10 محافظات    سيد عبد العال رئيس حزب التجمع ل"صوت الأمة": حديث الرئيس طمأن الجميع.. والقضاء الملاذ الآمن لحفظ الحقوق والدفاع عنها    وزير الاتصالات يؤكد الحرص على تمكين الشباب من المنافسة فى سوق العمل الحر    الجامعة اليابانية تبرز زيارة "أخبار اليوم".. شراكة لنموذج تعليمي فريد    النائب أمين مسعود: ضرورة وجود استراتيجية واضحة للصناعة    روسيا- أوكرانيا.. ماراثون دبلوماسى للبحث عن حل سياسى    الخارجية الروسية تحذر من محاولات الاستيلاء على الأصول السيادية في الغرب    فليك: برشلونة يسير على الطريق الصحيح.. ولامين يامال رائع    تقارير تكشف علاقة سارة نتنياهو باختيار رئيس الموساد الجديد.. اعرف التفاصيل    هشام نصر: هذه حقيقة فسخ عقد "بنتايج" وجلسة الأسبوع المقبلة لمناقشة تطورات أرض أكتوبر    تأجيل محاكمة مسؤول وآخرين في قضية رشوة مصلحة الضرائب    تأجيل محاكمة 25 متهما بقضية "هيكل اللجان الإدارية" لجلسة الغد    المتسابق مهنا ربيع: كرسي دولة التلاوة له هيبة    أصالة تحسم جدل انفصالها عن فائق حسن : «الناس صارت قاسية»    عمومية المحامين توافق على زيادة المعاشات وعزل مراقب الحسابات (فيديو)    طالب يُنهي حياته شنقًا داخل منزل أسرته في قنا    بعد 4 أشهر من الزفاف.. زوج ينهي حياة زوجته بالمنوفية    شيكابالا يطالب مجلس الزمالك بالرحيل بعد أسوأ فترات النادي    جولة إعلامية موسعة لوزير السياحة بالولايات المتحدة لتعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية    أول ظهور فني لزوجة مصطفى قمر في كليب "مش هاشوفك"    محمد كريم على السجادة الحمراء لفيلم جوليت بينوش In-I in Motion بمهرجان البحر الأحمر    أسعار مواد البناء مساء اليوم السبت 6 ديسمبر 2025    قطر وسوريا تبحثان تعزيز التعاون التجاري والصناعي    جامعة كفر الشيخ تنظم مسابقتي «المراسل التلفزيوني» و«الأفلام القصيرة» لنشر ثقافة الكلمة المسؤولة    تعليق مفاجئ من حمزة العيلي على الانتقادات الموجهة للنجوم    «هيئة الكتاب» تدعم قصر ثقافة العريش بألف نسخة متنوعة    الأزهري يتفقد فعاليات اللجنة الثانية في اليوم الأول من المسابقة العالمية للقرآن الكريم    قرار قضائي ضد مساعدة هالة صدقي في اتهامات بالتهديد والابتزاز    جوائز ب13 مليون جنيه ومشاركة 72 دولة.. تفاصيل اليوم الأول لمسابقة القرآن الكريم| صور    «أسرتي قوتي».. قافلة طبية شاملة بالمجان لخدمة ذوي الإعاقة بالمنوفية    أسلوب حياة    بايرن ميونخ يكتسح شتوتجارت بخماسية.. وجولة مثيرة في الدوري الألماني    تقرير عن ندوة اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام حول وثيقة نوسترا إيتاتي    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 9 مسلحين في عمليتين استخباراتيتين بولاية خيبر باختونخوا    جيش الاحتلال الإسرائيلي يصيب فلسطينيين اثنين بالرصاص شمال القدس    سكرتير عام الجيزة يتابع جهود رفع الإشغالات وكفاءة النظاقة من داخل مركز السيطرة    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل    اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم    عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»    الدوري الإنجليزي.. موقف مرموش من تشكيل السيتي أمام سندرلاند    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    احذر.. الإفراط في فيتامين C قد يصيبك بحصى الكلى    الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة ريال بيتيس في الليجا    اسعار المكرونه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى أسواق ومحال المنيا    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    لاعب بلجيكا السابق: صلاح يتقدم في السن.. وحصلنا على أسهل القرعات    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فهمي: سنمضي قدما في خارطة المستقبل ومحاربة الإرهاب.. ولن نسمح بالتدخل في شئوننا
في كلمتة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
نشر في التحرير يوم 28 - 09 - 2013

وزير الخارجية: المرحلة الانتقالية للحكم تنتهي «الربيع القادم»

قال نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري، في افتتاحية كلمته التي ألقاها اليوم في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين، أن سياسة مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو أصبحت تعبر عن الإرادة الشعبية، كما أكد في كلمته أن مصر على موقفها من القضية الفلسطينية وتطالب بدولة مستقلة عاصمتها القدس.
