وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدنة في غزة    شبورة مائية وأمطار خفيفة.. الأرصاد تكشف أبرز الظواهر الجوية لحالة الطقس اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبد العزيز تكشف عن سبب طلاقها من أحمد العوضي    3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    استبعادات بالجملة وحكم اللقاء.. كل ما تريد معرفته عن مباراة الأهلي والاتحاد السكندري    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فهمي: سنمضي قدما في خارطة المستقبل ومحاربة الإرهاب.. ولن نسمح بالتدخل في شئوننا
في كلمتة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
نشر في التحرير يوم 28 - 09 - 2013

وزير الخارجية: المرحلة الانتقالية للحكم تنتهي «الربيع القادم»

قال نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري، في افتتاحية كلمته التي ألقاها اليوم في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين، أن سياسة مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو أصبحت تعبر عن الإرادة الشعبية، كما أكد في كلمته أن مصر على موقفها من القضية الفلسطينية وتطالب بدولة مستقلة عاصمتها القدس.
وإليكم نص كلمة الوزير بالدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة:
السيد الرئيس،
يطيبُ لى فى البداية... أَنْ أتوجهَ إليكم، ولبلدِكم الصديق أنتيجوا وباربودا... بالتهنئةِ على توليكم رئاسةَ الجمعيةِ العامةِ فى دورتِها الثامنةِ والستين... كما أنتَهزُ هذهِ الفرصة، لتوجيهِ التحيةِ للرئاسةِ الصربية على جهودِها خلالَ الدورةِ السابقة...
ولا يَفُوتُنى أَنْ أُجدِدَ دعمَنا للسكرتيرِ العام فى سعيِه لتحقيقِ مقاصدِ ومبادئِ الميثاق... وأَنْ أؤكدَ تأييدَ مصر لاختيارِ أجندةِ التنميةِ فيما بعد 2015 كموضوعٍ رئيسىٍ لهذهِ الدورة... لِمَا يُمَثلُهُ تَحقيقُ التنميةِ بمفهومِها الشامل، مِن أولويةٍ رئيسيةٍ للأممِ المتحدة، ولجميعِ الشعوب.
السيد الرئيس،
السادة الحضور الكرام،
اسمحوا لى، أَنْ أخرُجَ عن العرفِ السائدِ فى افتتاحِ دوراتِ الجمعيةِ العامة، وأَنْ أَستَهِلَ بيانى بنقلِ رسالةٍ أحمِلُها إليكُم ولشعوبِكُم ... ليسَ فقط مِن رئيسِ الدولة المصرية، المستشار عدلي منصور، بل مِن الشعبِ المصرى الذى وضعَ أساسَ الحضارةِ الإنسانية، وأَلْهَمَ شعوبَ العالمِ حديثاً.
إن لمصر مكانةً متميزةً فى تاريخِ وحاضرِ البشرية... مكانةٌ ودورٌ وتأثيرٌ، تنطلقُ فى المقامِ الأولِ من رصيدِها الثقافى والحضاري... وما كان ليَتَسِقَ معَ كلِ ذلك، وفى مطلعِ قرنٍ جديد، أَنْ تَظَلَ إرادةُ شعبِ مصرَ مُقيدة، أو أَنْ يُسلَبَ مِن شبابِها حَقُهم فى صياغةِ مستقبلِهم... لذا كان من الطبيعى بأبناءِ مصرَ أَنْ يخرجوا فى الخامسِ والعشرينَ مِن يناير عام 2011... ليُعْلِنُوا عزْمَهُم على بناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ حديثة... تحَقِقُ لأبنائِها الحريةَ، والكرامةَ، والعدالةَ الاجتماعية.
تلكَ هى معالمُ الوِجهةِ التى اختارها ملايينُ المصريين... وهى نفسُ الوِجهةِ التى صَمَمَوا عليها... في الثلاثينَ مِن يونيو الماضي... مؤكدين للعالمِ أنْ إرادةَ الشعوبِ لا تَنكسر... وهى قادرةٌ على منحِ السُلْطَة... وأيضاً على نَزعِها مِمَن يسيئونَ استغلالَها...
