رغم محاولات محافظ القليوبية الدكتور رضا فرحات، التواجد بين المواطنين ومقابلتهم وجها لوجها للتعرف على مشاكلهم منذ توليه المنصب إلا أن هناك ملفات أخفق في القضاء عليها أو على الأقل وضع حلول جذرية لها. "التحرير" رصدت أهم المشكلات التي أخفق المحافظ وجهازه التنفيذي في مواجهتها والتي يشكو منها المواطنون باستمرار، وفي مقدمتها مشكلة القمامة والمخلفات فقد استمرت معاناة المواطنين معها وبخاصة بمدينة شبرا الخيمة والخصوص والخانكة وبعض مناطق مدينة بنها عاصمة المحافظة ومناطق متفرقة على مستوي 9 مراكز. وظلت مشكلة القمامة حائرة بين المحليات والمتعهدين الذين يعملون في كثير من المناطق وفق أهوائهم ويجبرون المواطنين على العيش وسط تلال القمامة بالايام وربما بالأسابيع وسط انتشار الحشرات والقوارض والكلاب الضالة والتي تتجمع على تلال القمامة. ومن الملفات التي تؤرق حياة المواطنين سوء حالة مياه الشرب وانقطاعها بشكل شبه مستمر وخاصة بمناطق شبين القناطر وقليوب وشبرا الخيمة التى ما زالت تعانى حتى الآن. الملف الثالث وهو الإشغالات التي تضرب عدد كبير من مناطق المحافظة ولعل من أخطرها تلك التى تحاصر ميدان المؤسسة ومحيط محطة مترو شبرا الخيمة تعد كارثة بكل المقاييس بعد أن سيطر الباعة الجائلين على الشوارع المؤدية وأقاموا باكيات تسد مداخل ومخارج المحطة بشكل يمنع دخول سيارة إطفاء أو إسعاف حال حدوث مشكلة بتلك المنطقة التي تضربها حالة من الإرتباك والفوضى العارمة تحت سمع وبصر المسئولين بالمحافظة. التحرير استطلعت آراء عدد من المواطنين حول أداء المحافظ خلال فترة توليه المنصب. في البداية يقول عبدالمجيد عادل، من مواطني مدينة شبين القناطر، إن المحافظ لا يهتم سوي بمدينة "بنها" والتي تخظى باهتمام كبير على حساب باقي مناطق المحافظة ،مثلا: "عندنا كارثة وسط كتلة سكنية ومدارس وجود مقلب للقمامة أو مكان للتجميع ويعرض الأهالي والطلاب للإصابة بالأمراض دون أن يتم حل المشكلة حتي الآن إلى جانب الشكوى المتكررة من سوء حالة المياه وانقاطعها دون جدوي أو اهتمام ويحتاج ملف المياه والصرف الصحي بالمدينة وقراها إلى معجزة آلهية".. على حد قوله. واتفق معه هاني الموجي، أحد سكان قرية جزيرة الأحرار بطوخ، في أن التعامل مستمر بنفس السياسات القديمة والروتين كما هو والاهتمام بالمدن فقط على حساب القرى التي يتفقر غالبيتها لوجود خدمات، وكأننا فى كوكب منعزل، مختتمًا حديثه بعبارة: "حسبي الله ونعم الوكيل في كل مسئول لا يراعي عمله ولا ضميره". محسن هاشم، أحد مواطني قرية القلج التابعة لمدينة الخانكة، أكد أن الأهالي يعيشون في معاناة، وخاصة في ظل وجود مصرف البلبيسي الذي يخترق القرية ويمر أمام مدارس ويحمل كوارث تصب حممها على رؤوس أهالي القرية، لافتًا إلى أن كل تصريحات المحافظ حول وضع حلول للمصرف والتطهير لحماية المواطنين وعن جودة مياه الشرب مجرد "شو إعلامي"، وأدعوه لأخذ عينات من محطات سرياقوس والخصوص وربما سيكتشف مفاجآت. صلاح حسب الله من سكان قرية سنديون بقليوب له رأي أخر حيث قال أن المحافظ يحاول أن يقدم شئ لكن جهازه التنفيذي يعوقه عن ذلك الى جانب عدم وجود مخصصات للمشروعات الامر الذي يؤثر على تنفيذها أو تأخرها مشيرا إلي أن مشكلة عدم وجود صرف صحي بالقرية والتعدي على حرم الطرق من أهم المشكلات. ويقول حسن أبو السعود، من سكان شبرا الخيمة، إن المحافظ نشيط جدًا ولكن قد تخرج مشكلات الموطنين عن يده لظروف ليست بيده، كما أن سلوك المواطن وشركات المتعهدين عاملين أساسيين في أزمة القمامة؛ فضلاً عن تقاعس التنفيذين عن أداء واجبهم فيما يعد بمثابة عامل رئيسي في تفاقم المشكلات، وفي النهاية لا يجد المواطن سوى رأس السلطة التنفيذية ليحمل المسئولية كاملة. ويضيف أحمد خالد، أن المنطقة التي يقطن بها وهي عزبة عبدالله باشا بقليوب، يقطنها حوالي 5 آلاف نسمة ولا تلقى أي اهتمام من المسئولين وكل الاهتمام ينصب على المدينة وأهلها يعيشون في كارثة حيث يشربون مياه محملة بالشوائب والرواسب وعند انقطاعها وعودتها مرة أخرى تكون أشبه بالطين ورائحتها كريهة خاصة وأن الماسورة الناقلة للمياه إلى العزبة تمر عبر رشاح متفرع من رشاح اسكندر وملئ بالزبالة والحيوانات النافقة والقوارض التي تتعامل مع المواسير وربما تكون بالمواسير ثقوب نتيجة التآكل وتختلط المياه مع مياه الرشاح. ويختتم هاني شعبان، من قرية أمياي بطوخ، الحديث قائلًا، "إن المحافظ الحالي لم يضع حلولاً كسابقيه لكارثة مكامير الفحم التي تنهش فينا وتقتلنا ببطء، وكل ما نسمعه عن التطوير أو الغلق أو اتخاذ إجراءات صارمة بشأنها مجرد حبر على ورق ولا نجد أي تغير ملحوظ".