برلماني يتهم الحكومة بعدم تحصيل المديونات المستحقة لها بالحساب الختامي للموازنة العامة    الأورجانك ب180 جنيها.. أسعار البيض اليوم في مطروح    بنك saib يحصد جائزة «Most Active Marketing Campaigns 2023» خلال منتدى ماستركارد    عاجل| حزب الله: استهدفنا 4 مبان يستخدمها جنود الاحتلال بعدة مستوطنات إسرائيلية    حزب الله يعلن استهداف مبنيين يستخدمهما الجيش الإسرائيلي في "أفيفيم" شمالي إسرائيل    اعتزال اللعب الدولي؟ مفاجأة حول انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر يونيو المقبل    وصول الفنانة نسرين طافش لمحكمة أكتوبر لنظر استئناف في حكم حبسها    بتعبر المزلقان.. تفاصيل مصرع سيدة صدمها قطار في البدرشين    رغم تسجيلها بالشهر العقاري.. شاعر يتهم هاني شاكر بسرقة أغنية رحماكي    الجريدة الرسمية تنشر قرار إنشاء ميناء سياحي دولي بمدينة رأس الحكمة    الرابع في تاريخ النادي.. بالمر يحصل على جائزتين لأفضل لاعب في الموسم بتشيلسي    بنك مصر يحصد 5 جوائز من مجلة ذا يوربيان البريطانية لعام 2024    وزيرة البيئة تستعرض دور الهيدروجين الأخضر في التنمية المستدامة    مجلس النواب يستكمل مناقشات الحساب الختامي للموازنة العامة للدولة 2022 /2023    النواب يستكمل مناقشه تقرير لجنة الخطة والموازنة    بدء تنفيذ أعمال مبادرة "شجرها" بسكن مصر في العبور الجديدة    روسيا تستأنف هجماتها على محطات وشبكات الطاقة بأوكرانيا    رئيس جامعة القاهرة ينعى الدكتور إبراهيم درويش أستاذ العلوم السياسية    طلاب الصف الأول الإعدادي بالجيزة: امتحان اللغة العربية سهل (فيديو)    "المدرج نضف".. ميدو يكشف كواليس عودة الجماهير ويوجه رسالة نارية    اليوم، الحركة المدنية تناقش مخاوف تدشين اتحاد القبائل العربية    سحر فوزي رئيسا.. البرلمان يوافق على تشكيل المجلس القومي للطفولة والأمومة.. يتألف من 13 عضوا.. وهذه تفاصيل المواد المنظمة    "أخوه ضربني".. مسجل خطر يقتل ميكانيكي في المنوفية    حبس ربة منزل عام لاتهامها بقتل نجلة شقيق زوجها في مشاجرة بينهما بالقليوبية    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    الأسهم الأوروبية ترتفع لأعلى مستوياتها في أكثر من شهر مدعومة بقطاع الأغذية    ياسمين عبد العزيز: «بنتي سندريلا وبترجع البيت الساعة 12»    مهرجان المسرح العالمي يحمل اسم الفنان أشرف عبد الغفور في دورته الثالثة    عبير فؤاد تحذر مواليد 5 أبراج.. ماذا سيحدث لهم في شهر مايو؟    في ذكرى وفاة فارس السينما المصرية.. الأدوار البارزة في حياة أحمد مظهر    فرقة قصر ثقافة طنطا تفتح بوابة سحرية ل"تمارة" بطنطا    علي جمعة: الرضا والتسليم يدخل القلب على 3 مراحل    «أسترازينيكا» تسحب لقاحها ضد كورونا.. ما علاقة رئيسة المفوضية الأوروبية واتهامها بالفساد؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    "لابد من وقفة".. متحدث الزمالك يكشف مفاجأة كارثية بشأن إيقاف القيد    زعيم كوريا الشمالية يرسل رسالة تهنئة إلى بوتين    مرصد الأزهر :السوشيال ميديا سلاح الدواعش والتنظيمات المتطرفة    صحة مطروح تطلق قافلة طبية مجانية بمنطقة وادى ماجد غرب مطروح اليوم    "لم يسبق التعامل بها".. بيان من نادي الكرخ بشأن عقوبة صالح جمعة    "تجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل".. بين العدوان المباشر والتهديد الغير مباشر    مواد البناء: أكثر من 20 ألف جنيه تراجعًا بأسعار الحديد و200 جنيه للأسمنت    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    «القاهرة الإخبارية»: إصابة شخصين في غارة إسرائيلية غرب رفح الفلسطينية    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    اليوم العالمي للمتاحف، قطاع الفنون التشكيلة يعلن فتح أبواب متاحفه بالمجان    تقرير: مشرعون أمريكيون يعدون مشروع قانون لمعاقبة مسئولي المحكمة الجنائية الدولية    «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في «ذي القعدة».. وفضل الأشهر الأحرم (فيديو)    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    نتائج التحقيقات الأولية فى مقتل رجل أعمال كندى بالإسكندرية، وقرارات عاجلة من النيابة    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    تتخلص من ابنها في نهر مليء بالتماسيح.. اعرف التفاصيل    "المحظورات في الحج".. دليل لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج 2024    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    "كفارة اليمين الغموس".. بين الكبيرة والتوبة الصادقة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كنعان .. مايك ..منير ..الأحمر القرمزي بكرة الناس تفهم
نشر في آخر ساعة يوم 17 - 06 - 2014

