الاتفاقية التى وقعتها الحكومة مع المملكة العربية السعودية للتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير.. لم يكن الأمر الأكثر جدلًا خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة بعد اتخاذ الحكومة قرارًا بالطعن على قرار محكمة القضاء الإدارى ببطلان تلك الاتفاقية، وهو ما أثار تحفظ الكثيرون، إلا أن الأمر الأكثر جدلًا هو تمسك بعض المصريين بسعودية تيران وصنافير. رأى عدد من السياسيين أن استبسال وتمسك بعض الشخصيات المصرية فى الدفاع عن سعودية الجزيرتين، ترجع لعدة أسباب تتلخص فى الآتي:
«طابور تلقى العطايا» قال مدحت الزاهد، عضو التيار الديمقراطى، إن حالة الاستبسال من قبل بعض الشخصيات المصرية في الدفاع عن سعودية جزيرتي تيران وصنافير، ترجع لموالاتهم للسلطة، والتى ترى أن السلطة الحاكمة يجب مناصراتها فى كل الأحوال، لأنه لا يصح أن تتخذ قرار ويكون غير صحيح، لافتًا إلى أن بعض هؤلاء أصحاب مصلحة وأصحاب مطامع، ويقفون فى طابور تلقى العطايا. وأضاف الزاهد، فى تصريح ل"التحرير"، أنه حزين جدًا من غضب بعض المصريين، بعد حكم محكمة القضاء الإدارى، ببطلان توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية الخاصة بجزيرتى تيران وصنافير، ومهاجمتهم للحكم، وبدلًا من اعتبراه طوق نجاه لمن تورط فى هذا الخطأ، لافتًا إلى أن ما نراه الآن هو صورة مأسوية بمعنى الكلمة ويجب العدول عنها. وأوضح عضو التيار الديمقراطى، أن بعض المدافعين عن سعودية جزيرتى تيران وصنافير يسيطر عليهم فكر "الدراويش"، وفكرة السمع والطاعة والأبوية، ويرون أن الحاكم فوق النقد والخطأ، مشيرًأ إلى وجود رابطة تسمى "صناع الطغاه" يشعرون بالتهديد فى مواقعهم، لو تم وضع الحكومة فى وضع خاطئ، لا يمكن التراجع فيه لأنه سيخصم من رصيدهم، لذلك فهم يدفعون لإشعال القضية لكى لا يتلقوا ما يعتبرونه هزيمة. وأكد عضو التيار الديمقراطى، أن الحملة المصرية للدفاع عن الأرض مستمرة، وحملة التوقيعات والمطالبة بالإفراج عن سجناء الرأى مستمرة، ولن تتوقف إلا بإعلان التراجع عن هذه الاتفاقية.
«الصعود للقمة» بينما قال الدكتور سمير غطاس، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن مصلحة الساعين للتأكيد أن جزيرتي تيران وصنافير تابعتين للمملكة العربية السعودية، تتلخص في تأكيد ولائهم للحكومة، موكدًا أن الحكومة "إذا ذكرت أن الجزيرتين تابعتين لقبرص، لوقف هؤلاء على رؤسهم من أجل تأكيد ما تقوله الحكومة". أوضح غطاس، أن أعضاء الائتلاف لم يتجرأ واحد منهم في الحديث عن المصالحة، وعندما تحدث المستشار مجدي العجاتي، وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، عنها، بدأوا في تأكيد أهميتها، مشيرًا إلى أن سلوك الحزب الواحد يظهر بهذا الشكل دائمًا، بداية من الاتحاد الاشتراكي مرورًا بالحزب الوطني ونهاية بحزب الحرية والعدالة، حيث أنها أحزاب تولد من رحم الحكومة، وتحكمها عناصر غير وطنية لها علاقة بالأمن، ولها علاقة بالمصالح الخاصة. لفت غطاس، إلى أنه رغم حالة الاستبسال من قبل بعض الشخصيات المصرية في الدفاع عن سعودية جزيرتي تيران وصنافير، لا تجد في السعودية نفس الحماس أو التطوع الموجود في الحديث عن ما يسمونه حقهم في ملكية الجزيرتين، مشيرًا إلى أن هولاء الأشخاص وكلاء للحكومة وللبترودولار، متابعًا: "استفادة هؤلاء الأشخاص تكون من خلال ترقيتهم في المناصب المختلفة داخل الدولة، ويتم فتح أبواب الدولة على مصراعيها، وتقدم لهم الخدمات، ويصعدون مثل النجوم في سماء الإعلام وغيره، كاشفًا إلى أن بعضهم يحصل على أموال من السعودية، وهذا الأمر لا يخفى على أحد".
«لوبى المصالح المشتركة» وقال محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، إن مشهد الاستبسال من شخصيات مصرية في الدفاع عن سعودية جزيرتي تيران وصنافير، صادم بكل المقايس، لافتًا إلى أن التبرع منذ الوهلة الأولى في التأكيد على أن الجزيرتين تابعتان للسعودية يعتبر أمر في غاية الغرابة والشذوذ. وأضاف سامي في تصريح ل"التحرير" أن الأطراف المروجة لسعودية جزيرتى تيران وصنافير من المصريين يسعون لتدعيم مصالحهم الشخصية وعلاقتهم التجارية مع المملكة العربية السعودية، من خلال لوبي المصالح المشترك، ويكون من خلال الدفع في وسائل الإعلام التابعة لهم نحو الترويج لملكية الجزيرتين للسعودية. وأشار رئيس حزب الكرامة، إلى أن اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية جاءت في ظرف صعب لمصر، والتي تمر بأزمة اقتصادية خانقة، وعرض السعودية نوع من المساندة، ظهر وكأنه نوع من المقايضة، وهذا شيء جارح ومهين، لافتًا إلى أن تأكيد بعض المصريين أن الجزيرتين سعوديتان، أمر غير متسق مع الطبيعة الإنسانية والبشرية الطبيعية. وأوضح سامي أن الشخصيات التى تصدت لفكرة أن جزيرتى تيران وصنافير تابعتان للسعودية، أشخاص درسوا وسعوا واطلعوا على القانون والتاريخ، ولم يتدخلوا فى الأمر فقط من دافع الاعتبار الوطنى فقط، بل بعد معرفتهم الجيدة بحقيقة مصرية الجزيرتين.