كشفت واقعة مقتل مدير نيابة الظاهر، وأصابة ضابط شرطة، على يد مجموعة من البدو بمنطقة القاهرة الجديدة، بسبب رفضه دفع إتاوة ليسمحوا له باستكمال أعمال الإنشاءات، عن حجم "دولة البدو" وسيطرتها على المدن الجديدة فى غياب تام للشرطة التى عجزت عن الدفاع عن المواطنين بالمدن الجديدة وتركتهم فريسة للبدو يطالبوهم بإتاوات شهرية. وكشف شهود عيان تفاصيل حادث مقتل وكيل نيابة الظاهر، مؤكدين قيام مجموعة من البدو بارتكاب الجريمة عقب رفض وكيل النيابة دفع إتاوة، وهي ما يطلق عليها البدو "رسوم حراسة"، وأكد شهود العيان أن البدو يفرضون السيطرة على المنطقة ويفرضون إتاوات كبيرة على رجال الأعمال والأهالى. تسعيرة الحراسة البدو لا يعترفون بالقانون، فلهم قانونهم الخاص، وأيضا لا يخشون الشرطة، بل العكس هو الصحيح، وفقا لأقوال عدد كبير من ضحايا البدو بمنطقة أكتوبر والقاهرة الجديدة، ويقوم البدو بفرض الإتاوات على أهالى المدن الجديدة، فالمواطن يدفع قرابة ال500 جنيه شهريًا، بينما يدفع المقاول أكثر من 1000 جنيه، وإن لم يفعل، تسرق متعلقات عمله، ويقول البدو، إن تلك المبالغ التي يتقاضونها من المواطنين بتلك المدن هي "الغفرة"، بينما يراها أصحاب الأراضي والوحدات السكنية "إتاوة"، ويرجعون ذلك لأنها تُفرض عليهم، ومن يرفض الدفع يتعرض لمضايقات. شكاوى «ابني بيتك» أكثر منطقة تضررت من اإتاوات البدو، هى مشروع «ابنى بيتك» بأكتوبر والمنطقة المحيطة بالمشروع ومنها «مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا»، و«القرية الكونية»، حيث يستغل «العربان» غياب الأمن فى هذة المناطق ويقومون بإجبار السكان على دفع إتاوات، وفى حالة الرفض كانوا يقومون بسرقة مواد البناء والحديد وغيرها بهدف التنكيل به ومنع أى محاولات للتمرد عليهم، كما قاموا أيضا بإشعال الحرائق في المزارع، والاعتداء البدني، ومن يعترض يكون جزاؤه سرقة شقته أو سيارته أو خطف ذويه والمطالبة ب«فدية». اشتكت شركة شركة رمسيس الزراعية، أكثر من مرة من سيطرة بدو من قبيلة «العيايدة» على ممتلكات الشركة بالصالحية، حيث فرضوا إتاوة على الشركة، التي لم ترضخ في البداية لكن أمام التعديات والسرقات اضطرت إلى دفع «إتاوة شهرية»، حتى إن المستثمرين الذين يتعاقدون مع الشركة لشراء محصولها السنوى الزراعي، يدفعون إتاوات للبدو والعربان فيما يتراوح حجم الإتاوة بين ٥٠ و٧٠ ألف جنيه شهريًا.