كنعان لغويا الأحمر القرمزي وتاريخيا لون بشرة واسم شعوب سكنت الشام (4000 ق.م) نسبوا إلي كنعان بن حام بن نوح. وانتهت حضارتهم وبقي الاسم للأجداد في مناطقهم القديمة ومنها لبنان التي جاء منها داود نمر كنعان.. ليقيم في حي الظاهر ويتزوج مصرية أنجب منها طفلا 1919 م ومات بعد عامين وتركه لرعاية خاله .
حير الطفل (ميشيل) أمه بشخبطاته علي الحوائط ثم وهو في أولي سنواته بمدرسة الجمعية الخيرية رسم علي ظهر الكراسة وجه مدرس الإنجليزي الذي احتفظ بها وأعطاه كراسة جديدة ليجد الخال أن عمل الصبي بالفن يعين الأسرة فألحقه بورشة تصميم إعلانات لأجنبي بخمسة قروش يوميا 30 قرشاً في الأسبوع ويتعلم الصبي الدقة والالتزام مع حرية تجريب أفكاره البكر فاكتسب الخبرة مع الموهبة ليأخذ 25 قرشاً في اليوم ليشعر أنه رسام عالمي فحاول بيع صوره الخاصة ولم ينجح حتي رأي ضابط إنجليزي صورة له عن ملكة إنجلترا فعينه رساما للخرائط في الجيش الإنجليزي بعشرة جنيهات فتعلم الدقة من الحفر بقلم حديدي علي لوحه معدنية ثم جاء لمصر الرسام الأمريكي جون باك فتتلمذ علي يديه ثم سكن في بيت الفنانين بدرب اللبانة ليتعلم ويتناقش ويجرب فتأهل للعمل في دار الهلال يرسم أغلفة مطبوعاتها الشهيرة عربيا روايات وكتاب الهلال فاكتسب شهرة عند معجبات للفن يجمعن رسوماته في كشاكيل خاصة تضع الأقدار إحداهن في طريقه فتغير مسار نصف عمر نضج إبداعه بعد الأربعين.
الأربعاء 23 ديسمبر 1953 العدد (ألف) لمجلة آخر ساعة وعمرعشرين (52 عدداً سنويا) صدرت 1934 وبعد 12 عاما امتلكتها أخبار اليوم 1946 وتم تطويرها بعد 7 سنوات لكن رئيس تحريرها الشاب محمد حسنين هيكل رأي الاحتفال بتطوير شكل الاسم ورسومات الغلاف والتوضيب الداخلي، فاستدعي الفنان الشاب ميشيل كنعان من دار الهلال وعينه بثمانية جنيهات فرسم الاسم المستمر حتي الآن علي 3 أعمدة وجعل حرف الهاء بشكل ساعة مستديرة في تصميم هندسي بعيد عن قواعد الخط العربي وأعاد توضيب وتصميم الموضوعات ونفذ فراغات بيضاء لراحة عين القارئ وجعل للصور أشكالاً هندسية وترتيب الأخبار وصورها ونشر لوحاته الفنية علي صفحة كاملة لقصص وروايات وموضوعات وبدأ يجوب الأحياء الشعبية ليرسم أهلها ترافقه صورة فوتوغرافية له يؤدي عمله علي كرسيه الصغير وبكامل أناقته..
وظهر العدد الألف بغلاف بريشة رخا
في 30 ديسمبر ( 1001) ظهر أول غلاف لكنعان (علي باب حارتنا) فتاة تربط رأسها بمنديل شعبي (بأوية) بعيون زرقاء في معصمها غوايش ذهبية وخلفيتها حارة ضيقة بيوتها متهالكة تركن علي الحائط عربة كارو وسيدة تحمل مشنة خضار.
وفي 6 يناير يرسم (صور من الحياة في حارتنا) و (كيداهم) فتاة شعبية بالملاية اللف وتنشر الغسيل وتشتري خضار من عربة يد وتلتقي حبيبها حمودة القهوجي.
وفي 13 يناير 1954 يرسم جمهور حفل أم كلثوم من مجلس قيادة ثورة يوليو عبد الناصر ومحمد نجيب وصلاح سالم والبغدادي مع نشر الصور الحية وتوالت رسومات عازفي الأوبرا وسوق السمك وحواري القاهرة.
وفي 24 فبراير يرسم غلافاً لفتاة في حالة شجن وكتب أسفلها.. أشكي لمين الهوي من أغنية محمد عبد الوهاب.

