يحيي العالم في الثالث من مايو، ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي اعتُمد فيه «إعلان ويندهوك» في نامبيا بإشراف اليونسكو عام 1991، وبحسب موقع الأممالمتحدة ينص هذا الإعلان على أنّه «لا يمكن تحقيق حرية الصجافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية.. وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم». ووفق استطلاع لآرائهم، يعتبر كثير من الصحفيين المصريين أن هذا اليوم في مصر ما هو إلا تذكير ب«انتهاكات حرية الرأي والتعبير والتعدي على حرية الصحافة» بعد حبس عددًا منهم، والتضييق على بعضهم خلال تأدية عملهم، ما دفعهم إلى تدشين هاشتاج «الصحافة_مش_جريمة» على مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي تضمنت القبض على صحفيين أثناء تغطيتهم مظاهرات 25 إبريل، واقتحام الأمن لمقر نقابتهم، وحصارها. 29 صحفيًا خلف قضبان «الداخلية» في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. للتفاصيل أضغط هنا على صعيد الحريات والحماية والحقوق، فالمقارنة بين المصريين ونظرائهم حول العالم ربما تكون «ظالمة». 1. حرية الصحافة أصدرت مُنظمة «مراسلون بلا حدود» الدولية، تصنيفها السنوي عن حرية الصحافة في العالم، لعام 2015- 2016، مُتضمنًا 180 دولة، وأظهر التصنيف الذي اعتمد على تعددية الإعلام، واستقلاليته، وبيئة العمل الإعلامي، أن مصر تحتل المركز 159 على مستوى العالم، بينما حصلت فنلندا على المركز الأول وتلتها هولندا، فيما حصلت موريتانيا على المركز الأول عربيًا، وال48 عالميًا تلتها جزر القمر. وقفة الصحفيين أمام دار القضاء العالي 2. أجور الصحفيين متوسط أجور الصحفيين سنويًا بحسب موقع payscale، المتخصص في دراسة الرواتب، فيصل في الولاياتالمتحدة إلى 38 ألف دولار، إلى جانب المكافأت، وفي بريطانيا يصل إلى 24,726 دولار، وفي فرنسا 30,000 دولار. فيما يخص الدول العربية، يصل متوسط راتب الصحفي في الإمارات إلى 114,707 درهم سنويًا، وقد يقترب راتب الصحفي في قطر من هذا الرقم أيضًا، ويصل راتب الصحفي في المملكة العربية السعودية إلى 11 ألف ريال سعودي شهريًا. بينما يعتبر متوسط رواتب الصحفيين في مصر غير محددة، حيث يحصل عدد كبير منهم على راتب أقل من الحد الأدنى للأجور، وهو 1200 جنيه، وهناك قضية منظورة حاليًا أمام محكمة القضاء الإداري، تطالب بإلزام كل من رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس المجلس الأعلى للصحافة بصفتهم، بتحديد حد أدنى لأجور الصحفيين. 3. قوانين حماية الصحفيين تنص المادة 19 العهد الأممي للحقوق المدنية والسياسية، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948، على أن «لكل إنسان الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار، وتلقيها ونقلها إلى الآخرين في أي قالب وبأي وسيلة يختارها، دون اعتبار للحدود». ويقول أستاذ القانون الدولي، أيمن سلامة، ل«التحرير» إن كل الأطراف الموقعة على هذا العهد بما فيهم مصر، و99% من الدول موقعة، وتنص قوانينهم الداخلية على ذلك، وملزمين باحترام حرية الصحافة بكافة صورها. تأكيدًا على ذلك، تقول أُستاذة قوانين وسائل الإعلام في كلية الصحافة والإعلام بجامعة منيسوتا، جين كريتلي، في إحدى مقالاتها، إن «القانون في الولاياتالمتحدة شامل بشكل واسع جداً في حمايته لحقوق وسائل الإعلام، بحيث جعل من صحافتنا، أقلاً من الناحية النظرية من بين الأكثر حرية في العالم». وفي دراسة أمريكية صادرة سنة 2007 عن جامعة الميريلاند، عنوانها «الأمن القومى الأمريكى وحرية الصحافة فى 4 حروب: الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام والحرب على الإرهاب»، للباحث «دانيال جوزيف سميث»، يقول «بعد أحداث 11 سبتمبر، لم يبذل الرئيس بوش أى جهد لفرض رقابة على الصحف، لكن الحكومة بموجب ظروف معينة حجبت معلومات عن الصحافة، وكذلك أثناء حرب العراق، لكن بعد عامين أفرجت الحكومة للصحافة عن مجموعة صور إلا أنها منعتها من الحصول على الوثائق الخاصة بالمحاكمات العسكرية للإرهابيين، والصور التى أظهرت جنودا أمريكيين يسيئون معاملة المعتقلين فى العراق فى سجن أبوغريب». ويكمل «لكن لجأت الصحف إلى القضاء للحصول على هذه المعلومات، وحكم القضاة الفيدراليون بأن الحكومة انتهكت قانون «حرية المعلومات» الذى أقره الكونجرس ويجيز إطلاع العاملين فى الصحافة والجمهور على الوثائق الحكومية، وعليه فسلمت الحكومة الوثائق والصور المطلوبة للصحفيين». وفي مصر، يكفل قانون 96 لسنة 1996 الخاص بتنظيم الصحافة في مصر، ودستور 2014 في مادته 70، 71، حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة، وعدم توقيع عقوبة سالبة للحرية فى الجرائم التى ترتكب بطريق النشر أو العالنية، لكن وفقا لإتحاد الصحفيين العرب في تقرير عامي 2015/2016، فهناك 285 حالة إنتهاك ضد الصحفيين في مصر ما بين السجن والمنع من الكتابة. 4. النقابات الاتحاد الوطني للصحفيين، يعتبر هو النقابة المهنية في بلدات ومدن المملكة المتحدة وأيرلندا وأجزاء من أوروبا، ويعمل أعضاء نقابة الصحفيين على تحسين الأجور وظروف أعضاءه بعد السماع إلى مقترحاتهم وعقد إجتماعات مستمرة معهم، وحماية وتعزيز حرية وسائل الإعلام. ووفقًا لما جاء على الموقع الخاص به، فيقول «تنص قواعد نقابة الصحفيين أننا اتحاد يتألف من الصحفيين، بما فيهم المصورين والفنانين المبدعين العاملين التحريرية في الصحف والمجلات والكتب والإذاعة والعلاقات العامة والإعلام، والإعلام الإلكتروني، والإعلان والأزياء». وهذا على عكس الوضع في نقابة الصحفيين المصرية، التي لا تقبل أن ينضم إليها الصحفيين الإلكترونيين، وشرط أن يكون الصحفي يعمل في جريدة ورقية منتظم صدورها، ويبلغ بدل أعضاءها 1380 جنيه منذ يناير 2015، وتظاهر وأعتصم صحفيون داخلها لتعرضهم لما أسموه ب«الفصل التعسفي» من مؤسساتهم. يشار إلى أنه في عام 1968 قرر الرئيس ريتشارد نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس له في مبنى ووترغيت، وفي 17 يونيو 1972 ألقي القبض على خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تسجيل مموهة، فأتجهت أصابع الإتهام إلى الرئيس نيكسون بعد أن أشاعت القضية صحيفة واشنطون بوست، بواسطة الصحفيين كارل برنستين وبوب وود ورد، وعلى إثر ذلك استقال «نيكسون»، وتم عزل مساعديه. كما كشفت الصحف الأمريكية عن جرائم الجيش الأمريكي في السجون العراقية إبان الغزو الأمريكي للعراق 2003.