استقبل العالم عام 2016 بمزيج من الاحتفال والخوف والإصرار على الاستمرار في مواجهة التهديدات الإرهابية. ففي أعقاب الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس، نوفمبر الماضي، احتفلت العديد من البلدان بالعام الجديد وسط إجراءات أمنية مشددة أكثر من المعتاد. في باريس، تم نشر قوات شرطة إضافية وجنود في العاصمة الفرنسية لحماية الحشود، فوصل عددهم إلى 11 ألف مقارنة ب 9 آلاف في العام الماضي. ومع ذلك، قررت الحكومة الفرنسية عدم إلغاء الاحتفال التقليدي الذي يقام في الهواء الطلق في منطقة "شانزليزيه" وحول قوس النصر، وتماشيًا مع المزاج العام في المدينة عقب الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة 130 شخصًا، تم استبدال عرض الألعاب النارية بفيديو مدته 5 دقائق عُرِض على شاشات بطول منطقة "شانزليزيه". وقالت آن هيدالجو، رئيس بلدية باريس، إن عرض الفيديو الذي حمل اسم "نبيلة وكريمة" يهدف إلى إرسال للعالم رسالة مفادها أن باريس تقف فخورة بنمط الحياة والعيش معًا. المطاعم الباريسية ذكرت أن نسبة الحجز ليلة رأس السنة انخفضت ل 50 %. فرانسيس كوزن، متعهد حفلات في باريس، ذكر لإذاعة أوروبا 1: "الوضع كارثي، الجميع يريد أن يلغي الاحتفالات، الناس يترددون في تنظيم الاحتفالات التي تضم عدد كبير من الحضور". في بلجيكا، ظل الخوف من الإرهاب مستمرًا بعد أن اعتقلت الشرطة 6 أشخاص في إطار تحقيق الاشتباه في تنفيذ مخطط هجوم إرهابي عشية السنة الجديدة في العاصمة بروكسل. وتم إلغاء عرض الألعاب النارية الرسمي والاحتفالات العامة الأخرى بعد اعتقال شخصين هذا الأسبوع قيل إنهم كانوا يخططون لهجوم إرهابي، وأعلنت السلطات البلجيكية اعتقال الشخص العاشر من المخططين للهجمات الإرهابية في باريس. في المملكة المتحدة، أصرت الشرطة "سكوتلاند يارد" على نشر 3000 ضابط وسط لندن وهو إجراء احترازي طبيعي ليلة رأس السنة الجديدة، وظهر أن الناس لا تزال تستعد للخروج للاستمتاع، وتم بيع تذاكر عرض الألعاب النارية جميعها. في أستراليا، شاهد أكثر من مليون شخص عرض للألعاب النارية على ميناء سيدني، بعد طمأنة الجماهير بأنه تم نشر الآلاف من قوات الشرطة الإضافية في المدن الكبرى. وكانت احتفالات العام الجديد مصحوبة بتدابير أمنية مشددة في كينيا وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا، وأعلنت السلطات الأسبوع الماضي أنها أحبطت مؤامرة من جانب متشددين إسلاميين لمهاجمة المسؤولين الحكوميين والأجانب. كان أكثر 9 آلاف فرد من الشرطة تم نشرهم في بالي، موقع أعنف هجوم إرهابي شهدته إندونيسيا، أكتوبر 2002.