لا تنسي آخر ساعة نجمها الجديد فتقدمه في باب قلوب في البريد (قصة فنان) علي آخر عمود في الصفحة الأخيرة 43 بصورة لكنعان واقفاً ببذلته علي مكتبه يتابع لوحاته ليكتب إبراهيم المصري إذا رأيته ظننته في سن السادسة عشرة وإذا كلمته ظننت أنه في سن الستين لكنه في سن 34 ولد في حارة بالفجالة وتيتم في سن سنتين وتعلم في جمعية خيرية وكان لا يملك ثمن الورق فرسم علي حائط البيت وترك المدرسة ليعمل في محل تجاري للإعلانات مقابل خمسة قروش في اليوم ليقبض 30 قرشاً في نهاية الأسبوع فيشعر بأنه رجل مسئول يتقدم في عمله ليأخذ 25 قرشاً ليشعر أنه أصبح من الرسامين العالميين وحاول بيع صوره ولم ينجح حتي رأي ضابط إنجليزي صورة له عن ملكة إنجلترا فعينه رساماً للخرائط في الجيش الإنجليزي بمرتب عشرة جنيهات ثم جاء الرسام الأمريكي جون باك فتتلمذ علي يديه وبدأ يتجه للمجلات وعثر عليه الفنان الأرمني صاروخان فعينه في آخر ساعة.. يعمل 15 ساعة في اليوم وله مرسم خاص في القلعة. واستمرت آخر ساعة تقدم نجومها من حسن دياب عبقري التصوير والرسامين صاروخان وبيكار ونجوم الفن والفكر لتضعهم في مصاف العقاد وطه حسين علي مدي عامين (104 شخصيات).
في 12 مايو 1954 نشرت موضوعا عن محاكمة عسكرية إنجليزية أقيمت في سينما معسكر جاريسون بالإسماعيلية (معسكر الجلاء 1956) للجندي الإنجليزي المخمور الذي قتل الملازم فريد ندا من شرطة فايد ومنعت السلطات الإنجليزية التصوير فحضرها كنعان ورسمها وأفلت من ضابط المخابرات الإنجليزي ومعه المحرر مهدي صادق وكانت الحادثة في مساء 11مارس 1954 وتمت المحاكمة الثلاثاء 4 مارس وكان العدد السابق قد طبع لكن آخر ساعة عندها تمايز لتنشر بعد 10 أيام.

أغلفة آخر ساعة غلب عليها رسومات فنية ملونة لجميلات بيكار وصاروخان والحسين فوزي وجرجس ورسومات أغلفة وداخلية للفنان الفرنسي ديفيد رايت وظهرت الصور الفوتوغرافية الملونة منتصف 1954 بالاهتمام بإنجازات الثورة وجمال عبد الناصر وشارك كنعان برسومات عبد الناصر.

