مع اقتراب موعد الاستحقاق الدستوري المتمثل في انتخابات مجلس الشيوخ، والتي تُجرى بالخارج يومي 1 و2 أغسطس، وداخل جمهورية مصر العربية يومي 4 و5 أغسطس، تتجدد الدعوة إلى المشاركة الإيجابية والواعية في بناء مستقبل الوطن وترسيخ قواعد الديمقراطية والتعددية. وتأتي هذه الانتخابات في مرحلة دقيقة تتطلب وجود تمثيل حقيقي لمختلف فئات المجتمع، وفي مقدمتها الطبقة العاملة، باعتبارها طرفًا رئيسيًا في معادلة الإنتاج والتنمية، وهو ما أكد عليه أحمد الدبيكي، رئيس النقابة العامة للعاملين بالعلوم الصحية وعضو مجلس إدارة الإتحاد العام لنقابات عمال مصر، على أن تحقيق تمثيل عمالي عادل داخل مجلسي النواب والشيوخ لم يعد مجرد مطلب نقابي، بل أصبح ضرورة وطنية تفرضها تحديات المرحلة الراهنة، موضحًا أن الاتحاد العام يضم 27 نقابة عامة وأكثر من 6 ملايين عامل، إلى جانب مئات اللجان النقابية في مختلف مواقع العمل والإنتاج. ضرورة وطنية وأوضح الدبيكي، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن الحفاظ على حقوق العمال ومصالحهم، يؤكد الحاجة إلى وجود نواب نقابيين ذوي خبرة تشريعية ورؤية تفاوضية داخل اللجان البرلمانية. وأشار إلى أن التمثيل العمالي لا يرتبط باعتبارات فئوية، بل يأتي في إطار مسؤولية وطنية لضمان التوازن بين أطراف العملية الإنتاجية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة، مشددًا على أن العمال هم العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ولا يمكن إقصاؤهم من دائرة صنع السياسات والتشريعات الاقتصادية والاجتماعية. قوانين عادلة وقال الدبيكي إن تمثيل العمال داخل مجلس الشيوخ و النواب، من خلال نواب يمتلكون معرفة دقيقة بقضايا العمل والتشغيل، يُسهم في صياغة قوانين عادلة ومتوازنة تحمي حقوق العامل وتدعم مناخ الاستثمار، وتُعزز من فرص العمل اللائق وتحسين ظروفه، إلى جانب الرقابة على التنفيذ الفعلي لتلك القوانين في الميدان. وأضاف أن النواب النقابيين يلعبون دورًا رقابيًا حيويًا من خلال متابعة تنفيذ المشروعات القومية والتنموية الكبرى، وضمان أن تحقق هذه المشروعات فرص تشغيل حقيقية، وتراعي معايير السلامة والصحة المهنية في بيئات العمل المختلفة. تشريعات منتظرة وتطرق الدبيكي إلى ضرورة صدور تشريعات خاصة تنظم أوضاع العاملين بالمجال الصحي، وتكفل لهم حماية قانونية ومهنية تليق بطبيعة أدوارهم الحيوية، موضحًا أن تحسين أوضاع العاملين في العلوم الصحية سينعكس بشكل مباشر على جودة الخدمة المقدمة للمواطنين، وسيدعم كفاءة المنظومة الصحية ككل. وأكد رئيس النقابة العامة للعاملين بالعلوم الصحية أن التمثيل العمالي يجب ألا يقتصر على لجنة القوى العاملة فقط، بل يمتد إلى جميع اللجان النوعية في مجلسي النواب والشيوخ، بالنظر إلى أن النقابات العمالية تمثل قطاعات رئيسية مثل التعليم، الصحة، الصناعة، الزراعة، الطاقة، والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن وجود ممثلين نقابيين في تلك اللجان يضمن نقل صوت العاملين في كل قطاع بشكل مباشر داخل غرف التشريع. تمثيل فعال ولفت إلى أن مجلس الشيوخ يضم 14 لجنة نوعية، بينما يتضمن مجلس النواب 25 لجنة، وكان في فترات سابقة يُشكَّل نصف أعضائها من العمال والفلاحين. ومع غياب هذه النسبة في الوقت الراهن، مشددًا على ضرورة تعويضها بتمثيل فعّال في جميع اللجان، وبالأخص لجنة القوى العاملة، التي يجب أن تضم الأغلبية من ممثلي العمال، لا أن تقتصر على عضو أو اثنين كما حدث في الدورة السابقة. صوت العمال وأضاف أحمد الدبيكي أن البرلمان يجب أن يُعبّر عن الشارع العمالي الذي يضم أكثر من 60 مليون عامل، مشيرًا إلى أن هذه الكتلة الكبيرة ليست مجرد قاعدة انتخابية، بل هي قوة وطنية وتشريعية حقيقية، يجب أن يكون لها تمثيل مستحق داخل دوائر صنع القرار لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية ودعم مسيرة التنمية في الجمهورية الجديدة. اقرا ايضا | رئيس نقابة العلوم الصحية: ثورة 30 يونيو أعادت بناء القطاع الصحي في مصر