ولَدَى المصريينَ رؤية مستقبلية طموحة... وتتطلبُ عَملاً منهجياً وفى إطارٍ زمنىٍ منطقى ... رؤيةٌ سيُكْتَبُ لها النجاحُ بالإنفتاح على كلِ التياراتِ السياسية السلمية... وعلى التَعدُديةِ التى تَسْتَوعِبُ ثَراءَ كُلِ مُكَوناتِ المُجْتَمع... وعلى المُواطنةِ التى يَضْمَنُها حُكْمُ القانونِ والمساواةُ أمامَ العدالة ... رؤيةٌ تَتْسِقُ فى مبادئِها وممارساتِها مع القواعدِ الأساسيةِ التى تَحْكُمُ الممارساتِ الديمقراطيةِ فى مُخْتَلفِ أنحاءِ العالم... وأهمها سلمية الحوار، ونبذ العنف، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان.
وإيماناً بِحَقِ الشعبِ المصرى فى أَنْ يَرى تلكَ الرؤيةَ واقعاً ملموساً... فَقَدْ تَضمَنتْ خريطةُ المستقبل، التى تَسيرُ مصرُ عليها مُنْذُ الثالثِ مِنْ يُوليو الماضي... مَنْهَجاً وطنياً واضحاً لبِنَاءِ مُؤَسساتِ الدولةِ الديمقراطية، فى إطارٍ زمنىٍ مُحَدَّدْ... معَ دعوةِ جميعِ أبناءِ الوطنِ للمشاركةِ فى العمليةِ السياسيةِ بِكلِ مراحلِها... طالما التزموا بنبذ العنف والإرهاب والتحريض عليهما.
واتِسَاقاً معَ تلكَ الخريطة، يتواصلُ العملُ بالفعلِ على عِدَةِ مسارات... أثمرَتْ حتى الآن عن ترسيخِ العدالةِ والحرية والديمقراطية كأساسٍ للحكمِ... على أَنْ يَلِى ذلكَ انتخابُ مجلسِ النوابِ... ثمَ إجراءُ الانتخاباتِ الرئاسية، بحيثُ تَنْتَهى المرحلةُ الانتقاليةُ في الربيعِ القادمِ.
السيدات والسادة الحضور،
إِنَّ عَزْمَنا الصادقَ على استكمالِ تنفيذِ خريطةِ المستقبلِ... يتطلبُ أَنْ نَضعَ نُصْبَ أعينِنَا الحفاظَ على الأمنِ وإنفاذ القانون... والتصدي لمُحَاولاتِ الترويعِ والترهيبِ التى تَهْدِفُ إلى إعاقةِ مسار تنفيذِها.
ولقد تَعَرَضت بعضُ الأنحاء في مصرَ مؤخراً إلى هجماتٍ إرهابيةٍ يائسة وبائسة....لم تُفرٍق في ضحاياها بين رجلٍ وامرأة، شيخٍ وطفلِ، مسلمٍ وغير مسلم من أبناءِ الوطن...إرهابٌ كَشَف عن وجههِ القبيح... يهدِفُ إلى تقويضِ العمليةِ الديمقراطيةِ وتدميرِ اقتصادِنا.
وأؤكدُ أمامَكم بكل وضوحٍ وثقةٍ أن الشعبَ المصريَ العظيمَ الذي نجحَ في فرض إرادته مصر قادر علي القضاءِ علي الإرهاب في إطارِ سيادة القانون ...
وأَثِقُ في أَنَّ المجتمعَ الدولى بِأَسرِهِ، والذى طالما لفظ الإرهاب... سيَقِفُ بحزمٍ إلى جانبِ الشعبِ المصرى فى معركتِه لدحرِ العنفِ والداعين إليه... ولنْ يَتَقَبّلَ مُحاولاتِ تبريرِه أو التسامحِ معَهُ...وفى ذلك الإطار أود أن أتقدم بخالص التعازي لدولة وشعب كينيا على ضحايا الحادث الإرهابي الذى تعرضت له البلاد مؤخراً.
السيد الرئيس،
لا تَكتمِلُ رسالة الشعبِ المصرى، وفى طليعتِهِ شبابُ مصر المشارك معي في تمثيل بلدنا العريق فى إجتماعنا هذا، دون أَنْ أنقلَ إليكم أيضا، تطلعَ مصرَ إلى تعزيزِ ديمقراطيةِ العلاقاتِ الدوليةِ المعاصرة... وإلى مدِ جسورِ التعاونِ بينَ الشعبِ المصرى وكافةِ شعوب العالم ... على أساسِ استقلالِ القرار، والاحترامِ المُتبادل، وعدمِ التدخلِ فى الشؤونِ الداخليةِ للدول... ووفقَ سياسةٍ خارجيةٍ تقومُ على النديةِ وتكون ركيزتها رؤية مستقبلية بناءة وحضارية.