أول غلاف في 9 ديسمبر 1953 عدد خاص عن السينما بغلاف صورة للفنانة نعيمة عاكف.
في 8 ديسمبر 1954 غلاف فتاة مصرية وعارضة أزياء أو سائحة أمريكية في قلعة صلاح الدين.
وفي 20 ديسمبر 1954 غلاف لسيدة أرمنية تعشق القطط.

وصاحبت ريشة كنعان روايات فتحي غانم ورشاد رشدي وقصصاً عالمية مترجمة وتحقيقات صحفية ثم تحقيقاته الخاصة في مصانع الحديد والصلب والنوبة والسد العالي ليقرأها المثقف والمواطن العادي.
فقام علي ومصطفي أمين بإنشاء قسم التوضيب والإخراج الصحفي لأول مرة في مصر و كنعان رئيسه ينطلق في طرقات الدورين الثاني والثالث وصالات المونتاج وجمع الرصاص.. يتردد اسم ماك (دلع ميشيل) حتي إسلامه 1962فأصبح كنعان ثم الأستاذ كنعان ثم الأستاذ.
وأسس مدرسة في الإخراج الصحفي والأغلفة مازجاً بين المذاهب الفنية والصحفية ليرتقي بالذوق العام.. ومزج العناصر الفنية والصور الفوتوغرافية بالمادة الصحفية ثم وصل إلي فن الكولاچ في تركيب الصور بعد تقطيعها وإعادة تقديمها. فقد كان يري أن اللوحة كالكتاب تكتب التاريخ والسياسة فقراءة اللوحة عودة لعصر إبداعها وحياته.
وكان يوزع وقته بين لوحاته في مكتبه نهاراً ومرسمه بدرب اللبانة ليلاً ليمزج فكر المثقفين بتلقائية ولاد البلد..ثم فضل تمرس الصحافة بجمع المادة الصحفية برصاص سائل يصب في قوالب نحاسية بالأحرف لتتكون الكلمات وترص الموضوعات والصور في مستطيلات حديدية لا تسمح بزيادة أو نقصان ولها مواعيد صارمة (فالرصاص لا يرحم) فانعكس علي أدائه فهي تفرض سرعة التفكير والرسم وكتابة جمل سريعة بسيطة فتتعلم السرعة هنا لتأخذ وقتك في الفن لترسم لوحة في شهور وسنوات لكن كسكرتير التحرير ليس أمامه إلا أيام وساعات ودقائق لينتهي من الفكرة ويرسمها ويلونها وينفذها (زنكات) ليأخذ ما تعلمه للوحاته الخاصة فيستفيد هذا من ذاك كما يحدث في الأدب تعيد الكتابة مرات تضبط اللغة وموسيقاها وتبحث في القواميس وتلغي تكرار اللفظ بمرادفات جديدة لتأخذ هذه الخبرة لسرعة الصحافة .. كما أن الفنان أو الأديب قد ينفذ لوحة أو قصة في الوقت الذي يشاء لكن في الصحافة ليس أمامك إلا إنتاج أغزر عدد من اللوحات والموضوعات.
وحل كنعان بأغلفته معضلة وصول القارئ للوحة في المعارض والمتاحف فوفرها علي الأغلفة والموضوعات لترتقي بالذوق والثقافة.