وإليكم نص كلمة الوزير بالدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة:
السيد الرئيس،
يطيبُ لى فى البداية... أَنْ أتوجهَ إليكم، ولبلدِكم الصديق أنتيجوا وباربودا... بالتهنئةِ على توليكم رئاسةَ الجمعيةِ العامةِ فى دورتِها الثامنةِ والستين... كما أنتَهزُ هذهِ الفرصة، لتوجيهِ التحيةِ للرئاسةِ الصربية على جهودِها خلالَ الدورةِ السابقة...
ولا يَفُوتُنى أَنْ أُجدِدَ دعمَنا للسكرتيرِ العام فى سعيِه لتحقيقِ مقاصدِ ومبادئِ الميثاق... وأَنْ أؤكدَ تأييدَ مصر لاختيارِ أجندةِ التنميةِ فيما بعد 2015 كموضوعٍ رئيسىٍ لهذهِ الدورة... لِمَا يُمَثلُهُ تَحقيقُ التنميةِ بمفهومِها الشامل، مِن أولويةٍ رئيسيةٍ للأممِ المتحدة، ولجميعِ الشعوب.
السيد الرئيس،
السادة الحضور الكرام،
اسمحوا لى، أَنْ أخرُجَ عن العرفِ السائدِ فى افتتاحِ دوراتِ الجمعيةِ العامة، وأَنْ أَستَهِلَ بيانى بنقلِ رسالةٍ أحمِلُها إليكُم ولشعوبِكُم ... ليسَ فقط مِن رئيسِ الدولة المصرية، المستشار عدلي منصور، بل مِن الشعبِ المصرى الذى وضعَ أساسَ الحضارةِ الإنسانية، وأَلْهَمَ شعوبَ العالمِ حديثاً.
إن لمصر مكانةً متميزةً فى تاريخِ وحاضرِ البشرية... مكانةٌ ودورٌ وتأثيرٌ، تنطلقُ فى المقامِ الأولِ من رصيدِها الثقافى والحضاري... وما كان ليَتَسِقَ معَ كلِ ذلك، وفى مطلعِ قرنٍ جديد، أَنْ تَظَلَ إرادةُ شعبِ مصرَ مُقيدة، أو أَنْ يُسلَبَ مِن شبابِها حَقُهم فى صياغةِ مستقبلِهم... لذا كان من الطبيعى بأبناءِ مصرَ أَنْ يخرجوا فى الخامسِ والعشرينَ مِن يناير عام 2011... ليُعْلِنُوا عزْمَهُم على بناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ حديثة... تحَقِقُ لأبنائِها الحريةَ، والكرامةَ، والعدالةَ الاجتماعية.
تلكَ هى معالمُ الوِجهةِ التى اختارها ملايينُ المصريين... وهى نفسُ الوِجهةِ التى صَمَمَوا عليها... في الثلاثينَ مِن يونيو الماضي... مؤكدين للعالمِ أنْ إرادةَ الشعوبِ لا تَنكسر... وهى قادرةٌ على منحِ السُلْطَة... وأيضاً على نَزعِها مِمَن يسيئونَ استغلالَها...
ولَدَى المصريينَ رؤية مستقبلية طموحة... وتتطلبُ عَملاً منهجياً وفى إطارٍ زمنىٍ منطقى ... رؤيةٌ سيُكْتَبُ لها النجاحُ بالإنفتاح على كلِ التياراتِ السياسية السلمية... وعلى التَعدُديةِ التى تَسْتَوعِبُ ثَراءَ كُلِ مُكَوناتِ المُجْتَمع... وعلى المُواطنةِ التى يَضْمَنُها حُكْمُ القانونِ والمساواةُ أمامَ العدالة ... رؤيةٌ تَتْسِقُ فى مبادئِها وممارساتِها مع القواعدِ الأساسيةِ التى تَحْكُمُ الممارساتِ الديمقراطيةِ فى مُخْتَلفِ أنحاءِ العالم... وأهمها سلمية الحوار، ونبذ العنف، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان.
