مدينة مانيلا، عاصمة الفليبين، التي يطلق عليها اسم "لؤلؤة الشرق"، هي المدينة التي تكتسي بخليط من الألوان في كل مناحي الحياة، من الهندسة المعماريّة والثقافة والشوارع وأنماط الحياة المختلفة. تلك الروائع المعمارية ترتفع وسط الشوارع التي تكتسي بالحجارة، حيث كان الوطنيون قديمًا يقاتلون من أجل الاستقلال عن اليابان. وكانت المدينة دمرت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لكنها كافحت خلال الأنظمة الديكتاتورية، والكوارث البيئية المختلفة، والانقلابات المتتالية، ونجحت في أن تتحد. وفي تقرير نشره موقع "ديلي بيست"، أوضح فيه التنوع اللوني بين أنماط الحياة في مانيلا، ظهرت المباني العملاقة والمتواضعة الطول وهي تكتسي بألوان مختلفة، ساطعة كلوحة فنية رسمها فنان واحد، ويستشهد الموقع بمقولة للكاتب الفليبيني ميجيل سيجوكو الذي يقول عن مانيلا: "سيبدو للبعض أنها دائمًا متاهة خرسانية مزدحمة، ورم سرطاني ملوث في جنة من الجزر ذات الرمال البيضاء، والجبال المليئة بالمخمل الأخضر المتكوم فيها". أما المواصلات، فهي شريان الحياة في مانيلا، البالغ تعداد سكانها 12 مليون نسمة، وتعتمد في الأساس على سيارات الجيب التي تتسع لستة عشر راكبًا، الأكثر فعالية هناك، حيث الشوارع المرصوفة بالحصي والحجارة، وهي سيارات متعددة الألوان، ما بين أحمر وأصفر وأزرق وأخضر وكثير من الألوان الأخرى، بالإضافة إلى عربات المترو الملونة بدورها. الأسواق أيضًا طالتها الألوان، حيث تجد الألوان المتناسقة رغم اختلافها، على صناديق المنتجات المختلفة كالأطعمة والأدوات الكهربائية وغيرها من المنتجات. ولأن مانيلا تعاني من الفقر، وكذلك من انتشار العنف، بسبب ما لحق بها من دمار بعد الحرب العالمية الثانية، فإن الأكواخ التي يعيش فيها الفقراء تنتشر في أجزاء كبيرة من مساحة مانيلا، البالغة 636 كيلومترًا مربعًا، إلا أنها جاءت أيضًا ملونة، وعلى طريقة وأسلوب المدينة. الفنون في مانيلا تظهر جنبًا إلى جنب مع الألوان، وهي معروفة على نطاق واسع بفنونها الموسيقية والترفيهية، بالإضافة إلى انتشار "الكاريوكي" كهواية شعبية بين المواطنين. وتتلاقى الألوان مع الفن في مانيلا عبر مثال واضح، خلال احتفالات عام التنين الصيني، حيث كانت هناك بعض الدمى للتنانين الملونة بالأزرق والأحمر والأصفر أسفل مياه إحدى الحدائق المائية بالمدينة. وبعيدًا عن الفن، وفي المجتمعات الأكثر فقرًا في مانيلا، تعيش الأسر التي يعمل أفرادها، وأطفالها الذين لا يتمكنون من الذهاب للمدرسة، كعمال فحم، في تجمعات عشوائية فقيرة في الميناء الشمالي لمانيلا، ورغم ذلك إلا أن أكواخهم البسيطة تبدو من بعيد كلوحة لونية جميلة، لتبرهن مانيلا أن الجمال يمكن إيجاده والاستمتاع به، بين قسوة الفقر ومعاناة الفقراء، لتستحق لقبها كلؤلؤة للشرق.