أقيمت اليوم الثلاثاء بالرواق العباسي بالجامع الأزهر، ندوة للدكتور محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وزير الأوقاف الأسبق، بعنوان "الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري"، ضمن فعاليات الدورة التدريبية الثانية لشباب العلماء والباحثين والوعاظ بالأزهر الشريف. وشدَّد زقزوق، خلال الندوة، حسب بيانٍ له، على أنَّ الإسلام انتشر بشكل متسارع حول العالم بأخلاق المسلمين، قائلاً: "يا ليتنا نتأسى بأخلاق النبي الكريم الذي ضرب أروع الأمثلة الحضارية للتسامح والرأفة والرحمة". وتناول زقزوق بدايات مفاهيم الاستشراق في أوروبا وأمريكا وخلفياتها التاريخية، وكيفية تطور المفاهيم المرتبطة به وأبرز المخطوطات والكتب التي طرحها المستشرقي . وأضاف: "الدين الإسلامي هو دين للحياة وليس للآخرة فقط، وهو دين للعلم والمعرفة، وأول ما نزل من القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد أهمية العلم والمعرفة وكان بمثابة دعوة للعلم والتفكر"، مؤكِّدًا دور الأزهر الشريف ومكانته التي يشهد بها العالم كله فهو منبع العلم الذي يشجع على التطوير والبحث العلمي. وأشار إلى أنَّ الله سبحانه تعالى أنزل في كتابه الكريم آيات تحث البشر على عمارة الأرض وصنع الحضارة فيها، مستشهدًا بقوله تعالى "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، موضِّحًا أنَّه لا ينبغي الاستهانة بالقضايا التي يطرحها المستشرقون، بل يجب عقد حوار علمي قائم على الفكر والمعرفة، والتواصل مع المستشرقين المعتدلين، لمعرفة وجهات نظرهم في الأمور الخلافية وتقديم الإجابات الشافية التي تساعد على تصحيح المفاهيم، مشدِّدًا على أهمية الدراسة والبحث والتحليل وإعمال العقل والتفكر ومعرفة مستجدات الكتب التي يطرحها المستشرقون، والاستفادة من الضوابط والمعايير التي وضعها القرآن الكريم للمسلمين لعمليات البحث والمعرفة.