اليوم تنزل الملايين إلى ميادين التحرير فى كل أنحاء مصر تحتفل بالنصر والعبور. اليوم نقف إجلالا واحتراما لذكرى شهداء أعزاء سقطوا من أجل الوطن، ولجيش عظيم حقق النصر وحرر كل شبر من أرض مصر، ولشعب رفض الهزيمة وصمم على الثأر، وقدم التضحيات حتى تم العبور وتحقق نصر أكتوبر العظيم. الحقيقة التى لا ينبغى أن تغيب عنا أبدا، أن نصر أكتوبر قد بدأ فى هذه اللحظة العظيمة التى خرج فيها الشعب فى 9 يونيو يرفض الهزيمة ويؤكد ثقته فى أن جيشه قادر على رد الضربة، ويصدر أمر تكليف بتحرير الأرض والثأر من هزيمة لا نستحقها. وهكذا بدأت الملحمة العظيمة وقاد عبد الناصر عملية إعادة البناء وخضنا حرب الاستنزاف وأعددنا جيش العبور العظيم. للأسف الشديد.. لم يكن يخطر بذهن أحد أن نواجه بعد أربعين عاما موقفا شبيها.. سيناء التى حررناها بأغلى الدماء وأعز التضحيات تخضع لتهديد عصابات إرهاب لا تعبث فقط بأمنها، بل تتآمر لتقسيم الوطن مع جماعة فاشية خطفت الثورة واستولت على الحكم ووضعت مصر على حافة الهاوية، لولا عناية الله وانتفاضة الشعب وانحياز الجيش لإرادة هذا الشعب. ما حدث فى 30 يونيو كان أيضا رفضًا من شعب عظيم لهذا العبث بمستقبل الوطن. الملايين التى خرجت فى كل ميادين مصر لم تكن فقط تُسقط حكم الإخوان الفاشى، ولكنها كانت تعطى أيضا «أمر تكليف» جديدا لجيشها الوطنى، لكى يستكمل المهمة ويحمى الثورة ويستعيد سيناء لأحضان الوطن بعد تطهيرها من عصابات الإرهاب. والآن يخوض شعب مصر وجيشها المعركة من أجل عبور جديد يهزم فلول الإخوان التى تحاول عرقلة مسيرة الثورة، والتى تتبنى الإرهاب فى سيناء، والتى تستميت فى خيانة الوطن بمحاولة استدعاء التدخل الأجنبى، وبتوهم مريض بأنهم يستطيعون أن يسيروا بمصر فى طريق الدمار والفتنة الداخلية كما حدث فى سوريا! كما حققت مصر العبور العظيم فى حرب أكتوبر، سوف تحقق العبور الجديد نحو الديمقراطية والتقدم وتحقيق أهداف الثورة، وكما استعدنا سيناء من العدو الإسرائيلى فسوف نطهرها من عصابات الإرهاب التى تآمر حكم الإخوان لإطلاق يدها هناك، على أمل أن تكون له السند، وهو يقيم فاشيته فى مصر كلها. نعرف الآن أن المعركة متصلة، وأن استعادة سيناء لم تكن ممكنا أن تتم حين كان مندوب جماعات الإرهاب فى قصر الرئاسة يمنع المواجهة ويعقد الصفقات ويعرقل القصاص للشهداء، ويطلب الحفاظ على أرواح الخاطفين لجنودنا حتى لا تظهر أبعاد الفضيحة. ونعرف الآن أن الطريق موصول بين إرهاب يختبئ فى جبل الحلال، وإرهاب ينشر الفوضى ويرتكب المذابح فى أنحاء الوطن. نعرف أن هناك آلاف المخدوعين فى «رابعة» وغير رابعة يحتاجون منا إلى جهد لنساعدهم فى كشف حقيقة الخونة الذين يخدعونهم ويتآمرون على الوطن. لكن.. حين نكتشف أن هؤلاء القادة كانوا يريدون تهريب صواريخ «جراد» إلى القاهرة، وأن ما تم ضبطه كان كافيا لتدمير حى بأكمله، فإن الوضع يختلف والصبر الذى طال ينبغى أن تكون له حدود! واليوم.. تنزل الملايين لتحتفل بالنصر والعبور فى أكتوبر العظيم، نحيى أرواح الشهداء وبطولات الجنود وتضحيات الشعب، ونؤكد للجميع أن عبورنا الجديد سيكتمل، وأن سيناء ستعود بلا إرهاب لحضن الوطن، وأن إرادة الشعب التى أعلنت عن نفسها فى 30 يونيو قد صححت الأمر، وأن كل ما تأمل فيه قيادات الإخوان الآثمة هو «الخروج الآمن» إلى محاكمات عادلة على جرائم تبدأ بالقتل والتحريض عليه، وتنتهى عند الخيانة لوطن لا يستحقون الانتماء إليه. اليوم تنزل ملايين «30 يونيو» لتؤكد أن إرادة الشعب هى التى تفتح طريق النصر وتحقق معجزة العبور.