في مكتبه بالدور الثاني بمبني أخبار اليوم الأصلي كانت «حكاية العمر كله»
«علشان ما هي سن 17»
«جلست والخوف في عينيها»
تتأمل الفارس الخارج من كشكولها لأغلفته في دار الهلال وغلاف رواية «الحجاج بن يوسف الثقفي» لإميل زيدان التي لم يجد الموديل المناسب فقام إلي المرآة ليرسم وجهه و أغلفة «آخر ساعة» كمحبة للرسم دون أن تراه وقد تخيلته فارس أحلام لم تتوقعه بهذه الوسامة ولا لقاؤه بهذه الأقدار وتكتشف صراحته كشرط حلم الزواج من أجنبي (لأنهم لا يعرفون الكذب) وقد يكون دفعها باهتماماته لقراءة مواصفات رجل برج الدلو صريح ودود وأمين ومخلص ولا يعجبه غير حبيبه الأساسي ومبتكر مستقلّ وروحاني وهو أفضل شريك لبرجها الأسد ويحتاج إلي علاقة مكملة تمنحه الحرية ويتفوق في الفلك والتصوير .
و أعاد قراءة برجها فالمرأة الأسد تفرض وجودها وكلما تقدمت بالعمر ازدادت إشراقا وليس من السهل أن تقع في الحب وزوجة مثالية, وقادرة علي خلق توازن بينها وبين زوجها.. وأولادها يعرفون أصول اللياقة والاحترام وتحب المغامرة الفكرية شديدة الإبداع، ولدت للقيادة وتقويها النكسات متمسكة بمعتقداتها عاشقة مخلصة ورفيقة رائعة فهو يري أن الأبراج كيمياء جسدية ثم يعترف عرفت صفات سناء من الأبراج..
وهي التي تربت علي الثقافة والفنون فوالدها مدير مصلحة الآثار العربية، وأقرب أصدقائه عالم الآثار الإسلامية حسن عبدالوهاب الذي سماها عند الميلاد وواسطة الخير بعد ذلك عند الأب لكنعان كأصلح شريك حياة كما كان يدعو الفنان الحسين فوزي ليطلعه علي استعداد بناته للرسم وتشجيعهن.

تلميذة بضفاير فاجأها بعد عدة زيارات ومحاورات ومعرفته لأبراجهن أنه يريد رسمها للغلاف.. جاءت بها محاضرة للعملاق مصطفي أمين لطلبة صحافة آداب القاهرة وطلب كتابة خبر عن محاضرته فاختار بعضاً ممن أرسلوا ليتدربوا في «أخبار اليوم» منهم سناء البيسي التي كتبت بوضوح وشجاعة يا أستاذ لم أفهم شيئاً بسبب دخان سيجارتك وجاء معها زميلتاها صافيناز كاظم وسناء فتح الباب نجمات الصحافة في «الأهرام» و»الأخبار» و»المصور».. وبشقاوة الاستكشاف وفضول الصحفيين زرن مكاتب المشاهير

وبدأ شعاع أول شرارة حب ونظرة من بعيد لبعيد تقول حبيت ورمش يقول غلبني الحب غلبني.
يدندن يستغرقه الرسم (ياللي نويت تشغلني طاوعني وابعد عني إن حبيتك يبقي يا ويلك من حبي) كان من المتعصبين لصوت عبد الوهاب ونيس وقفاته الطويلة للرسم وأغنيته «جئت لا أعلم من أين» من شعر إيليا أبو ماضي وعشقه لموسيقي بيتهوفن ويحب الاستماع للشيخ محمد رفعت.

خاف من فارق السن (34 أمام 17) أي ضعف العمر
لكني حطيته في دماغي
فالحب عليك هو المكتوب يا ولدي
وكل الحكاية غلاف «آخر ساعة»
غلاف «آخر ساعة» هو حياة كنعان بسببه دخل دنيا أخبار اليوم وعليه قدم الإنسان المصري وعليه نفذ كل تجاربه الفنية وبسببه بدأ الحب.

بدأ يأتيني بالشيكولاتة من محل «الأمريكين» وتبادل النظرات عبر زجاج غرفة الأبحاث الصحفية وكنا وغيرنا قصص حب جميلة في شارع الصحافة
وتجاسرت وقدمت له رسوماتي وكنت متأثرة بخطوطه فمزقها وألقاها في سلة المهملات ليعلمني.. .لا تقلدي الآخرين ولكن هم من يقلدونك..

في 14 مارس 1956( 1116) الغلاف بأول رسم له لسناء (في حضن الزهر) تبدو فيه ببلوفر أسود في رقبتها إيشارب أصفر شعرها في شكل طاقية فاحمة السواد تحتضن فازة بنية اللون يخرج منها أفرع زهر المشمش ويداها متشابكتان بأصابع طويلة رفيعة في يمناها خاتم ذهبي به فص أسود يبرق.

أوراق زهر المشمش بشكل قلب تزهر في الربيع بلون أبيض وردي وموسمه قصير فضرب المثل للمستحيل (في المشمش) فهل المشمش رسالة أم حوار داخلي أم تردد. ولم يكن في العدد موضوعات عن الزهور سوي خبر صغير عن جمعية خيرية مسيحية أقامت سوقاً خيرياً لصالح الأيتام تباع فيه الوردة بمبلغ 25 قرشا .

