اقتحم مجموعة من المستوطنين اليهود اليوم الأحد المسجد الأقصى من باب المغاربة، وسط تشديدات أمنية من قبل الشرطة الإسرائيلية، ويأتي ذلك استجابة لدعوات "منظمات الهيكل" أنصارها لاستباحته خلال فترة عيد الأنوار 'حانوكا" العبري، الذي يبدأ اليوم ويستمر 8 أيام. وقال أحد حراس المسجد الأقصى "قامت مجموعة من المستوطنيين وعددها نحو 17 مستوطنًا باقتحام المسجد الأقصى وسط حراسة أمنية مشددة، طافت خلالها في ساحات المسجد الأقصى وسط تواجد المرابطين". وأفادت وكالة "وفا" بأن قوة معززة من عناصر شرطة الاحتلال رافقت مجموعات المستوطنين خلال جولاتها الاستفزازية داخل الأقصى، وأن القوات نصبت حواجز ومتاريس حديدية بالقرب من بوابات الأقصى الرئيسية الخارجية، لتوقيف المصلين والتدقيق ببطاقاتهم وتفتيش حقائب النساء بشكل استفزازي. وواصلت شرطة الاحتلال التضييق على المصلين من الشبان والنساء، واحتجاز بطاقاتهم الشخصية خلال دخولهم الأقصى، في حين تواصل منع أكثر من 60 سيدة وطالبة من الدخول إليه طوال فترة اقتحامات المستوطنين.
وفي المقابل، اعتصمت مجموعة من المرابطات الممنوعات قرب بوابات الأقصى، احتجاجًا على منعهن من الدخول إلى المسجد والصلاة فيه. وكانت مجموعات استيطانية وجهت دعوات لشن حملات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى، وفعاليات تهويدية في مدينة القدسالمحتلة على مدار أيام الأسبوع المقبل، ومن أبرزها، ما دعت إليه منظمة "أمناء الهيكل" لإقامة مسيرة كبيرة تنطلق من القدس القديمة متجهة نحو باب المغاربة لاقتحام المسجد الأقصى، وذلك في اليوم الثالث للعيد الذي يصادف بعد غد الثلاثاء. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، يحتفل الشعب اليهودي في إسرائيل والخارج مساء اليوم بإيقاد الشمعة الأولى من 8 شموع عيد "الأنوار" (حانوكا) الذي يبدأ غدًا ويستمر 8 أيام، وهو ليس عيدًا رسميًّا ولا تعطل فيه الدوائر الحكومية والبلدية ما عدا المدارس اليهودية. ويعني "حانوكا" بالعبرية (التدشين)، وذلك تخليدًا لذكرى تدشين الهيكل المقدس الثاني في أورشليم، بعد انتصار "يهودا هاماكابي" أبرز أبناء الكاهن الأكبر ماتيتياهو حشموناي على اليونانيين الذين حكموا البلاد في القرن الثاني قبل الميلاد، وقيامه بتطهير الهيكل من الأصنام اليونانية وإعادة تدشينه وتجديد إقامة الشعائر الدينية بما في ذلك إضاءة المنارة المقدسة، وحدثت معجزة استمرار إضاءتها 8 أيام متتالية.