تصوير علي السيوفي ورضوى مصطفى صندوق خشبى، لون أزرقه، تعلوه رمال بألوان شتى: بيضاء وزرقاء وصفراء وغيرها من الألوان الذاهية، تتجمع مع بعضها فتمنحك تحفة فنية بسيطة فى زجاجات. وقع عادل نبيل الشاب، 22 عامًا، في عشق الرمال منذ قرابة 8 أعوام، وقت أن كان بمرحلته الإعدادية، لفتت انتباهه فبدأ فى تعلم صنعتها، واكتشاف طرقها خطوة تلو الأخرى حتى بات يتقنها، ويضيف عادل: "بدأتها وأنا عندي 14 سنة شدتني ليها، وبدأت أتعلمها وأتحدى نفسي ومع الوقت بقيت شغال لوحدى فيها". حاول رسام الرمل مع ركود السياحة التوجه إلى مجالات أخرى، فاتجه للعمل بالنقاشة وتبليط المنازل، إلا أن قلبه ظل معلقًا بموهبته، التي يعيش فيها، فعاد من جديد بعد الثورة، واتخذ من شارع المعز بيتًا له فعلاً وعملًا، فيخرج كل يوم من بيته الواقع بالحسين إلى صندوقه المتواضع بشارع المعز. تبدأ رحلة عمل عادل بشرائه الرمال اللازمة، «باشتري الرملة البيضا الناعمة خالص، وبعدين أبدا أصبغها بألوان مختلفة أحمر وأزرق وأسود وأصفر وأفردها وأسيبها تنشف براحتها يوم مثلا واتخلص من قطع الصبغة الزايدة وبعدها أبدا أرسم بيها». تتخلص الرمال من الصبغة الزائدة، وتصبح جاهزة لتعبأ في عبوات كبيرة تمهيدًا للرسم بها في زجاجات مختلفة، لتخرج في صورة الأهرامات تارة، والجمال أخرى، وبحار وجزور وغيرها من الرسومات الفنية، التي يندمج معها راسمها بشغفه وحبه فيقع شاريها هو الآخر في حبها. ويعلق أحمد عن أكثر الزبائن لديه، «على عكس ما الناس بتتوقع إن زبايني من الأجانب، فالواقع الفعلي إن المصريين هما اللي بيقدروا الرسم على الرمل وبالرملة في الأزايز ويحبوا يحتفظوا بيه، الأجانب بتحبه برضو لكن مش زي المصريين". قد يمر اليوم بأكمله على عادل دون أن يبيع زجاجة رمال واحدة، لكنه لم يأخذ القرار بالبعد أو ترك زجاجته ورماله ممسكًا بقمعه الطولي يرسم بالرمال داخل الزجاجات، ويكتب الجمل والأسماء، لا يعبأ بنظرة مجتمع له، فقط يعيش على حلم واحد أن يخرج من كونه بائعًا على الرصيف إلى محل يملكه يبيع فيه دون أن يكون تحت تهديد غرامة طريق، فقط أن يعيش بموهبته وكرامته.