شرم الشيخ.. المدينة التي تعد من أجمل مدن العالم السياحية والتي تقع في جنوبسيناء تعتبر الريفيرا المصرية.. أصابها ما أصابها علي يد أبنائها المصريين حتي وصفها البعض بأنها تحولت إلي بلطيم ورأس البر.. ذلك بسبب السلوكيات غير اللائقة والمنافية لطبيعة المدن السياحية والعالمية.. وضمن هذه السلوكيات توجه بعض المصطافين إلي الشواطئ وحمامات السباحة بالملابس القطنية الداخلية دون الإلتزام بزي البحر ما يعطي صورة سلبية لدي السائحين الأجانب لا تشجعهم علي القدوم إلي مصر مرة أخري. وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لبعض المصطافين المصريين لدي تحرشهم بسائحة أجنبية في شرم .هذا مع عدم الالتزام بأي من قواعد النظافة أو احترام خصوصيات الآخرين. وفي نفس الوقت، تدعو وزارة السياحة لدعم السياحة الداخلية في شرم الشيخ وكانت النتيجة سلبية وعكسية فقد ساهم ذلك في تدمير المدينة، وقد شاهد أحد المصورين تكسيرا لزجاج ورمي نفايات في خليج نعمة أحد أبرز المعالم السياحية في المدينة، كما رصد تعاملاً غير حضاري مع أثاث ومحتويات الفنادق والأماكن العامة من قبل المصريين تمثلت في اتلاف العديد من المقتنيات وسرقة أدوات الطعام من ملاعق وسكاكين وشوك وهو ما كبد الفندق العديد من الخسائر المالية وأثر بالسلب علي سمعة مصر السياحية أمام رواد المدينة من مختلف الجنسيات. وقد وصل الأمر لدرجة حزينة حين اتفق العاملون بهذه المدينة علي جملة واحدة »مش عايزين مصريين دول بييجو يبوظو الدنيا وقعدتنا من غير شغل أحسن لنا من ضياع سمعة ونظافة البلد أمام السياح الأجانب في نفس الوقت نشرت احدي الصفحات المعنية بالسياحة رسالة من أحد العاملين بفنادق شرم الشيخ إلي المصريين جاء نصها »إلي جميع المصريين الغاليين علينا، نرجو منكم تقدروا تعبنا في الطبخ والتجهيز، لا يجوز أن يتم ملء الأطباق بهذا الشكل عند الافطار، مع تناول ربع الكمية ورمي الباقي في الزبالة، هذا لا يرضي الله ولا يرضي أحداً». كما نشرت الصفحة لافتة علقها العاملون بأحد المطاعم الشهيرة في شرم »ضيفنا العزيز خد كل اللي تقدر تاكله لكن تناول كل الذي أخذته، بالأمس كانت كمية الهالك من الطعام 300 كيلو ما يكفي لإطعام 600 شخص». وفي صورة تعرض السخافة نشاهد نخلة مثمرة، يتسلقها بعض الأشخاص كل فوق كتف الآخر لسرقة ثمارها وهم يرتدون »الفانلة.. وال...». وكان من الطبيعي أن تدعو غرفة السياحة لدعم السياحة الداخلية من أجل اسعاد الشعب المصري والترويح عنه من ناحية ومن ناحية أخري من أجل جذب إيرادات بالجنيه المصري لسد المصروفات الجارية ورواتب العاملين بالفنادق لكن أن تأتي هذه الدعوة بالخراب علي أيدي المصريين أنفسهم فهذه تعد خيانة للوطن والمساهمة في المزيد من تحطيمه اقتصادياً. ولعل من ضمن الاعتراضات السابقة أمام الرئيس حسني مبارك حول اقامة جسر الملك سلمان.. كان التخوف من تلوث البيئة حول مدينة شرم الشيخ والتأثير علي خصوصيتها السياحية الشديدة والتي كانت تدر أكبر قدر من العملات الأجنبية والتي كانت في حد ذاتها عنصراً مهماً في توفير النقد الأجنبي علماً بأن عام 2010 كان عاماً مزدهراً سياحياً. ولماذا يترك الأمر علي ما هو عليه من سلبيات ومخالفات.. أليس من حق الدولة التدخل لتفعيل النظام ومعاقبة المخالفين؟.. أين شرطة السياحة وأين رجال أمن الفنادق.. ان الحرية ليست مطلقة وعلي من سهلت لهم الدولة وأتاحت لهم فرصة التصييف في أرقي مدن العالم بجنيهات قليلة أن يراعوا ضمائرهم وان يحترموا القواعد والنظام العام والنظافة والأمانة وان المطلوب هو العمل والتعمير ليس التخريب.