فسياسةُ مصرَ الخارجية، أصبحت تعكسُ الإرادة الشعبية... وتُصاغُ على نحوٍ يتَسِقُ مع مصالحِها الوطنية وأمنِها القومي... بعيداً عن أية اعتبارات أخرى...
ولا غُلُوَ فى تقريرِ أَنَّنَا نُدْرِكُ، بمسئوليةٍ تامة... ارتباطَ أَمنِ مصرَ القومى بقضايا وأَمنِ أُمَتِها العربية... كما تَلْتَزِمُ مصرُ بِحُكمِ الموقعِ والتاريخِ والانتماء... بمواصلةِ الدفاعِ عن مصالحِ قارتِها الأفريقية... وبالتصدي لقضايا العالمِ الإسلامي ونشر قيم الاعتدال وسماحة الإسلام وتعزيز الحوار بين الأديان السماوية... وبتبني التحدياتِ التي تُواجِهُ دولَ الجنوب في عالمٍ تَخْتَلُ فيه موازينُ القوى.
ومِن هُنا، اسمحوا لى أَنْ أَعرِضَ بإيجازٍ ملامحَ رؤية مصرَ، لعددٍ من القضايا... التي تحظى بأولويةٍ متقدمةٍ فى اهتماماتِ سياستِنا الخارجية:
بلغَتِ المأساةُ فى سوريا حَدَ استخدامِ الأسلحةِ الكيميائية... والتي نُدينُ اللجوءَ إليها... وينبعُ اهتمامُنا بالاتفاقِ الذى تَمَ التوصل إليهِ بين روسيا والولايات المتحدة... من الحرصِ على ضرورةِ معالجةِ السياقِ الأوسعِ للأزمة السورية.
وبجانبِ المأساةِ الإنسانيةِ الناجمةِ عن القتالِ المُسْتَعِر، اقترَبَتْ الدولةُ السوريةُ ذاتها من حافةِ التفكك... الأمرُ الذي يستلزمُ التوصلَ إلى تسويةٍ سياسيةٍ عاجلة... تحققُ للسوريينَ الحريةَ والكرامةَ والديمقراطيةَ التى يَصْبُونَ إليها، وتصونُ وحدةَ كيان الدولة... وهو ما نأملُ فى أَنْ يتَحقَقَ من خلالِ عقدِ مؤتمرِ جنيف الثاني... وصولاً إلى إنشاءِ سلطةٍ انتقاليةٍ تضعُ حَداً للاحترابِ الأهلي... وللتدخلاتِ الخارجيةِ التى طالما حذرنا من تداعياتِها.
السيد الرئيس،
تظلُ قضيةُ فلسطينَ مصدرَ التوترِ الرئيسى فى منطقتنا، التى مازالت تُعانى من تداعياتِ استمرارِ احتلالِ إسرائيل للأراضى العربية... وتكثيفِ الأنشطةِ الاستيطانية حتى كادَ الأملُ فى إمكانيةِ تحقيقِ حلِ الدولتين يتلاشى دونَ رجعة...
وإزاءَ هذه الصورةِ القاتمة، فإنَّ الجهودَ التى بَذلَتْها الولاياتُ المتحدة لدعمِ استئنافِ المفاوضاتِ الفلسطينيةِ الإسرائيلية، تستحقُ مِنا الترحيب والتقدير... كما أَنَّ حِرصَ الطرفينِ -حتى الآن- على الالتزامِ بالانخراطِ فى عمليةٍ تفاوضيةٍ مُحددةٍ بإطارٍ زمنى، يمثلُ تطوراً هاماً... الأمرُ الذي يدعُونا للعملِ على أَنْ تُؤَدِى المفاوضات الجارية إلى تسويةٍ نهائيةٍ لهذه المشكلةِ التى تَعُودُ جذورُها إلى القرنِ الماضى.
وسوفَ تستمرُ مصرُ فى دعمِ حقِ الشعبِ الفلسطينى فى تقريرِ المصير... وإقامةِ دولتهِ المستقلةِ ذاتِ السيادة، وعاصمتُها القدسُ الشرقية، على كاملِ أراضى الضفةِ الغربيةِ وغزة... وفقَ مبادرةِ السلامِ العربية، وتأسيساً على المرجعياتِ ذاتِ الصلة...