وإيماناً بِحَقِ الشعبِ المصرى فى أَنْ يَرى تلكَ الرؤيةَ واقعاً ملموساً... فَقَدْ تَضمَنتْ خريطةُ المستقبل، التى تَسيرُ مصرُ عليها مُنْذُ الثالثِ مِنْ يُوليو الماضي... مَنْهَجاً وطنياً واضحاً لبِنَاءِ مُؤَسساتِ الدولةِ الديمقراطية، فى إطارٍ زمنىٍ مُحَدَّدْ... معَ دعوةِ جميعِ أبناءِ الوطنِ للمشاركةِ فى العمليةِ السياسيةِ بِكلِ مراحلِها... طالما التزموا بنبذ العنف والإرهاب والتحريض عليهما.
واتِسَاقاً معَ تلكَ الخريطة، يتواصلُ العملُ بالفعلِ على عِدَةِ مسارات... أثمرَتْ حتى الآن عن ترسيخِ العدالةِ والحرية والديمقراطية كأساسٍ للحكمِ... على أَنْ يَلِى ذلكَ انتخابُ مجلسِ النوابِ... ثمَ إجراءُ الانتخاباتِ الرئاسية، بحيثُ تَنْتَهى المرحلةُ الانتقاليةُ في الربيعِ القادمِ.
السيدات والسادة الحضور،
إِنَّ عَزْمَنا الصادقَ على استكمالِ تنفيذِ خريطةِ المستقبلِ... يتطلبُ أَنْ نَضعَ نُصْبَ أعينِنَا الحفاظَ على الأمنِ وإنفاذ القانون... والتصدي لمُحَاولاتِ الترويعِ والترهيبِ التى تَهْدِفُ إلى إعاقةِ مسار تنفيذِها.
ولقد تَعَرَضت بعضُ الأنحاء في مصرَ مؤخراً إلى هجماتٍ إرهابيةٍ يائسة وبائسة....لم تُفرٍق في ضحاياها بين رجلٍ وامرأة، شيخٍ وطفلِ، مسلمٍ وغير مسلم من أبناءِ الوطن...إرهابٌ كَشَف عن وجههِ القبيح... يهدِفُ إلى تقويضِ العمليةِ الديمقراطيةِ وتدميرِ اقتصادِنا.
وأؤكدُ أمامَكم بكل وضوحٍ وثقةٍ أن الشعبَ المصريَ العظيمَ الذي نجحَ في فرض إرادته مصر قادر علي القضاءِ علي الإرهاب في إطارِ سيادة القانون ...
وأَثِقُ في أَنَّ المجتمعَ الدولى بِأَسرِهِ، والذى طالما لفظ الإرهاب... سيَقِفُ بحزمٍ إلى جانبِ الشعبِ المصرى فى معركتِه لدحرِ العنفِ والداعين إليه... ولنْ يَتَقَبّلَ مُحاولاتِ تبريرِه أو التسامحِ معَهُ...وفى ذلك الإطار أود أن أتقدم بخالص التعازي لدولة وشعب كينيا على ضحايا الحادث الإرهابي الذى تعرضت له البلاد مؤخراً.
السيد الرئيس،
لا تَكتمِلُ رسالة الشعبِ المصرى، وفى طليعتِهِ شبابُ مصر المشارك معي في تمثيل بلدنا العريق فى إجتماعنا هذا، دون أَنْ أنقلَ إليكم أيضا، تطلعَ مصرَ إلى تعزيزِ ديمقراطيةِ العلاقاتِ الدوليةِ المعاصرة... وإلى مدِ جسورِ التعاونِ بينَ الشعبِ المصرى وكافةِ شعوب العالم ... على أساسِ استقلالِ القرار، والاحترامِ المُتبادل، وعدمِ التدخلِ فى الشؤونِ الداخليةِ للدول... ووفقَ سياسةٍ خارجيةٍ تقومُ على النديةِ وتكون ركيزتها رؤية مستقبلية بناءة وحضارية.
