يُحيي المسيحيون حول العالم، في الثالث عشر من يوليو، ذكرى القديس سيلا (المعروف أيضًا بسيلفانوس)، أحد أبرز الشخصيات في الكنيسة الأولى ورفيق الرسول بولس في رحلاته التبشيرية. رسالة من الرسل إلى الأمم اختير القديس سيلا من قبل الرسل في كنيسة أورشليم ليكون مبعوثًا إلى كنائس الأمم، حيث رافق القديسين بولس وبرنابا في مهام تبشيرية حاسمة. وقد اتسمت خدمته بالنعمة والجدّ، وساهم بشكل فعال في نشر المسيحية خارج الدوائر اليهودية.
نبي وأخ أمين في الكنيسة الأولى كان سيلا يهوديًا اعتنق المسيحية، ويُعتبر من الأنبياء في كنيسة أورشليم. ورافق الرسول بولس في رحلته التبشيرية الثانية، خاصة إلى مقدونيا وكورنثوس، ولعب دورًا محوريًا في تأسيس الكنائس بين غير اليهود. السجن والمعجزة في فيلبي
من أبرز المحطات في حياة سيلا، سجنه مع بولس في مدينة فيلبي. ووفقًا لما ورد في سفر أعمال الرسل، فقد غنيا المزامير داخل السجن، فحدث زلزال فتح أبواب الزنزانة، مما أدى إلى تحول السجّان إلى الإيمان المسيحي.
ممثل رسمي لمجمع أورشليم أُرسل سيلا من أورشليم إلى أنطاكية لتبليغ قرارات مجمع أورشليم الهامة، في مهمة دبلوماسية تعكس ثقة الكنيسة الأولى به وقدرته على تمثيلها. أسقف وشهيد حسب التقليد يُنسب إلى سيلا أنه تولى أسقفية كورنثوس، ويُقال وفقًا للتقليد الكنسي إنه استُشهد في مدينة تسالونيكي. وتذكره الرسائل الرسولية كشخصية مؤثرة، حيث يذكره الرسول بطرس في رسالته الأولى ب"الأخ الأمين". اسم يحمل معنى وحضور في الكنائس اسم سيلا أو سيلفانوس يعني "حارس الغابات" في اللاتينية، ويُعتقد أنهما اسمان لذات الشخص بلُغتين مختلفتين. يُكرّم القديس سيلا في الكنيسة الكاثوليكية وبعض الطوائف البروتستانتية في 13 يوليو من كل عام، وفاءً لرسالته التبشيرية وإخلاصه للإيمان. إرث من الإيمان والعمل يُعد القديس سيلا واحدًا من أعمدة الكنيسة الأولى، ونموذجًا للمبشر الغيور والنبي الأمين. ويمثل تكريمه السنوي مناسبة لاستذكار الجهود الجبارة التي بُذلت لنشر رسالة المحبة والإيمان في أصعب الظروف.