في 13 فبراير 1959 احتفل كنعان بميلاده الأربعين وبقرار ناقشه طويلاً وقرأ له في الأديان.
في صباح الأحد 8 يونيو 1959 ، 2 ذي الحجة 1379ه، في جريدة الأخبار وباب أبو نظارة في يسار الصفحة الخامسة ويكتبه نبيل عصمت بأخبار قصيرة تفصلها كور سوداء نشر خبر صغير من 4 أسطر في كل سطر كلمتين فقط.
«كنعان رسام «آخر ساعة» أشهر إسلامه في الشهر العقاري»

في العدد التالي10 يونيو لم أجد رسومات لكنعان ووجدت رسماً كاريكاتيرياً في صفحة 42 بإمضاء البيسي.. فقد مارست الرسم والكاريكاتير تأثراً بكنعان.

وبعد 6 أشهر و7 أيام
في صباح الأربعاء 16 مارس 1960-19 رمضان 1379ه نشرت «الأخبار» في النصف الأسفل للصفحة الثامنة في الإعلانات المبوبة و عمود أخبار شخصية المسجل عليه 20 قرشا (ثمن الإعلان أو سعر السطر) وكان علي 9 أسطر.
(تعلن وزارة الصحة العمومية أن ميشيل بن داود نمر كنعان المقيم في 4 درب اللبان بالقلعة قسم الخليفة وحاليا بدائرة الموسكي يرغب في تغيير اسمه إلي منير داود كنعان لاعتناقه الدين الإسلامي فالمعترض يتقدم للوزارة خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ النشر.. منير داود كنعان هو رسام «آخر ساعة» المعروف)

وفي العمود أسماء من يغيرون أسماءهم أو محال إقامتهم أو ديانتهم (في التسعينيات والإرهاب تم إلغاء تغيير اسم المسيحي الذي يعتنق الإسلام فتستمر بياناته علي كمبيوترالرقم القومي كما هي إلا خانة الديانة)

في ذلك الصباح صدرت «آخر ساعة» بغلاف لكنعان بالألوان لبنت في منطقة شعبية بملاية لف وخلفيتها بيت شعبي متهالك وعربة يد تبيع طماطم صاحبها بجوارها و طفلة تنتقي الحبات الحمراء مقدمة للموضوع الرئيسي علي 7 صفحات (1000 سنة تعيش في قلب القاهرة) وله إشارة بلون ذهبي أعلي يسار الغلاف ويسجل بريشته أجواء القاهرة في الأزهر والحسين وزحام الأسواق والشوارع والعطارين وسوق الكانتو وشي الذرة والمقاهي.
وفي صالة احتفال «أخبار اليوم» كان أول معرض للوحاته يشاغبه يوم 2 مارس الكاتب الساخر جليل البنداري في عموده - مايك المجنون

وفي 2مارس 1960 خبر تسجيل عبدالحليم حافظ لأغنية (بأمر الحب) من فيلم يوم من عمري وصور في أخبار اليوم في الدور الثاني حيث قسم التصوير ومكتب كنعان
د..أنا وعيونك الحلوة.. نعيش قصة غرام حلوة
تعالي نحب ونسلم بأمر الحب

في مساء الخميس 11 ديسمبر 1962 توج الحب بالزواج ونشر أبو نظارة في (أخبار الناس) بالأخبار صباح الجمعة خبراً ومعه صورتان شخصيتان للعروسين.
(تم أمس عقد قران سناء البيسي المحررة بأخبار اليوم إلي الرسام كنعان وسافرا إلي بورسعيد لقضاء شهر العسل).

لم يسافرا واختفيا في مرسم القلعة وزفت بفستانها العادي (دون فستان أبيض) وأجروا فيلا في المهندسين كمنتجع زراعي هادئ .

لم أجد في 10 أكتوبر 1962 أعمالا لكنعان أو سناء وفي 24 أكتوبر بعد أقل من أسبوعين لأن المجلة تطبع قبل يومين وتجهز قبل 4 أيام وجدت غلافاً لكنعان بالألوان لفتاة بعيون ملونة وشعر فاحم تستند علي ذراعها من شرفة بنظرة رومانسية تحتها و(ذهب الخريف) وفي صفحة داخلية عمود سناء البيسي (غير معقول) ترصد فيه الحياة والفن والفنون الشكيلية في باب (النصف الحلو) أساس اسم (نصف الدنيا) لمجلتها في الأهرام1990
رئيس التحرير أحمد بهاء الدين.

