هل قدر الانسان العربي هو انتظار مالا يأتي ابدا اتكون لعنة «جودو» التي ظهرت في الغرب قد حلت على الشرق فاذا بالبشر هنا يبحثون ابدا عن ظلالهم المحزونة والانسان العربي يسأل عن موعد الآتي دون جدوى. وحتى الآن مازالت مسرحية «في انتظار جودو» هي مع أن مبدعها الكاتب المسرحي والروائي والناقد والشاعر الايرلندي صمويل بيكيت قضي في الثاني والعشرين من ديسمبر عام 1989 فيما كتب مسرحيته ذاتها قبل ذلك بسنوات وسنوات. ولعل قراءة واقع رجل الشارع العربي قد تفضي لنتيجة غريبة وهي أن هذا الواقع أكثر تشاؤما من تشاؤم صمويل بيكيت ذاته وهو أمام المتشائمين من الوضع الانساني عموما ومؤسس مسرح العبث او اللامعقول وهذه الحالة تتجلى بوضوح في الثقافة الفلسطينية وإن كانت «قضية انتظار مالايأتي ابدا» ليست هما فلسطينيا فحسب وانما هي ظاهرة عربية شاملة . وفي طرح نشرته دورية «بوسطن ريفيو» في عددها الجديد بعنوان «الانتظار في فلسطين» تقول سوزان حماد إن الشعب الفلسطيني لديه قدرة هائلة وامكانية غير عادية على الانتظار فهو شعب في حالة انتظار على المعابر وعند نقاط التفتيش الإسرائيلية. فالفلسطيني ينتظر الاذن له بالمرور عبر نقطة التفتيش الاسرائيلية وينتظر حتى ينتهي الجندي الاسرائيلي المراهق من استجواب الشخص الذي يقف امامه في الصف الطويل وينتظر الحافلة على الجانب الآخر من نقطة التفيش فيما الحافلة ذاتها تنتظر التصريح بالسير بعد انتهاء تفتيشها.