فسياسةُ مصرَ الخارجية، أصبحت تعكسُ الإرادة الشعبية... وتُصاغُ على نحوٍ يتَسِقُ مع مصالحِها الوطنية وأمنِها القومي... بعيداً عن أية اعتبارات أخرى...
ولا غُلُوَ فى تقريرِ أَنَّنَا نُدْرِكُ، بمسئوليةٍ تامة... ارتباطَ أَمنِ مصرَ القومى بقضايا وأَمنِ أُمَتِها العربية... كما تَلْتَزِمُ مصرُ بِحُكمِ الموقعِ والتاريخِ والانتماء... بمواصلةِ الدفاعِ عن مصالحِ قارتِها الأفريقية... وبالتصدي لقضايا العالمِ الإسلامي ونشر قيم الاعتدال وسماحة الإسلام وتعزيز الحوار بين الأديان السماوية... وبتبني التحدياتِ التي تُواجِهُ دولَ الجنوب في عالمٍ تَخْتَلُ فيه موازينُ القوى.
ومِن هُنا، اسمحوا لى أَنْ أَعرِضَ بإيجازٍ ملامحَ رؤية مصرَ، لعددٍ من القضايا... التي تحظى بأولويةٍ متقدمةٍ فى اهتماماتِ سياستِنا الخارجية:
بلغَتِ المأساةُ فى سوريا حَدَ استخدامِ الأسلحةِ الكيميائية... والتي نُدينُ اللجوءَ إليها... وينبعُ اهتمامُنا بالاتفاقِ الذى تَمَ التوصل إليهِ بين روسيا والولايات المتحدة... من الحرصِ على ضرورةِ معالجةِ السياقِ الأوسعِ للأزمة السورية.
وبجانبِ المأساةِ الإنسانيةِ الناجمةِ عن القتالِ المُسْتَعِر، اقترَبَتْ الدولةُ السوريةُ ذاتها من حافةِ التفكك... الأمرُ الذي يستلزمُ التوصلَ إلى تسويةٍ سياسيةٍ عاجلة... تحققُ للسوريينَ الحريةَ والكرامةَ والديمقراطيةَ التى يَصْبُونَ إليها، وتصونُ وحدةَ كيان الدولة... وهو ما نأملُ فى أَنْ يتَحقَقَ من خلالِ عقدِ مؤتمرِ جنيف الثاني... وصولاً إلى إنشاءِ سلطةٍ انتقاليةٍ تضعُ حَداً للاحترابِ الأهلي... وللتدخلاتِ الخارجيةِ التى طالما حذرنا من تداعياتِها.
السيد الرئيس،
تظلُ قضيةُ فلسطينَ مصدرَ التوترِ الرئيسى فى منطقتنا، التى مازالت تُعانى من تداعياتِ استمرارِ احتلالِ إسرائيل للأراضى العربية... وتكثيفِ الأنشطةِ الاستيطانية حتى كادَ الأملُ فى إمكانيةِ تحقيقِ حلِ الدولتين يتلاشى دونَ رجعة...
وإزاءَ هذه الصورةِ القاتمة، فإنَّ الجهودَ التى بَذلَتْها الولاياتُ المتحدة لدعمِ استئنافِ المفاوضاتِ الفلسطينيةِ الإسرائيلية، تستحقُ مِنا الترحيب والتقدير... كما أَنَّ حِرصَ الطرفينِ -حتى الآن- على الالتزامِ بالانخراطِ فى عمليةٍ تفاوضيةٍ مُحددةٍ بإطارٍ زمنى، يمثلُ تطوراً هاماً... الأمرُ الذي يدعُونا للعملِ على أَنْ تُؤَدِى المفاوضات الجارية إلى تسويةٍ نهائيةٍ لهذه المشكلةِ التى تَعُودُ جذورُها إلى القرنِ الماضى.
وسوفَ تستمرُ مصرُ فى دعمِ حقِ الشعبِ الفلسطينى فى تقريرِ المصير... وإقامةِ دولتهِ المستقلةِ ذاتِ السيادة، وعاصمتُها القدسُ الشرقية، على كاملِ أراضى الضفةِ الغربيةِ وغزة... وفقَ مبادرةِ السلامِ العربية، وتأسيساً على المرجعياتِ ذاتِ الصلة...
