الإرهاب جبان وحقير. لا يعرف دينا ولا يؤمن بوطن. يتصور أن الوحشية والعنف وإراقة الدماء سوف تفتح له الطريق إلى جنة يتخيلها فى السماء أو إلى سلطة يشتهيها على الأرض، عندما يسقط يتحول إلى فأر صغير يحاول الهرب ولا يثير إلا الاشمئزاز! الإرهاب جبان وحقير. قل لى.. أىُّ شجاعةٍ فى قتل جنودنا وهم يؤدون واجبهم فى سيناء؟! أىُّ أخلاق تسمح بالتمثيل بجثث الضحايا، كما رأينا فى كرداسة وغيرها؟! وأىُّ نذالة أن تحاول حرق الوطن، لأن الشعب أبعدك عن الحكم؟! وأىُّ خيانة أن يكون حلم حياتك أن يأتى التدخل الأجنبى لإنقاذك من الشعب الذى أسقطك؟! يقول البعض إننا نوزع اتهامات الخيانة دون دليل! طيب.. ماذا عن التآمر لفصل سيناء عن قلب الوطن؟.. وماذا عن صفقة بيع قناة السويس التى أفشلتها الثورة فى 30 يونيو.. ثم ماذا عن استهداف القناة بالإرهاب الآن؟! كنا نعلم من البداية أن الأوغاد يخططون لشىء فى منطقة القناة. وكنا قد قرأنا شيئًا عن ذلك فى بروتوكولات حكماء التنظيم الدولى بعد اجتماعهم فى تركيا. وكنا قد تتبعنا محاولات بائسة لإثارة الاضطرابات فى مدن القناة. ومع ذلك كله فقد كان خبر الاستهداف الفاشل لسفينة فى القناة بمثابة الطعنة التى تدمى القلب من المستوى الدنىء الذى وصلت إليه جماعات الإرهاب، والتى أعلن «الإخوان» بتصريحات البلتاجى وبتصرفات مرسى قبل ذلك، أنهم جزء لا يتجزأ منها! فى نفس اليوم كانت هناك عدة محاولات إرهابية فشلت جميعها والحمد لله. فى محطة السكة الحديد وبجوار بعض المؤسسات والمرافق. إنه جنون النهاية بعد أن تأكدوا من السقوط. لكن يبقى هناك فارق بالنسبة للمحاولة الفاشلة فى قناة السويس. أتابع الخبر وجبال من الحزن والغضب تسكننى. أكاد أصرخ: قناة السويس يا أولاد الكلب! لأنهم لا يعرفون معنى الوطن يرتكبون جريمتهم. أما نحن فالقناة بالنسبة إلينا ليست مجرد مجرى مائى، وليست مجرد مورد هام من موارد الدولة.. إنها تاريخ ووطن.. إنها الكرامة التى استعدناها فى أروع المعارك عام 1956. إنها آلاف الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن. إنها عنوان الاستقلال الوطنى ليس لنا فقط، بل للشعوب العربية وشعوب العالم كلها. الآن.. يتآمرون للإضرار بالملاحة بالقناة، لكى يمهدوا الطريق لتدخل أجنبى يحلمون به. هل لدى السادة الذين يقولون إننا نوزع اتهامات الخيانة بلا دليل وصف آخر غير الخيانة الوطنية لهذا العمل الحقير؟! وهل هناك كلمة أخرى غير الخيانة الوطنية لوصف هذه المحاولات المحمومة لاستنزاف الوطن، ولتشتيت انتباه مؤسسات الأمن عن نشاط جماعات الإرهاب وهى تزرع القنابل، وتستهدف جنودنا فى سيناء، وتتآمر لتعطيل الملاحة فى القناة! ألا يدرك هؤلاء أن قوات الجيش والشرطة التى يهاجمونها هى التى تحميهم من غضب الشعب؟! وهل يتصورون أن صبر الناس عليهم سوف يستمر أكثر من ذلك، وقد أصبحت المؤامرة واضحة، ولم يعد خافيا أن تشتيت الانتباه واستنزاف الجهد فعل خيانة متعمدا، من أجل تمهيد الطريق أمام الحلفاء ليزرعوا القنابل ويهددوا أمن الوطن فى سيناء ويخططوا للإضرار بالملاحة فى القناة واستدعاء التدخل الأجنبى؟! شعبنا قادر بلا شك على حماية ثورته، وقوات الجيش والشرطة قادرة على حماية الأمن وسحق الإرهاب، وكل محاولات استدعاء التدخل الأجنبى ليست إلا أوهاما فى عقول الخونة. لم يعد مقبولا، بعد الآن، استنزاف جهد الدولة، بينما هى فى حرب حقيقية ضد الإرهاب. إذا لم تكن هذه هى الخيانة فماذا تكون؟