عَشق الفن، وسار في دروبه يتفقد ويتعلم، فنهل من بحوره، وحوّل بريشته الخاصة، التي تستطيع تمييزها بمجرد النظر، الأشياء إلى لوحات فنية بديعة.. شريف مهدي أبدع فنه الخاص الممزوج بين حبه للأشياء القديمة وحياتنا المعاصره، فحوّل العالم من حوله إلى أنتيكات.. درسَ مهدى بكلية الفنون الجميلة، ووثق موهبته بالدراسة الأكاديمية، لم ينتظر حتى يُنهي المرحلة التعليمية، حتى بدأ في مشروعة الخاص "جاليري مهدى"، الملتقى الذي ينطلق منه، يضع لمسته السحرية في المنازل والبيوت وعلى الحوائط والأثاث، "أنا باحب أشخبط على الحيطة" قالها مشيرًا إلى عشقه الذي جلب عليه المخاطر. أكد "مهدي مقولة "في العشق مذاهب"، إذ يستلقى على ظهره فوق "سقالة" رافعًا يده ممسكًا بريشته حتى تلامس السقف، ويشرع في رسم لوحة بديعة لأوقات طويلة، وهو على هيئته تلك، لم يشعر بالتعب فى أثناء مزاولة تلك المهنة الصعبة، التي تمتد أحيانًا لشهور، وحين يشرع في النهاية يشعر بالتعب، لكن حينما يرى لوحته متكاملة ينسى كل الآلام، التي شعر بها "من 2007 الدكتور منعني من الرسم على السقف تاني بس أنا قولتله مستحيل"، قالها مهدى، مشيرًا إلى مرضه الذي اكتسبه من عمله، حيث أصيب في فقرات ظهره بسبب الوضع الصعب، الذي يستقر عليه لساعات طويلة. لم يبدع مهدي في الرسم على الحوائط والأسقف فقط، بل كان له شغفه الآخر في تحويل كل الأشياء من حوله إلى "أنتيكات" فيضفي لمسته السحرية على الأشياء وحوّلها إلى قديمة، فدائمًا ما عشق التراث ورأى فيه بريقًا من السحر، الذي يزيد من قيمة الأشياء وتعلى قدرها، قائلًا "باحب أحوّل الجديد إلى قديم"، عودة إلى الزمن القديم، الذي لا يكترث الكثير إلى أهميته وبحره الواسع الزاخر بالتفاصيل الفنية. مع ازدياد الطلب على عمله المختلف اضطر مهدي للبحث عن مساعدين له يسيرون على دربه مع المحافظة على نفس جودة العمل، فشرع في البحث عن الموهوبين فقط من لهم قدرات فنية فريدة وذوق يتماشى مع مناخه العام الذي اختلقه لنفسه، "الموهبة أهم حاجة.. كنت باعمل اختبارات صعبة، واللي يعدي منها بس هو اللي يشتغل معايا" قالها، مشيرًا إلى دقته في اختيار مساعدية الذين يتكيفون مع النمط الفريد الذي يسير عليه، مقدرين الفن ومتاعبه الحانية بالنسبة له. "أنا باحلم أوصل للعالمية"، قالها مهدي بثقة، فلا يرى في حلمه شيئًا صعبًا أو مستحيلًا، فموهبته كفيلة بأن تصل به إلى العالمية، إضافة إلى تفانيه في العمل، معرضًا حياته للمخاطر غير مبال حتى يشعر بفرط السعادة في قيامه لما يحب ويهوى.