يناديها ماما وإذا قال يا سناء فهي الغضب والعقاب

في 11أكتوبر 1964 بعد عامين من الزواج رزق كنعان بوحيده هشام.. من برج الميزان كريم يقنع الآخرين بآرائه له سحر عظيم تلازمه الابتسامة مثل ظله وعادة التفكير والتمحيص تضعه في مصاف القضاة ميسور الحال رغم كثرة إنفاقه يكره الأماكن المغلقة والضجيج والفوضي ويهوي التنسيق والترتيب والنظافة والهدوء والأماكن الفسيحة والهواء المنعش وتوافقه مع برج الدلو كل واحد يحاول تحقيق ذاته والعلاقة بينهما مستقرّة وهادئة ومع الأسد متساويان في حبهما للسيطرة والظهور والعلاقة متناغمة .

لم أجد في أعداد (فبراير ، أكتوبر وهي فترة الحمل) في باب النصف الحلو لسناء البيسي أي مادة صحفية عن الحمل أو الطفولة والأمومة ولم أجد حتي نهاية العام أي رسم لكنعان يعبر عن المناسبة أو عن السبوع وحتي بعد مرور أربعين يوماً كعادة الفراعنة ولم أجد لسناء في عدد 7 أكتوبر(أسبوع الولادة) إلا عمودها (غير معقول) استوقفتني فيه الفقرة الأخيرة إلي تطرح فيها سؤالاً عن الزوج الذي يطلب كوب ماء خمسين مرة وهو جالس ولماذا لا يذهب إلي الحنفية ويملأ جوفه ويريح ويستريح.
وتوقف العمود من بعد 14 أكتوبر لانتقالها إلي جريدة الأهرام
رئيس التحرير صلاح حافظ

لم تستغرب سناء يوم جاءها هشام من مدرسته في كنيسة شهيرة فرحاً فقد صلي بزملائه إماماً بثمار مسئولية جده ففي سن سنتين أعلن كنعان أنه لن يستطيع تلقين ابنه الدين الصحيح وتذكر وهويذاكر تاريخ الإسلام سألها هو صحيح بابا ما كانش في الأصل مسلم فردت من واقع مذاكرته وهل خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب في الأصل مسلمين واستوعب الدرس.
كنعان هو أستاذ ورائد فن الكولاج في مصر ..
والكولاج هو مجموعة أشياء لا يربطها شيء تعتمد علي نظرية «القص واللصق» بأوراق مطبوعة أو ملونة، من الجرائد والمجلات والصور الفوتوغرافية وغيرها لخلق شكل معين وبه مساحة حرية للجديد والجميل من النفايات فهو «الفن الفقير».
وفي وجهة نظر كنعان أن الكولاج هو (فن الدهشة).
وفي محاولاته الصبورة لعدم فهم المحيطين للوحاته «إنكم تنظرون للفن بشكل سطحي يجب أن تفهموه أكثر»، ثم كلمته المشحونة بالصبر والأمل (بكرة الناس تفهم).

عن لوحاته الكولاج قال منير عامر: «أحب أن أنظر إلي ما نهمله من أشياء، وأتساءل كيف صنع كنعان بها جمالاً.. لعله أراد أن يقول إننا لا نشعر بأرواح كل الكائنات علي الأرض حتي لو كان شيئاً مهملاً.

كنعان استخدم قطع خشب قديمة وورق كارتون وفوارغ مياه غازية فوصفه يوسف السباعي أنه من كراكيب المطبخ.

فتنبهت لنداء كنعان ليذكر آية من القرآن ويكرر شايف (الإعجاز اللغوي)
وأعود لسورة الكهف - 77.. (فَوَجَدَا فِيهَا جِداَراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ )
أتوقف عند (يريد) فقد تعلمنا أن الجماد ليس له إرادة فإذا القرآن يقول «يريد» في إعجاز لم نصل لمعناه حتي الآن : فهل رأي كنعان بالقرآن تلك الروح في الجماد؟
عن تجربته قال إن الصدق هو حبل نجاتي فبعد انتهاء اللوحة أتركها فترة لأعود ناقداً شديد القسوة فلا توجد عندي لوحة تتكرر هناك رابطة بين اللوحات لكن التكرار مستحيل.

