محافظة القليوبية تمثل البوابة الرئيسية لمحافظات الوجه البحرى للدخول أو الخروخ من وإلى القاهرة، ولتشابكها مع حدود القاهرة فاعتبرها الخارجون عن القانون الملجأ والملاذ لهم فى الاختباء بها داخل حدائق الموالح الكثيفة .. ولأن تجارة المخدرات بدأت وازدهرت بالباطنية بالقاهرة، وكما يقول أحد رجال منطقة المثلث الذهبى لتجارة المخدرات بشبين القناطر إنه تم الاتفاق مع كبار تجار المخدرات فى الباطنية بأن يتم نقل نشاطهم إلى بعض قرى القليوبية القريبة من القاهرة، وبالفعل انتقلت تجارة السموم إلى قرى الجعافرة، وكوم السمن، والقشيش، وبعض القرى الأخرى حتى أطلق عليها المثلث الذهبى لتجارة المخدرات . وعن قرى المثلث الذهبى وهى كوم السمن، والجعافرة، والسلمانية، مرورا بعزبة أبو جهل .. فهى علامة مسجلة فى تصدير الشر والعنف وتجارة السلاح والمخدرات، فضلا عن باقى أنحاء المحافظة ومنها القشيش بقليوب، وميت الحوفيين ببنها، فلا يمر يوم فى القليوبية إلا ويدب الرعب والخوف فى قرية من القرى، ويكون بطل تلك الأحداث إحدى القرى التى تشتهر بتجارة السلاح والمخدرات، ومن الغريب أن أغلب قاطنى هذه القرى يعملون فى هذه التجارة المحرمة مرورا بالبصاصين والناضورجية، بالإضافة إلى أصحاب الأموال المشاركة فى تمويل هذه العمليات، وهذه الصفقات من السلاح والمخدرات، ولذلك يعتبر أهالى قرى المثلث الذهبى مستفيدين من هذه التجارة المحرمة .. وبعد رصد هذه البؤر الإجرامية وخروجها إلى الطرق الرئيسية والفرعية بالقليوبية وتكوينهم عصابات سرقة بالإكراه انتشرت على الطريق الدائرى والطريق الزراعى وطريق شبين - قليوب، وشبين طوخ وعلى الطرق الحدودية والتى تربطهم علاقة وثيقة بكل تجار المخدرات، حيث توجد أوكار لتلك العصابات والذين يسرحون أتباعهم من العاطلين والمسجلين خطر بقطع طرق فى ساعات متأخرة من الليل ، كما تجد السيارات المسروقة والتى يتم بيعها لتجار المخدرات وأرباب السوابق بهذه المناطق، وتتراوح الأسعار ما بين 10 آلاف جنيه و30 ألفا حسب ماركة السيارة المسروقة وحالتها مقابل عودتها لمالكها، ويستغل بعض تجار الصنف هذه السيارات فى إنجاز أعمالهم لفترة محددة حتى تستهلك السيارة تماما، وبعد ذلك يتم تقطيعها وبيعها قطع غيار أو مساومة أصحابها. بينما انتشرت عمليات تأجير السلاح للصبية والشباب لاستخدامها فى السرقات بالإكراه مقابل 2000 جنيه للسلاح الآلى فى اليوم، والسيارة 3000 جنيه، أما هؤلاء الصبية والشباب فيخرجون فى شكل عصابات مقابل أجر يومى. وتواصل قرى الإجرام بإمبراطوريات الشر فى استخدام أفراد فى أعمال العنف بالمحافظة وإرهاب المواطنين، ودائما ما كان يستعين بهم بعض الخارجين عن القانون لحمايتهم بتأجيرهم مقابل مبالغ مالية باهظة لفرض سيطرة أو إفشال مؤتمرات مرشحين، أو أحيانا للقتل إذا لزم الأمر. وعن قرى أبوزعبل وصحراء الخانكة، أسماء لمعت فى عالم الإجرام جاءت من القاهرة والصعيد، الوجه القبلى والبحرى، ليسيطروا على صحراء الخانكة حتى يكون طريقهم إلى صحراء بلبيس والمناطق الرئيسية لجلب المخدرات عن طريق الصحراء حتى اصبحوا تشكيلا عصابيا لتصدير المخدرات إلى قرى المثلث الذهبى بشبين القناطر. أخيرا نجحت مديرية الأمن منذ بداية العام الماضى برئاسة اللواء محمود يسرى مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية فى تطهير البؤرة الإجرامية بعزبة الكلافيين، والمثلث الذهبى بشبين القناطر، والخانكة عن طريق تشكيل فرق أمن، وأشرف عليها اللواء عرفة حمزة مدير المباحث وقادها العميد سامى غنيم رئيس مباحث القليوبية، حتى تم تطهير هذه المنطقة من العناصر الإجرامية، ووضعا تحت الحصار الأمنى لحين استقرار الأمن تماما، وتحسبا لأى طوارىء، حتى نجحت هذه الحملات كما يقول مدير أمن القليوبية بامتياز فى اقتلاع جذور الإجرام بمنطقة الجعافرة وكوم السمن والقشيش وبعض القرى الأخرى التى تعد أحد معاقل البؤر الإجرامية. كما نحجت أجهزة الأمن بالقليوبية من تصفية 6 من العناصر الإجرامية الخطيرة بعد مواجهات مسلحة، وقد أعرب الأهالى عن تقديرهم لجهود أجهزة الشرطة بعد أن ذاع صيت البؤرة، وأصبحت تشكل خطرا على الآمنين بالمنطقة. ومن جانب أخر أكد المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية أنه استغل هذه الحملات فى تأمين إزالات المبانى التى أقيمت على الأراضى الزراعية دون ترخيص، مستغلين القرى التى انتشرت فيها البؤر الإجرامية فأقام هؤلاء التجار والخارجون عن القانون الفيلات والقصور والمبانى الخرسانية على الأراضى الزراعية، فقامت الحملات بإزالة هذه المبانى حتى سطح الأرض حتى لا يتمكن هؤلاء من إقامتها مرة أخرى، وفرضت عليها حراسة مشددة .