العنوان الرئيسى لخطاب الفريق السيسى أمس هو ما أكده أكثر من مرة بأن جيش مصر لا يأتمر إلا بإرادة شعب مصر. هذه الحقيقة الأساسية لا تريد جماعات الإرهاب وفى مقدمتها جماعة «الإخوان» أن تفهمها. وتصر أيضا بعض القوى الخارجية على تجاهلها. ومن هنا وجب التحذير الذى نرجو أن يتفهمه الجميع وإلا فسوف يرغمهم شعب مصر على دفع الثمن الفادح لتحديهم إرادته. لم يفعل جيش مصر إلا أن انحاز -كما كان الأمر دائما- لإرادة الشعب الذى خرج فى 30 يونيو ليستعيد الثورة ويسقط الحكم الفاشل والفاشى الذى وضع البلاد على حافة الكارثة. وكان واضحا للجميع أن مصر كلها فى جانب، بينما تحالف الصالة المغطاة الذى يضم الإخوان وجماعات الإرهاب فى جانب آخر. ولم يكن ممكنًا أن تستمر مصر تحت حكم هذا التحالف الإجرامى. بعد السقوط، ورغم كل عروض المصالحة الوطنية، كان الرد هو تفجير الموقف بالعنف والإرهاب، لنكون أمام موقف خطير يخوض فيه الجيش والشرطة حربًا حقيقية لاستعادة سيناء التى حولها حكم الإخوان إلى مزرعة للإرهاب، وفى نفس الوقت يجرى استنزاف قوى الدولة وشل حركة المجتمع وتصعيد العنف فى كل أنحاء مصر، لنصل -بعد قنبلة المنصورة- إلى وضع جديد يراد فيه تحويل مصر كلها إلى صورة من سيناء التى يعربد فيها الإرهاب. وفى نفس الوقت يجرى التهديد باحتلال مؤسسات الدولة وتعطيل مرافقها، ويتم اختطاف رجال الشرطة فى قلب القاهرة، ويتم الإعداد لسيناريو الفوضى الكاملة. ولمن يريد أن يعرف ما يمكن أن يقدم عليه هؤلاء أن يعود لمخطط مؤامرة 65 التى قادها جناح سيد قطب فى الإخوان الذى يسيطر على قيادة الجماعة الآن. وسوف يدرك كيف كانوا يدبرون لتدمير كل مرافق الدولة واغتيال القيادات ونشر الخراب فى كل مكان. ولم يكن ذلك كله بعيدًا عن أطراف خارجية راهنت على «الإخوان» ودعمتهم سياسيًّا وماديًّا للوصول إلى الحكم، وتصورت أنهم سيكونون عونًا لها فى تنفيذ المخططات الجديدة للمنطقة. وكان طبيعيًّا أن تصطدم هذه الأطراف الخارجية بانتفاضة شعب مصر فى 30 يونيو وسقوط حكم «الإخوان».. لكن المؤسف أنها بدلا من الاعتراف بحق شعب مصر فى تقرير مصير بلاده، تصورت أنها قادرة على ممارسة الضغوط لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء. أليس غريبا أنه فى الوقت الذى تخوض فيه مصر حربًا حقيقية ضد الإرهاب، نجد من يلوّح بورقة المعونة العسكرية الأمريكية، ويضع الشروط ويحاول استخدامها كورقة ضغط على مصر، وكأنهم لم يتعلموا من دروس الماضى البعيد أو القريب!!.. قد لا نكون فى حاجة إلى تذكيرهم بأن هذه المعونة تفيد أمريكا بأكبر مما تفيد مصر، ولكننا فى حاجة إلى تذكير أنفسنا بأن تنويع السلاح أمر ضرورى، وبأن تصنيع السلاح ضرورى أكثر!! مصر تخوض بالفعل حربًا ضد الإرهاب.. الجيش والشرطة والشعب يواجهون محاولة تدمير الوطن ويقدمون الشهداء فى كل يوم، الملايين التى خرجت فى 30 يونيو والتى ستخرج غدًا سوف تؤكد مرة أخرى أن مصر لن تكون ساحة للإرهاب أو الحروب الأهلية كما يريد من يتوعدوننا بسوريا جديدة. جيش مصر لن يأتمر إلا بإرادة شعب مصر. ومستقبل هذا الوطن يصنعه أبناء مصر فقط وعلى أرضها. رسالة نرجو أن تصل للجميع ليدركوا أن مصر لن يحكمها العنف أو الإرهاب، ولن تخضع لضغوط خارجية أو تدخل أجنبى. قرار مصر لشعبها.. ولشعبها وحده.