ولا يفوتني هنا أن أؤكد على حقيقة أن عدم الوفاء باحتياجات سكان قطاع غزة هو أمر لم يعد مقبولاً سياسياً أو أخلاقياً... ومن ثم فإننا نطالب إسرائيل والمجتمع الدولي بتحمل مسئولياتهما بما يضمن وصول المواد الأساسية للشعب الفلسطينى فى القطاع... ونؤكد استعدادنا التعاون مع السلطة الفلسطينية وكافة الأطراف المعنية للتوصل إلى ترتيبات مناسبة لتوفير هذه الاحتياجات بطرق مشروعة وشفافة.
السيد الرئيس،
لعلكم تتفقون معنا فى الرأى بأن بناء شرق أوسط جديد لن يتأتى بدون ضمانِ الحقِ فى الأمنِ المتساوي... والتخلصِ من التهديداتِ التى يُمَثلُها وجودُ الأسلحةِ النوويةِ وأسلحةِ الدمارِ الشاملِ فى منطقتِنا... الأمر الذى يهدد مصداقية نظام منع الإنتشار بل ومصداقية الأمم المتحدة ذاتها.
لذلك... وبدافع الحرص على هذه المصداقية... أعلنُ أمامكمُ اليوم، من هذهِ المنصةِ المبادرة التالية:
أولاً: دعوة كافةَ دولِ الشرقِ الأوسطِ، وكذلك الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن... لإيداعِ خطاباتٍ رسميةٍ لدى السكرتيرِ العام للأممِ المتحدة، بتأييدِها لإعلانِ الشرقِ الأوسطِ منطقةً خاليةً من أسلحةِ الدمارِ الشامل، النوويةِ والكيميائيةِ والبيولوجية.
ثانياً: قيام دولَ المنطقةِ غير الموقعةِ أو المُصادِقةِ على أىٍ من المعاهداتِ الدوليةِ الخاصةِ بأسلحة الدمار الشامل أن تلتزم، قبلَ نهايةِ العامِ الجاري... بالتوقيعِ والتصديقِ على المعاهداتِ ذاتِ الصلةِ بشكلٍ متزامن... وأَنْ تُودِعَ هذه الدولُ ما يؤكدُ قيامَها بذلك لدى مجلسِ الأمن... وأدعو السكرتيرَ العامَ للأممِ المتحدة، لتنسيقِ اتخاذِ كافةِ هذهِ الخطوات بشكلٍ متزامن، كشرطٍ أساسىٍ لنجاحِها... وهوَ ما يَعنى تحديداً:
§ انضمامَ إسرائيلَ إلى معاهدةِ منعِ الانتشارِ النووى كدولةٍ غيرِ نووية... وتصديقَها على اتفاقية الأسلحةِ الكيميائية... وتوقيعَها وتصديقَها على اتفاقية الأسلحةِ البيولوجية؛ § تصديقَ سوريا على اتفاقية الأسلحةِ البيولوجية... واستكمالَ الخطواتِ التى تعهدَت بها بشأنِ اتفاقية الأسلحةِ الكيميائية؛ § تصديقُ مصرَ على معاهدةِ اتفاقية الأسلحة البيولوجية... والتوقيعُ والتصديقُ على اتفاقية الأسلحةِ الكيمائية، وذلك مقابل استكمال كافة دول الشرق الأوسط إجراءات الانضمام للمعاهدات الدولية لحظر أسلحة الدمار الشامل والمعاهدات والترتيبات المتصلة بها.
ثالثاً: مواصلةُ الجهودِ الدوليةِ لضمان سرعةِ انعقاد المؤتمر المؤجل عام 2012 لإخلاءِ الشرقِ الأوسطِ من أسلحةِ الدمارِ الشامل... ليتم عقده قبل نهاية هذا العام... وكحدٍ أقصى في ربيع عام 2014. ولتحقيق هذا الهدف، فانه يتعين مضاعفة الجهد من السكرتير العام، والدول الثلاث المودعة لديها معاهدة منع الانتشار والميسر...لعقد هذا المؤتمر.