ولا يفوتني هنا أن أؤكد على حقيقة أن عدم الوفاء باحتياجات سكان قطاع غزة هو أمر لم يعد مقبولاً سياسياً أو أخلاقياً... ومن ثم فإننا نطالب إسرائيل والمجتمع الدولي بتحمل مسئولياتهما بما يضمن وصول المواد الأساسية للشعب الفلسطينى فى القطاع... ونؤكد استعدادنا التعاون مع السلطة الفلسطينية وكافة الأطراف المعنية للتوصل إلى ترتيبات مناسبة لتوفير هذه الاحتياجات بطرق مشروعة وشفافة.
السيد الرئيس،
لعلكم تتفقون معنا فى الرأى بأن بناء شرق أوسط جديد لن يتأتى بدون ضمانِ الحقِ فى الأمنِ المتساوي... والتخلصِ من التهديداتِ التى يُمَثلُها وجودُ الأسلحةِ النوويةِ وأسلحةِ الدمارِ الشاملِ فى منطقتِنا... الأمر الذى يهدد مصداقية نظام منع الإنتشار بل ومصداقية الأمم المتحدة ذاتها.
لذلك... وبدافع الحرص على هذه المصداقية... أعلنُ أمامكمُ اليوم، من هذهِ المنصةِ المبادرة التالية:
أولاً: دعوة كافةَ دولِ الشرقِ الأوسطِ، وكذلك الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن... لإيداعِ خطاباتٍ رسميةٍ لدى السكرتيرِ العام للأممِ المتحدة، بتأييدِها لإعلانِ الشرقِ الأوسطِ منطقةً خاليةً من أسلحةِ الدمارِ الشامل، النوويةِ والكيميائيةِ والبيولوجية.
ثانياً: قيام دولَ المنطقةِ غير الموقعةِ أو المُصادِقةِ على أىٍ من المعاهداتِ الدوليةِ الخاصةِ بأسلحة الدمار الشامل أن تلتزم، قبلَ نهايةِ العامِ الجاري... بالتوقيعِ والتصديقِ على المعاهداتِ ذاتِ الصلةِ بشكلٍ متزامن... وأَنْ تُودِعَ هذه الدولُ ما يؤكدُ قيامَها بذلك لدى مجلسِ الأمن... وأدعو السكرتيرَ العامَ للأممِ المتحدة، لتنسيقِ اتخاذِ كافةِ هذهِ الخطوات بشكلٍ متزامن، كشرطٍ أساسىٍ لنجاحِها... وهوَ ما يَعنى تحديداً:
§ انضمامَ إسرائيلَ إلى معاهدةِ منعِ الانتشارِ النووى كدولةٍ غيرِ نووية... وتصديقَها على اتفاقية الأسلحةِ الكيميائية... وتوقيعَها وتصديقَها على اتفاقية الأسلحةِ البيولوجية؛ § تصديقَ سوريا على اتفاقية الأسلحةِ البيولوجية... واستكمالَ الخطواتِ التى تعهدَت بها بشأنِ اتفاقية الأسلحةِ الكيميائية؛ § تصديقُ مصرَ على معاهدةِ اتفاقية الأسلحة البيولوجية... والتوقيعُ والتصديقُ على اتفاقية الأسلحةِ الكيمائية، وذلك مقابل استكمال كافة دول الشرق الأوسط إجراءات الانضمام للمعاهدات الدولية لحظر أسلحة الدمار الشامل والمعاهدات والترتيبات المتصلة بها.
ثالثاً: مواصلةُ الجهودِ الدوليةِ لضمان سرعةِ انعقاد المؤتمر المؤجل عام 2012 لإخلاءِ الشرقِ الأوسطِ من أسلحةِ الدمارِ الشامل... ليتم عقده قبل نهاية هذا العام... وكحدٍ أقصى في ربيع عام 2014. ولتحقيق هذا الهدف، فانه يتعين مضاعفة الجهد من السكرتير العام، والدول الثلاث المودعة لديها معاهدة منع الانتشار والميسر...لعقد هذا المؤتمر.
