الصحيفة البريطانية: منذ تولّي السيسي السلطة زادت ثقة المستثمرين قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء، إن "مصر باتت تقترب من المركز الثاني في إفريقيا من حيث الاقتصاد، وعلى الرغم من الخلفية الاقتصادية المصرية الصعبة، فإن إجمالي الناتج المحلي في مصر يقترب من ذلك الخاص بجنوب إفريقيا". وأضافت أن مصر لم تكن بمثابة قصة نجاح ملحوظة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي في السنوات الأخيرة، لافتة إلى أن ضوابط رأس المال المفروضة لدعم الجنيه المصري جعلت كثيرًا من الأعمال تصارع من أجل الحصول على الدولارات اللازمة للدفع من أجل الواردات، فضلاً عن أنه كان على المصنعين التأقلم مع انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة بسبب نقص الطاقة. واستطردت "فاينانشيال تايمز"، "وَفق بنك الاستثمار "رينيسانس كابيتال" اقترب الاقتصاد المصري كثيرًا من اقتصاد جنوب إفريقيا، حيث بات ثاني أكبر اقتصاد في ما يتعلق بالدولارات على مستوى القارة، ووفقًا للبنك ذاته سيصل إجمالي الناتج المحلي المصري إلى 315 مليار دولار هذا العام مقارنة ب317 مليار دولار لجنوب إفريقيا، وهو فارق ضئيل". ووصفت الصحيفة الأرقام بأنها تمثل "تغييرًا هائلًا" مقارنة بعام 2014، عندما بلغ إجمالي الناتج المحلي المصري 286 مليار دولار بالمقارنة ب350 مليار دولار في جنوب إفريقيا، حسب إحصاءات صندوق النقد الدولي. وتابعت بأن اقتصاد جنوب إفريقيا فشل في النمو خلال النصف الأول من هذا العام، ووصل معدل التضخم إلى 4.6%. ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن كبير الاقتصاديين في "رينيسانس كابيتال": "توجد قصة نمو هنا، على الرغم من قدر الغموض الكبير في الفترة ما بين 2011 و2014، حيث لم تكن هناك استثمارات، وكانت هناك حاجة إلى بنية تحتية، فمنذ تولى عبد الفتاح السيسي السلطة أصبح هناك قدر كبير من الثقة من جانب المستثمرين"، مشيرًا إلى توسيع قناة السويس في الفترة الأخيرة، فضلاً عن بناء عاصمة جديدة بمساحة 45 كيلومترا شرق القاهرة، واكتشاف حقل غاز عملاق قبالة السواحل المصرية أغسطس الماضي. وتابع كبير الاقتصاديين في "رينيسانس كابيتال" بأن القطاعات الأخرى ربما تكون لديها فرص أيضًا، موضحًا أنها الدولة الأقل بنوكًا لتلبية طلب السوق في المنطقة. 10.5% فقط من شعبها لديه حساب بنكي، وهي نسبة أقل من رواندا". كما تنبّأ البنك أن قيمة الجنيه المصري ستنخفض 20% أمام الدولار خلال ال24 شهرًا الماضية، ما يقربه من قيمة متوسط سعر الصرف الفعلي للعملة على مدار العشرين عامًا الماضية. ويرى "رينيسانس كابيتال" أنه إذا حدث هذا واستقر الراند (عملة جنوب إفريقيا)، ربما تتراجع جنوب إفريقيا مرة أخرى عن مصر في ما يتعلق بإجمالي الناتج المحلي بالدولار. ومع هذا سيفوز معدل النمو المصري الأسرع في النهاية. وأخيرا قال كبير الاقتصاديين: "خلال 5 سنوات وحتى إذا تغيرت العملات قليلا، أتصور أن مصر ستتفوق على جنوب إفريقيا بشكل دائم".