السيد الرئيس،
إِنَّ جذورَ مصرَ ضاربةٌ فى قارتِها الإفريقية، وهى تفخرُ بما شهدُته القارةُ من تغييراتٍ إيجابيةٍ عديدة، ومُضيها نحو مزيدٍ من الديمقراطيةِ والتنمية...غير أن أفريقيا مازالت بحاجةٍ لتضافرِ الجهودِ الوطنيةِ والإقليميةِ والدوليةِ، لمساعدَتِها على معالجةِ النزاعات.
واتساقاً مع هذا الموقفِ المصرى، أودُ الإشارةَ إلى أَنَّنَا بصددِ إنشاءِ وكالةٍ مصريةٍ للمشاركةِ من أجلِ التنمية... وأَنَّنَا سنعملُ على توجيهِ معظم مواردِ هذه الوكالة حالَ إنشائها إلى الدولِ الأفريقيةِ الشقيقة، بما يتيحُ الاستفادةَ من الرصيدِ المُتراكمِ للخبراتِ الفنيةِ المصرية.
السيد الرئيس،
إِنَّ الحديثَ عن ديمقراطيةِ العلاقاتِ الدوليةِ الراهنةِ، وسيادةِ القانونِ على المستوى الدولي... لا يستقيمُ دونَ تحقيقِ الإصلاحِ الشاملِ والجوهرى لمنظومةِ الأممِ المتحدة... حتى تكون أكثرَ قدرةً وقابليةً على مواجهة التحديات والاستجابة لطموحات الشعوب.
إِنَّ السبيلَ المنطقىَ والسليم، لتحقيقِ هذا الإصلاح المنشود، هو إصلاحُ وتوسيعُ مجلسِ الأمن... ومن ثَمَ، تجددُ مصرُ دعوتَها لإنهاءِ احتكارِ الدولِ دائمةِ العضويةِ لعمليةِ صنعِ القرارِ داخلَ المجلس، ولتصحيحِ الظلمِ التاريخى الواقعِ على إفريقيا، جراءَ عدمَ تمثيلِها بفئةِ العضويةِ الدائمة، فضلاً عن ضعفِ تمثيلِها بفئةِ العضويةِ غير الدائمة... الأمرُ الذي لن تتخلى معه إفريقيا عن مطالبتِها بالحصولِ على التمثيلِ الدائمِ الذى تستحقُه، وفقَ ما هو محددٌ بتوافقِ أوزولوينى، وفى إعلانِ سرت.
السيد الرئيس،
اسمحوا لي أَنْ أكرر عليكم فى الختامِ أولويات عَملِنا ضمن منظومةِ الأممِ المتحدة والتى تشمل: تعزيزُ منظومةِ حقوقِ الإنسانِ الدولية... معالجةُ مشكلةِ غيابِ الديمقراطيةِ في إدارةِ العلاقاتِ الدولية...الإسراع بتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية...تحقيق نزع السلاح النووى...مكافحة الفساد بما فى ذلك استعادةَ الأموالِ المُهربة والمَنْهوبة لرموز نظم أسقطتها شعوبنا.
وأؤكد مرة أخرى عزمنا مواصلةُ العملِ من أجلِ احترام حقوق الإنسان وتمكينِ المرأةِ على المستويينِ الوطني والدولي... وإفساحُ المجالِ أمامَ الشباب للمساهمةِ بفاعليةٍ فى صياغةِ رؤيتِنا للعالمِ ولمستقبلِ أوطاننا... ولا يَفُوتُنى أَنْ أُرحبَ فى هذا الصدد باختيارِ السكرتيرِ العام ممثلاً خاصاً لقضايا الشباب ينتمى إلى العالمِ العربي.
كما أود التشديد على أهمية تضافر الجهودِ الدوليةِ لمواجهةِ خطر الإرهاب، وتطويرُ دورِ الأممِ المتحدةِ فى تنسيقِ جهودِ مكافحتِه ومعالجةِ جذوره.
السيد الرئيس،
فى النهاية، كلى أملٌ أَنْ تكونَ رسالة شعب مصر ورئيسها قد وصلَت للجميع... وفى أَنْ يتَحولَ ما عَبَرتُ عنه من تطلعاتٍ، وآمال، إلى حقائقَ ترتضيها شعوبُنا من أجلِ الرقىِ والسلامِ والتنمية ... وأَنْ نَعودَ فى العامِ القادمِ لنَجنِىَ ثمارَ ما تحققَ من إنجازات.
وشكراً لكم،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.