تفتحت عيناه علي التجريد عندما سافر إلي بولندا أو النمسا 5591 (زملاء بنفس الاتجاه في أوروبا).

العجيب في مصر أن طفلاً نصفه لبناني يعجن في المناطق الشعبية ليخرج إنساناً وفناً مصرياً بموروث مصري إسلامي (علي الجداريات الفرعونية أقرأ تاريخهم فالرسم كان وسيلتهم لتسجيل منجزاتهم.. حتي الحرف الفرعوني نقش ورسوم فكان الرسم سيد الزمان الفرعوني وشريك في السياسة والدين والطب وهو أفضل وسيلة لترسيخ الحضارة.. والفن المصري القديم أرضية لكل الفنون التالية له) الفن الإسلامي قدم خدمة جليلة للفن بإلغاء التجسيد وركز علي التجريد فأطلق روح الإبداع وهناك مدرسة فنية اسمها مدرسة العشق الإلهي بالفن وأنا أنتمي إليها والفن الفرعوني الإسلامي فن بلا تعقيد وبه فراغ يشد الروح.

في 1966 واعتقال مصطفي أمين في قضيته السياسية وجد لوحتين أهداهما له يباعان في المزاد فاشتراهما.

حرم سفير إنجلترا في منزله لشراء لوحة أعجبتها يعلقها في صالونه يخفيها ليعتذر بأنها بيعت.

بعد 67 وضع علامة إكس علي لوحاته لرفض الهزيمة العسكرية.

في 18 يناير 1977 في مظاهرات الأسعار.
كانت سيارته الجديدة من 3 أيام أمام المؤسسة وأمامه لوحة يعمل فيها من 3 أيام وعندما أنهاها تنبه لضجيج الشارع والطرقات وحريق سيارته فعاد لمنزله بمصر الجديدة علي الأقدام لتأمل الإنسان في ثورة الغضب.

ساهم في معارض مصرية وعربية وعالمية :
أول لوحة تقتني (قهوة بلدة) 1944 وجداريتان لبلدية القاهرة 1962 ومعرضان مشتركان نحو المجهول 1956 المجهول لا يزال 1959و10 معارض خاصة في القاهرة أولها في أخبار اليوم 1960 و أتيليه القاهرة 66 قاعة باب اللوق 68 والمركز الثقافي الإيطالي 1977 وقاعة إخناتوت (79- 89 - 1992) جاردن سيتي 82 نادي هليوبوليس 86 المشربية القاهرة 1986 و4 بينالي.. ساوباولو 1953 فينيسيا 1970 أسبانيا 1979 ومشاركة في 10 معارض خارجية - متحف الشمع بألمانيا الشرقية 1970- جاليري باريس 71- جراند باليه باريس 76 - معرض الفنانين العرب قبرص 80 - هاواي 82 - نابولي 82- معهد العالم العربي 87 - جنوب فرنسا 91 الأكاديمية المصرية في روما(81 و1994).
داوم علي العلم في كتب الفن بالعربية والإنجليزية والفرنسية.. وفي عمر 66 حصل علي الماجستير من جامعة السوربون بدرجة جيد جداً 1985 وسن 68 حصل علي الدكتوراة 1987 بعنوان (قيمة الرسوم التحضيرية في التصوير المصري المعاصر).
قدمت الناقدة الفرنسية كريستين شامبي روسبون 1985رسالة ماجستير للسوربون عن فنه
حصل علي الجائزة الأولي في البينالي العربي الأول بالقاهرة 1984 .
حصل علي جائزة الدولة التقديرية 1997 في سن 78عاماً.
أعماله في المتحف الفني الحديث، والأكاديمية المصرية بروما، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومؤسسة الأهرام ٍ، ودار الأوبرا المصرية، ومعهد العالم العربي بباريس و مؤسسات وأفراد مهتمين داخل مصر وخارجها.

توفي في 29 ديسمبر 1999 عن عمر 80 سنة.
تشرف سناء البيسي علي مسابقة سنوية باسمه في نقابة الصحفيين للرسم الصحفي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.