تداول عدد من العاملين بالسياحة على صفحات "فيس بوك"، صورة تم إلتقاطها لمواطن مصرى بملابسه الداخلية على أحد شواطئ شرم الشيخ ! الصورة أثارت عدد كبير منهم ، وأعربوا عن استيائهم لما آلت إليه الأمور فى المدينة السياحية، واتهموا القائمين على تنشيط السياحة الداخلية بوزارة السياحة بأنهم السبب الرئيسى فى ذلك، لعدم اهتمامهم بالتوعية والأسعار المتدنية للفنادق هناك ! بعض مسؤولى وزارة السياحة ، رأوا أن ماحدث هو "حرية شخصية" ،لأنه لا يمكن إلزام المواطنين بارتداء ملابس البحر ، مطالبين إدارة الفنادق والقرى بضرورة التنبيه على المواطنين الالتزام بالمظهر العام، منعا لتكرار هذا الموقف . فى الحقيقة ماثار حول هذه الصورة ، لايحتاج إلى المُبالغة فى الطرح ، لأنه يمثل سلوك شخصى لفرد ، ولا نعتبره ظاهرة ، لكنه يطرح من جديد التعامل مع مسألة السياحة الداخلية ، التى لم ينجح أحد ، حتى الآن فى جعلها بديل قوى للسياحة الخارجية الآن .. فرغم الجهود المتناثرة لما سُمى بتنشيط السياحة الداخلية فإن مسؤولى السياحة حتى الآن لم ينجحوا فى إستبدال الخريطة السابقة بخريطة جديدة ، تحد من خسائر إنخفاض السياحة الخارجية ، وتُمثل عامل جذب دائم ومُستمر للسياحة الداخلية ، حتى فى مرحلة مابعد إنتهاء الأزمة الراهنة . وتتمثل المشكلة الرئيسية فى أن المسؤولين وأصحاب القرى والفنادق يتعاملون مع السياحة الداخلية بإعتبارها "إستثناء " وأنها ب "خسارة عليهم " ، وأن " الزبون المصرى" لايستحق الكثير من الجهد أو العناء ، سواء لجلبه ، أو التعامل معه ، أو حتى الحفاظ عليه ! .. إن الكثيرين منهم يرون أن السائح المصرى " قلته أحسن " ، ولايقدمون له نفس الخدمة التى يقدمونها للأجنبى ، ولا حتى يسعون لتغيير سلوكيات البعض عبر حملات التوعية أما بعض السائحين المصريين " الجدد" ، والذين كانوا محرومين فى السابق من هذه الأماكن السياحية لإرتفاع سعرها ، فإنهم لايهمهم " المظهر العام " وإتباع التقاليد المعروفة فى أماكن سياحية تضم مختلف الجنسيات ، للدرجة التى يرتدى فيها الملابس الداخلية بها ، ويسير بها على الشاطئ ! إن التعامل مع ملف " السياحة الداخلية "بات يحتاج من الجميع إعادة صياغة ، لأنه يبدو واضحاً أن الضغوط السياسية والإقتصادية على مصر لازالت وستبقى مستمرة لفترةغير قليلة ، وهو ما سيؤثر بالضرورة على السياحة الوافدة إليها من الخارج ، ولا مفر للجميع من التعامل مع ملف السياحة الداخلية على أنه البديل الأهم .. فهل سيتحقق ذلك ؟! نتمنى هذا لمزيد من مقالات حسين الزناتى