رغم الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية للقضاء على البؤر الإجرامية الموجودة في مصر، فإن الأداء الأمني يفتقر إلى المتابعة الأمنية لما بعد التطهير، ففي الآونة الأخيرة تمكن رجال الأمن من دخول أخطر البؤر الإجرامية وتطهيرها، ولكن بعد أيام قليلة عاد النشاط الإجرامي إليها كسابق عهده، وكأن شيئا لم يكن. "التحرير" رصدت أشهر البؤر الإجرامية الموجودة في مصر، رغم تطهير رجال الأمن لها منذ عدة أشهر فقط. السحر والجمال الوصول إلى عاصمة الهيروين في مصر لم يستغرق أكثر من 30 دقيقة من قلب القاهرة، رغم أن الطريق إليها محفوف بالعديد من المخاطر، أقلها الموت، سواء بالرصاص أو الذبح. ويطلق المدمنون على المكان مدينة "السحر والجمال"، نسبة إلى مدينة الإسماعيلية، حيث يقع المكان في صحراء التل الكبير تحديدا، ويديره مجموعة من العربان والهاربين من الأحكام، ويحصلون على المادة المخدرة من الهيروين، من خلال تهريبها من شمال سيناء، عبر دروب وسط سيناء حتى أبو صوير بالإسماعيلية، إلى أن تصل إلى منطقة السحر والجمال، حيث البيع بطريقة التذاكر. المكان معروف لدى 3 فئات، تجار المخدرات، وراغبي تعاطي الهيروين، والشرطة التى فشلت فى إنهاء هذه الأسطورة، التي تُعدّ رمزا لقدرة موردي الصنف على تحدي الدولة. ويستطيع أصحاب التجارة المحرمة تخزين بضائعهم فيه بكل بساطة، والحصول على حماية مسلحة قادرة على التصدي للشرطة بسهولة، إلى جانب قدرة متعاطي المخدرات بأنواعها، بداية من الأقراص المنشطة إلى البودرة والماكس، على الحصول عليها بأسعار تصل لنصف السعر المتداول في المناطق الداخلية بالقاهرة وبقية المحافظات. قرى المثلث الذهبي قرى المثلث الذهبي، هي: "كوم السمن، والجعافرة، والسلمانية"، مرورا بعزبة أبو جهل، فهى علامة مسجلة فى تصدير الشر والعنف وتجارة السلاح والمخدرات، فضلا عن باقي أنحاء المحافظة، ومنها "القشيش" بقليوب، و"ميت الحوفيين" ب"بنها"، فلا يمر يوم في محافظة القليوبية، إلا ويدب الرعب والخوف في قرية من القرى، التي تشتهر بتجارة السلاح والمخدرات. ومن الغريب أن أغلب قاطني هذه القرى يعملون في هذه التجارة المحرمة، بدءا من البصاصين والناضورجية، وصولا إلى ممولي هذه العمليات والصفقات من السلاح والمخدرات، لذا يعتبر أهالي قرى المثلث الذهبي أول المستفيدين من هذه التجارة. وإلى جانب المخدرات والسلاح، توجد عصابات سرقة بالإكراه منتشرة على الطريق الدائري والطريق الزراعي، وطريق شبين- قليوب، وشبين- طوخ، وعلى الطرق الحدودية، والتي تربطهم علاقة وثيقة بكل تجار المخدرات، وتتراوح الأسعار ما بين 10 ألاف جنيه و30 ألف جنيه، حسب ماركة السيارة المسروقة وحالتها، مقابل عودتها لمالكها، ويستغل بعض تجار الصنف هذه السيارات في إنجاز أعمالهم لفترة محددة، حتى تستهلك السيارة تماما، وبعد ذلك يتم تقطيعها وبيعها كقطع غيار أو مساومة أصحابها. بالإضافة إلى عمليات تأجير السلاح للصبية والشباب لاستخدامها في السرقات بالإكراه، مقابل 2000 جنيه للسلاح الآلي في اليوم، و3000 جنيه للسيارة، أما هؤلاء الصبية والشباب فيخرجون على شكل عصابات مقابل أجر يومي. أبو زعبل وصحراء الخانكة وعن قرى أبو زعبل وصحراء الخانكة، هناك أسماء لمعت في عالم الإجرام جاءت من القاهرة والوجه البحري والقبلي، للسيطرة على صحراء الخانكة، حتى يكون طريقهم إلى صحراء بلبيس والمناطق الرئيسية لجلب المخدرات عن طريق الصحراء، حتى صاروا تشكيلا عصابيا، لتصدير المخدرات إلى قرى المثلث الذهبي بشبين القناطر. الجيارة بجوار أقدم مساجد قارة إفريقيا، تتمركز منطقة الجيارة، التي تعد واحدة من أفقر المناطق في مصر، فعلى بعد أمتار يقف التاريخ شاهدا على مكان اتسع لثلاثة أديان سماوية، حيث يجاور المعبد اليهودي كلا من الكنيسة المعلقة ومسجد عمرو بن العاص، أول مسجد بني في مصر. ورغم تمكن الأجهزة الأمنية من القضاء علي أشهر "دولاب" مخدرات في مصر، وهو "دولاب نجاح"، لم يتوقف الدولاب عن البيع للمدمنين سوى عدة أسابيع، ليعود أبناؤها إلى إدارته من جديد مع منافسة الأسعار والصنف الأشد. المدبح وتأتي منطقة المدبح في السيدة زينب على رأس أوكار ترويج المخدرات، وخصوصا المكان الأشهر للتعاطي والإتجار، خلف مسجد علي زين العابدين القريب من مستشفى سرطان الأطفال، حيث يتحكم أقارب المعلمة نجاح، في تنظيم عملية البيع، ويعتبر المورد الرئيسي للمخدرات بهذه المنطقة، فهو تخصص حشيش وسلاح فقط. بحيرة المنزلة رغم شن وزارة الداخلية حملة أمنية مكبرة على بحيرة المنزلة خلال الشهور الماضية، لتطهيرها من عتاة المجرمين والبلطجية، فإنها تُعدّ من أكبر البؤر الإجرامية في محافظة الدقهلية حتى الآن، وتنتشر بها تجارة السلاح والمخدرات بشكل واسع، بالإضافة إلى عمليات السرقة والقتل.