السيد الرئيس،
إِنَّ جذورَ مصرَ ضاربةٌ فى قارتِها الإفريقية، وهى تفخرُ بما شهدُته القارةُ من تغييراتٍ إيجابيةٍ عديدة، ومُضيها نحو مزيدٍ من الديمقراطيةِ والتنمية...غير أن أفريقيا مازالت بحاجةٍ لتضافرِ الجهودِ الوطنيةِ والإقليميةِ والدوليةِ، لمساعدَتِها على معالجةِ النزاعات.
واتساقاً مع هذا الموقفِ المصرى، أودُ الإشارةَ إلى أَنَّنَا بصددِ إنشاءِ وكالةٍ مصريةٍ للمشاركةِ من أجلِ التنمية... وأَنَّنَا سنعملُ على توجيهِ معظم مواردِ هذه الوكالة حالَ إنشائها إلى الدولِ الأفريقيةِ الشقيقة، بما يتيحُ الاستفادةَ من الرصيدِ المُتراكمِ للخبراتِ الفنيةِ المصرية.
السيد الرئيس،
إِنَّ الحديثَ عن ديمقراطيةِ العلاقاتِ الدوليةِ الراهنةِ، وسيادةِ القانونِ على المستوى الدولي... لا يستقيمُ دونَ تحقيقِ الإصلاحِ الشاملِ والجوهرى لمنظومةِ الأممِ المتحدة... حتى تكون أكثرَ قدرةً وقابليةً على مواجهة التحديات والاستجابة لطموحات الشعوب.
إِنَّ السبيلَ المنطقىَ والسليم، لتحقيقِ هذا الإصلاح المنشود، هو إصلاحُ وتوسيعُ مجلسِ الأمن... ومن ثَمَ، تجددُ مصرُ دعوتَها لإنهاءِ احتكارِ الدولِ دائمةِ العضويةِ لعمليةِ صنعِ القرارِ داخلَ المجلس، ولتصحيحِ الظلمِ التاريخى الواقعِ على إفريقيا، جراءَ عدمَ تمثيلِها بفئةِ العضويةِ الدائمة، فضلاً عن ضعفِ تمثيلِها بفئةِ العضويةِ غير الدائمة... الأمرُ الذي لن تتخلى معه إفريقيا عن مطالبتِها بالحصولِ على التمثيلِ الدائمِ الذى تستحقُه، وفقَ ما هو محددٌ بتوافقِ أوزولوينى، وفى إعلانِ سرت.
السيد الرئيس،
اسمحوا لي أَنْ أكرر عليكم فى الختامِ أولويات عَملِنا ضمن منظومةِ الأممِ المتحدة والتى تشمل: تعزيزُ منظومةِ حقوقِ الإنسانِ الدولية... معالجةُ مشكلةِ غيابِ الديمقراطيةِ في إدارةِ العلاقاتِ الدولية...الإسراع بتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية...تحقيق نزع السلاح النووى...مكافحة الفساد بما فى ذلك استعادةَ الأموالِ المُهربة والمَنْهوبة لرموز نظم أسقطتها شعوبنا.
وأؤكد مرة أخرى عزمنا مواصلةُ العملِ من أجلِ احترام حقوق الإنسان وتمكينِ المرأةِ على المستويينِ الوطني والدولي... وإفساحُ المجالِ أمامَ الشباب للمساهمةِ بفاعليةٍ فى صياغةِ رؤيتِنا للعالمِ ولمستقبلِ أوطاننا... ولا يَفُوتُنى أَنْ أُرحبَ فى هذا الصدد باختيارِ السكرتيرِ العام ممثلاً خاصاً لقضايا الشباب ينتمى إلى العالمِ العربي.
كما أود التشديد على أهمية تضافر الجهودِ الدوليةِ لمواجهةِ خطر الإرهاب، وتطويرُ دورِ الأممِ المتحدةِ فى تنسيقِ جهودِ مكافحتِه ومعالجةِ جذوره.
السيد الرئيس،
فى النهاية، كلى أملٌ أَنْ تكونَ رسالة شعب مصر ورئيسها قد وصلَت للجميع... وفى أَنْ يتَحولَ ما عَبَرتُ عنه من تطلعاتٍ، وآمال، إلى حقائقَ ترتضيها شعوبُنا من أجلِ الرقىِ والسلامِ والتنمية ... وأَنْ نَعودَ فى العامِ القادمِ لنَجنِىَ ثمارَ ما تحققَ من إنجازات.
وشكراً لكم،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.