سلوكيات سيئة وتصرفات خاطئة، لدرجة تصل لحد الحماقة، تلك التي يمارسها بعضنا حين تجمعه الظروف بالمدعو "البوفيه المفتوح"، في إحدى المناسبات سواء حفل زفاف أو مؤتمر وخلافه، وهو الأمر الذي جعل أحد أصحاب الفنادق في شرم الشيخ لتعليق لافتة مكتوب عليها "ضيفنا العزيز.. خد كل اللي تقدر تأكله ولكن تناول كل اللي أخدته، بالأمس الهالك من الأكل كان 300 كيلو، هذا الرقم يطعم حوالي 600 شخص". أوبن بوفيه في ظل السياحة الداخلية، ظهر اختراق صارخ لكافة خطوط وقواعد السياحة بالفنادق والمنتجعات الفاخرة، فلم يلتزم المصريون القادمون للمنتجعات السياحية بقواعد نزول البحر، في ظل غياب الإرشادات ونقص التوعية بقواعد السياحة الداخلية، ما نتج عنه إهدار كميات كبيرة من الطعام، خاصة في نظام "الأوبن بوفيه"، علاوة على عدم التزام رواد الفنادق من السياحة الداخلية بمواعيد الطعام، كما أسفر التعامل السلبي مع أثاث ومعدات الفنادق عن تكبيدها خسائر مالية. متملاش الطبق على الآخر في سياق متصل نشرت إحدى الصفحات المعنية بالسياحة رسالة من بعض العاملين بفنادق مدينة شرم الشيخ، إلى المصريين، كان نصها " إلى جميع المصريين الغاليين علينا، نرجو منكم إنكم تقدروا تعبنا في الطبخ والتجهيز، لا يجوز أن يتم ملأ الأطباق بهذا الشكل عند الإفطار ومن ثم تناول ربع الكمية فقط ورمي الباقي في الزبالة، هذا لا يرضى الله ولا يرضي أحد، حرام أن يتم ملأ الأطباق بهذا الشكل ولا يتم أكلها ". رمى نفايات في خليج نعمة محمد فوزي، كان يعمل مصورا بشرم الشيخ، قال في تصريحات صحفية، له إنه ترك العمل بشرم الشيخ وعاد إلى القاهرة، وذلك بسبب تدهور الأحوال بشرم الشيخ نتيجة الأفعال غير اللائقة التى تصدر من الزوار المصريين اللذين لا يلتزمون بمظهر المدينة العالمي والسياحي. وأضاف المصور، أن مبادرة وزارة السياحة لدعم السياحة الداخلية في شرم الشيخ، زادت الأمر سوءً وساهمت في تدمير المدينة السياحية، موضحا أنه رأى بعينيه تكسير لزجاج ورمي نفايات في منطقة خليج نعمة أحد أبرز المعالم السياحية بالمدينة. ونشرت صفحة أخرى معنية بالسياحة تقول على فيسبوك، "مسلسل السلوكيات السيئة فى الغردقة وشرم والإسكندرية"، صورا لبقايا طعام قال عنها "الصور من فندق هليتون الغردقة، الناس بتستغل الأوبن بوفيه بطريقة عشوائية سيئة وبياخدوا أكل فوق طاقتهم بمراحل الترابيزة في الصورة دى بعد ما خلص 5 أشخاص أكلهم، أيوة 5 أشخاص فقط، البلد بلدنا آه بس مش كده يا جماعة حرام والله". المصريون بيجوا يبوظوا الدنيا الإعلامي رامى رضوان، انتقد على صفحته ب" فيسبوك"، تصرفات المصريين بشرم الشيخ قائلا "مش هنسى آخر زيارة زرت فيها شرم الشيخ، كان وقتها في إطار حملة لدعم السياحة بعد حادثة سقوط الطائرة، وكثيرون ينادون بأن على المصريين الذهاب لشرم الشيخ لدعم العاملين فيها الذين يعانون من الركود، فى الحقيقة لم أجد عاملا واحدا إلا وقد طلب مني أن تتوقف هذه الحملة لأنهم ليسوا في حاجة لها". وأضاف "رضوان" أن العاملين في شرم الشيخ، اتفقوا على جملة واحدة وهي "مش عايزين مصريين، دول بيجوا بيبوظو الدنيا، وقعدتنا من غير شغل أحسن لنا من ضياع سمعة ونظافة شرم الشيخ تتهان والسايح يطفش للأبد، تخيل ابن بلدك بيقول عليك كده من تصرفاتك البشعة وقلة نظافتك واهتمامك لدرجة انه مش عايزك تقف جمبه فى أشد محنته.. فما بالك بما يقوله عنك الأجانب الذين يبعدون عنا فى أمور النظافة والبساطة والشياكة والنظام والتنظيم ؟! ، اتقوا الله!!. استفزاز وعشوائية بدوره علق الدكتور يسرى عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، على تلك التصرفات، موضحا أنها نوع من أنواع السلوكيات العشوائية المرتبطة بروح الانتقام وعدم الإحساس بالانتماء لهذا المكان وعدم الشعور بضرورة الحفاظ على قيمته من أجل الاسترخاء والاستمتاع. وأضاف عبد المحسن، ل"التحرير"، "دائما هناك عداوة وسلوكيات مستفزة لدى المواطن من أجل التدمير والتخريب وكأن هذا المكان لا يقدم خدمة للناس ويقوم عليه أعداء للمصطافين والزائرين". وتابع، هي سلوكيات تنتشر بالعدوى بين الناس في كل موقع سواء كان مؤتمرات أو أفراح أو مناسبات ينصب فيها بوفيه مفتوح. وأشار أستاذ الطب النفسي، إلى أن مثل تلك السلوكيات شاذة تنم عن عدم الوعى وسوء الأخلاق للأسف الشديد، وشرح بقوله "المواطن اللى بيعمل كده مش بيعمل عشان يسد جوعه بل لينتقم"، واختتم حديثه مؤكدا أن نظرة من يأتى بتلك التصرفات ينظر لصاحب المطعم أو منظم الحفل مثلا على أنه عدو حقيقي له، ما يعتبر حقدا طبقيا، فمن منظوره أن أصحاب هذا المكان لصوص يسرقوا قوات الشعب وممتلكاته".