اعتبرت وكالة أنباء الاسوشيتد برس أنه في السباق المحتدم من أجل الرئاسة في مصر، جماعة الاخوان المسلمين تجني فائدة فورية من الغضب الشعبي من الحكم المختلط ضد الزعيم السابق حسني مبارك ومساعديه. ويشير تقرير وكالة الأنباء الأمريكية أن بعض الناس حاليا، يدعمون على مضض مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي باعتباره السبيل الوحيد لهزيمة أحمد شفيق في جولة الإعادة، الذي يخشى كثيرون أنه سيحافظ على نفس النمط الاستبدادى لنظام مبارك. ويسلط التقرير الضوء على التحول فى موقف الإخوان قبيل جولة الإعادة خاصة بعد محاكمة مبارك وذلك للاستفادة من الغضب الشعبى الذى اندلع بعد المحاكمة فبعدما اتخذت موقفا أكثر تشددا دينيا وعلنيا خلال الحملة الانتخابية لمرشحهم فى الجولة الأولى من الانتخابات، التي جرت الشهر الماضي، حولت جماعة الإخوان المسلمين اتجاهها لتقديم نفسها باعتبارها صوت"الثورة". ونقلت الوكالة عن مراد محمد علي، المتحدث باسم حملة مرسي قوله: "لم نعد نعتبر مرسي مرشحا للتيار الإسلامي ولكن مرشحا للثورة "، وأضاف: "آلاف وعشرات آلالاف (من منافسين سابقين) يعملون معنا على أرض الواقع ليقولوا لا تصوتوا لشفيق". ولكن جماعة الإخوان المسلمين تواجه أيضا ضغوطا من القادة الثوريين اليساريين والعلمانيين لانتفاضة العام الماضي ضد الرئيس مبارك . ففي حين أن البعض أيد مرسي، دعا آخرون إلى مقاطعة جولة الإعادة، قائلا إن الاختيار بين أحد قياديي مبارك والإخوان ليس خيارا حقيقيا على الإطلاق . بينما حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح – أصحاب المركز الثالث والرابع فى جولة الانتخابات الاولى – يتخذون نهجا آخر، حيث يطالبون بسن "قانون العزل"، الذى سيمنع شخصيات النظام السابق مثل شفيق من الترشح. وهذا على الأرجح سيؤدي إلى بدء العملية الانتخابية من جديد من نقطة الصفر. كما أن- اليساري حمدين صباحي والإسلامي المعتدل أبو الفتوح- طالبوا الإخوان أيضا بقبول تشكيل مجلس رئاسى الذى من شأنه أن يمنحهما دورا ملموسا في الحكم جنبا إلى جنب مع مرسي لفترة مؤقتة. ويشير التقرير إلى أن حصول صباحى أبو الفتوح مجتمعين على نسبة 40 % من الأصوات في الجولة الاولى أظهر أن الكثير من الناخبين يريدون بديلا لكل من جماعة الإخوان المسلمين والنظام السابق. وتقول الاسوشيتدبرس أنه على الرغم من أن صباحى وأبو الفتوح اجتمعا مع مرسي ودعموا في بيان مشترك قانون العزل والدعوة إلى احتجاجات واسعة في التحرير يوم الثلاثاء للمطالبة بتفعيله، إلا أن الإخوان يبدو أنهم على استعداد للمضي قدما في الانتخابات حتى لو لم يتم اصدار هذا القانون ويكون موضع تنفيذ، وهى علامة على أنها لا تريد تخريب فرصتها في المنافسة في السباق . وتعتبر وكالة الأنباء الأمريكية أن نتائج الجولة الأولى فى الانتخابات الرئاسية هى ضربة لمرسي بشكل خاص. حيث في الانتخابات البرلمانية أواخر العام الماضي، فازت جماعة الاخوان المسلمين بأكثر من 10 مليون صوت فى الانتخابات التشريعية حيث كسبت ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان . بينما حصل مرسى على 5.7 مليون صوت. ويرى كثيرون أن هذا الانخفاض هو في جانب منه رد فعل ضد محاولات جماعة الإخوان الهيمنة على السياسات خلال الفترة الانتقالية، التي أظهرت الأخوان كجماعة متعطشة للسلطة ومناهضة للثورة .خاصة، بعد الضجة التى حدثت نتيجة اصرار جماعة الإخوان على هيمنة الإسلاميين على اللجنة المكلفة بصياغة دستور جديد . لذلك تعمل حاليا جماعة الإخوان على تنشيط آلتها الانتخابية القوية في محاولة للتخلص من تلك الصورة، فهى تقترب من أولئك الذين كانوا على خلاف معها لتقول أنها تشترك معهم في نفس الأهداف، مثل تطهير مؤسسات الدولة من المقربين مبارك أو دعم سياسة أكثر مساواة اجتماعيا. كما تواصل نشطائها مع جماعات محلية مناهضة للإخوان في محاولة لإقناعهم بدعم مرسي . حتى انهم تواصلوا ايضا مع وقد العاملين في الحملات الانتخابية المحلية لصباحي وأبو الفتوح، طالبين منهم دعم حملة مرسي. كما أنهم يحاولون الاستفادة من الغضب بشأن الأحكام التى صدرت فى محاكمة مبارك وتسببت في نزول الآلاف إلى الشوارع في القاهرة وغيرها من المدن، معتبرين أن الأحكام تمثل فشلا في تحقيق العدالة . ونقلت الاسوشيتدبرس عن رمضان أحمد، والد أحد الشهداء، قوله إنه سيضع جانبا خيبة أمله تجاه أداء الإخوان في الأشهر الماضية وسيصوت لصالح مرسي . وقال " هذه لحظة حاسمة ويجب أن نتفق"، وأضاف: "بعد ذلك، نحن يمكننا إخضاع جماعة الإخوان المسلمين للمساءلة عن أخطائهم. مرسي رجل مسلم جيد. وهو ليس حسني مبارك وبلا أدنى شك أفضل بالنسبة لنا من شفيق". كذلك صلاح رضوان، أحد المتظاهرين الذي كان في الآونة الأخيرة فقط من اشد المنتقدين لجماعة الإخوان وقام بدعم أبو الفتوح في الجولة الأولى، يجادل الآن في التحرير لصالح دعم مرسي . وقال رضوان انه يقبل على مضض جماعة الإخوان، وقال إنه سيدعم مرسي لأنه سيكون أفضل من مبارك آخر". ويشير التقرير الى أن رضوان وآخرون يحتشدون في احتجاجات في ميدان التحرير كوسيلة للضغط على جماعة الإخوان لتقديم مزيد من التنازلات، مثل قبول اقتراح المجلس الرئاسى .الاخوان حتى الان يعارضون فكرة مجلس رئاسي، مشيرين إلى أنه هناك حاجة إلى إجراء مزيد من المناقشات. قالت جيجي إبراهيم ، عضوة في الحزب الاشتراكي الثوري، إن جماعة الإخوان تحتاج إلى تقديم تنازلات للحفاظ على الدعم - خاصة إذا فاز شفيق، فالحركة يجب أن تعود إلى الاحتجاجات. وقالت: "الشارع سيكون الخيار الوحيد". Comment *