بالأمس أكمل المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، عامه ال58؛ لذلك يري أن الطريق لايزال أمامه طويلا، وأن حلم الرئاسة مازال محلقًا في الأفق، ورغم دعوته لإعطاء الرئيس الجديد فرصة ال 100 يوم للحكم عليه، إلا أنه حسم أمره بعدم قبول أي منصب رسمي في عهده. ونقلت وكالة أنباء الاناضول التركية عن صباحى قوله "حتى يتحقق حلمى بالرئاسة في الانتخابات القادمة فإنى أسير في تشكيل "جبهة شعبية" تحول دون ظهور دولة دينية أو علمانية أو عسكرية"، مؤكدًا أن الجبهة لن تكون حزبًا، وإنما إطار جامع لعدة قوى وأحزاب تتشارك في هذا الهدف. واتهم صباحى – فى حوار مطول "الأناضول" - كلا من جماعة الإخوان وأنصار المرشح السابق أحمد شفيق بشن حملات لتشويهه؛ خوفًا من أن يكون البديل لهما في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وردًا على سؤال: بعد إعلان نتائج الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية، تردد أنك فضلت "الهروب" من الساحة حتى لا تضطر لدعم أحد المرشحين. قال صباحى كنت أؤدي فريضة العمرة، وهذا أمر كان مرتبا له منذ فترة، ولم أهرب من شيء، فموقفي كان قاطعا في أنني ضد أحمد شفيق (المرشح المحسوب على النظام السابق) أخلاقيا وسياسيا، وضد مرسي (مرشح جماعة الإخوان المسلمين الذي فاز بالرئاسة) لأنني ضد استفراد جماعة الإخوان بالسلطة. وحول تلقيه عرضًا لتولى منصب نائب رئيس الجمهورية؟ قال: صحيح، ولكن اعتذرت للطرفين، وعرض دكتور مرسي كان قبل الانتخابات واعتذرت له بأدب واحترام. وأضاف: موقعي الصحيح ليس أن أكون نائبا، ولكن سأكون أفيد في صف المعارضة، كما أن مشروعي الخاص بالعدالة الاجتماعية والانحياز للفقراء مختلف عن مشروع مرسي، ولو كنت أثق في أن الدكتور مرسي يريد شراكة حقيقية لربما فكرت بمعاونته كنائب، وفي ذات الوقت أن مستعد لمعاونته دون تولي منصب رسمي. وحول الهدف من عقد عدّة اجتماعات موسعة مع الدكتورمحمد البرادعي، ولقائه برجل الأعمال نجيب ساويرس، قال إن الهدف هو تشكيل جبهة وطنية موحدة تعبر عن تيار شعبي مصري من قواعد شعبية لديها القدرة علي استكمال أهداف الثورة والتصدي لقيام دولة علمانية أو دينية أو عسكرية، وهذا ما نسعى لتحقيقه من خلال ثلاثة أهداف واضحة هي: حرية بدولة ديمقراطية، وعدالة اجتماعية بتنمية، وكرامة إنسانية باستقلال وطن. واوضح صباحى: ندعو لتوحيد صفوف الثورة بشكل تنظمي، وهذه الجبهة ستمكن الشباب بنسبة أكثر من 50% من مقاعد البرلمان والمحليات، كما أنهم سيشاركون في وضع الدستور. واستكمل: هذه الجبهة تضم أفرادا مستقلين وجماعات وأحزاب، ومن ينضم لحزب فنحن ندعم بقاءه فيه؛ لأن الجبهة ليست حزبا، بل تنظيم جامع لمن يدعم أهدافها، وهي الآن تضم أحزاب "الكرامة" و"التحالف الشعبي الاشتراكي"، و"الدستور"- تحت التأسيس- و"المصري الديمقراطي". وأجاب عن سؤال حول تشابه ما يطرحه من أفكار ومسار مشروع الرئيس مرسي، قائلًا: أنا لا أثق في أن الدكتور مرسي يعبر عن رغبة كافية في ممارسة الديمقراطية مع الأطراف التي ستشاركه في عمله، وأتصور أنه إذا أتى بأطراف من خارج تياره سيمارس عليهم نوعا من الهيمنة. وتابع: أنا اختبرت "الإخوان" اختبار المحب والقريب، واختبرتهم في "التحالف الديمقراطي"- تشكل من 40 حزبا بقيادة الإخوان لخوض الانتخابات التشريعية الماضية- واختبرتهم في الجمعية التأسيسية الأولى لوضح الدستور، وفي خلفهم لوعدهم بعدم تقديم مرشح لرئاسة البلاد، ومن خلال تجربتي أرى أنهم ليسوا منفتحين بما يكفي لصناعة شركة حقيقية. ووصف أعضاء الجماعة بأنهم أضعف من أن ينفردوا بإدارة البلد وحدهم في هذه الظروف؛ لذلك فهم يبحثون عن أناس يستكملون بهم تسويق أنفسهم وفتح المجال للهيمنة، والنظام الاقتصادي الذي يتبنونه هو سوق رأسمالي حر يكرر التجربة الاقتصادية لنظام مبارك وتزاوج السلطة مع رأس المال. وكنت أرفض إقصاء "الإخوان" بالأمس، واليوم أرفض انفرادهم، وعليهم البحث عن منطقة وسيطة، وأتمنى أن أكون مخطئا، ويثبت "الإخوان" العكس. وحول رأيه فى كون فترة 100 يوم كافية في ظل الظروف التي تمر بها مصر للحكم علي رئيس الجمهورية، أجاب حمدين: كافية لكي تدل علي اتجاهه وقدرته، وبعد ذلك يكفيني أن ينفذ 51% من برنامجه خلال السنوات الأولى وأنا أؤيده. وقال أيضًا استعد من الآن للانتخابات القادمة وحملتي الانتخابية تسكتمل مشوارها، والقاعدة العامة تقول إنه عند وضع دستور جديد لابد أن تجري انتخابات جديدة لكافة المؤسسات التي ينظم الدستور عملها كالرئاسة والبرلمان. وحول ما يتعرض له من حملات تشويه قال المرشح الرئاسى السابق: إن الحملة ضدي لها علاقة بتشكيل المجتمع المصري خريطة سياسية جديدة، فنتائج الانتخابات قضت على آخر طموحات نظام مبارك (الرئيس السابق)، بعد أن أسقط الشعب الفلول (أتباع النظام السابق)، والحديث اليوم عمن سيحكم هذا البلد. وثبت من الجولة الأولى للانتخابات التي حصلت فيها على نحو 5 مليون صوت، أني مصدر خطر على الذين يريدون أن يحكموا مصر الآن، فأنا الإنسان الضعيف البسيط الذي لم يقف خلفه ولا حزب ولا تمويل ولا دول؛ لذلك فهناك من يخشى أن يكون صباحي هو البديل للسلطة الحاكمة في مصر. وتكشف لى أن من يقود هذه الحملات هم مجموعات منتمية لجماعة الإخوان المسلمين وكذلك أنصار المرشح السابق أحمد شفيق، والهدف منها هو تشويهي قبل الانتخابات الرئاسية الجديدة.