الغالبية أدركت أن من أنقذ البلاد من حكم الإخوان ليس هو المؤهل لإدارة مصر قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مشروع الفريق الرئاسي الذي أعلن عنه الدكتور عصام حجي، العالم الفضاء بوكالة ناسا، استعدادًا لانتخابات عام 2018؛ غير واضح حتى الآن، لافتًا إلى أن أطراف المشروع ليسوا معروفين على وجه التحديد. وأضاف نافعة، خلال مداخلة هاتفية أجراها مع الإعلامية سلمى الدالي، ببرنامج «بتوقيت مصر»، عبر شاشة «التليفزيون العربي»: «لا نعرف إن كان مشروع مرشح رئاسي في الانتخابات القادمة، أم برنامج للرئاسة يلتزم به من سيُصبح مرشحًا باسم هذا التيار، ولذلك هناك تفاصيل كثيرة لاتزال مجهولة، يتعين التعرف عليها قبل أن ندرك أهمية هذا البرنامج أو هذا المشروع أو هذا المجلس الرئاسي الذي يتحدثون عنه». وتابع: «من الواضح أن هناك تحركات بدأت في الشارع المصري لإعادة ترتيب الأوراق السياسية، وإعادة تنظيم صفوف التيار المدني، الانتخابات الرئاسية السابقة جرت في ظروف استثنائية، والانتخابات القادمة ستكون مختلفة تمامًا، ومن المهم جدًا أن يبدأ التيار المدني، أو التيار الثالث الذي لا ينتمي إلى جماعة الإخوان، ولا إلى النظام الحاكم حاليًا، في تنظيم صفوفه وترتيب أوراقه لكي يتخذ موقف واضحًا من الانتخابات القادمة». واستكمل: «أنا ضد فكرة المصادرة، أو الحديث عن نوعية هذه الانتخابات منذ الآن، على هذا التيار أن يُنظم نفسه وصفوفه، بصرف النظر عن أي شيء، ويفرض الشروط التي يراها ملائمة لهذه الانتخابات». وعن فرص المرشح المدني بالانتخابات المقبلة؛ قال «نافعة»: «لو دار حوار حقيقي بين كل فصائل التيار المدني، وجرت عملية جادة ومخلصة لتقويم ونقد الذات، من خلال استكشف الأخطاء التي وقع فيها، ومحاولة تجنب ما حدث في الماضي؛ أظن أن التيار المدني سيكون أمامه فرصة بهذه الانتخابات، بل وفرصة جيدة، بل أنا أرى أن هذه هي الفرصة الوحيدة لإنقاذ عملية التحول الديمقراطي في مصر، وإلا سيُترك الأمر إما إلى جماعة الإخوان، أو المؤسسة العسكرية، وستظل مصر محصورة بين هذين التيارين غير الديمقراطيين لفترة طويلة قادمة». وأكد أنه «ليس هناك أي حل آخر للخروج من هذه المعضلة، سوى أن يُنظم التيار المدني صفوفه، وأن يقنع الأغلبية الصامتة بأن هناك مشروع آخر غير مشروع الإخوان أو المشروع العسكري»، مشددًا على أن الأغلبية الصامتة هي التي ستُرجح الكفة في الانتخابات المقبلة. استطرد: «هناك حالة تململ في أوساط الأغلبية الصامتة، كان هناك من يعترض على حكم الجماعة، وهذا التيار هو الذي رجح إمكانية الإطاحة بهم، لكن الذين طالبوا بالبطل المُنقذ، والذين صفقوا للرجل الذي خلصهم من حكم الإخوان، اختبروه واختبروا نظامه، وهم الآن ليسوا سعيدين ولا راضيين، وجزء كبير منهم على قناعة الآن، بأن من يستطيع أن يلعب دورًا مهمًا في تخليص البلاد من حكم الإخوان، ليس بالضرورة هو المؤهل لإدارة البلاد، وأنه ليس لديه الكفاءة والخبرة المطلوبة، وبالتالي الناخب المصري، والأغلبية الصامتة، سيخوضا الانتخابات المقبلة في ظلّ ظروف مختلفة تمامًا عن الظروف التي جرت فيها انتخابات 2014». كان الدكتور عصام حجي، أعلن أن عددًا من قوى ثورة يناير وحركات التغيير بمصر، تتجمع حاليًا لإعداد مشروع للترشح كفريق رئاسي لانتخابات عام 2018. وأوضح حجي، أنه يقوم بتقديم المساعدة في الملف العلمي بذلك المشروع، دون أن يكون له أي دور آخر، وأن معه خبراء آخرين يساعدون مجموعات الشباب لتقديم بديل للشعب المصري. وقال حجي، إن المشروع يركز أولًا على كتابة الأفكار والحلول لخمس قضايا رئيسية، هي (التعليم والصحة والاقتصاد والمساواة والمرأة)، وبعدها ستأتي مرحلة تحديد أسماء الفريق الرئاسي. ودعا حجي، إلى مصالحة وطنية شاملة، وأوضح: «قوة المصريين في أنهم يسامح بعضهم بعضًا لنخطو معًا للأمام، مهما كانت الأخطاء من كل الأطراف»، مؤكدًا أن ملف المصالحة يشمل الإفراج عن كل المعتقلين بقضايا فكر سياسي أو توجهات دينية.