"عيسى حياتو هو مثال لأعضاء ورؤساء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذين يقضون فترات طويلة في مناصبهم".. هكذا علقت صحيفة "جارديان" البريطانية على تعيين رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلفًا للسويسري جوزيف بلاتر، بعد قرار لجنة القيم والأخلاق داخل "فيفا" بإيقاف كلا من بلاتر، وميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وجيروم فالكه السكرتير العام السابق ل"فيفا"، لمدة 90 يومًا قابلة للتمديد بسبب اتهامات تتعلق بالفساد المالي. وكانت أحدث مقترحات الإصلاح داخل "فيفا" هي أن يتم تقليص فترات عمل الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية إلى ثلاث فترات كحد أقصى على أن تكون كل فترة مكونة من أربع سنوات، بينما قضى حياتو في اللجنة التنفيذية المكونة من 24 عضوا أكثر من 25 عامًا، بعد أن صعد لأول مرة إلى أعلى الجدول في زيوريخ في عام 1990، عندما كان بلاتر الامين العام للمنظمة. وفي أبريل الماضي، قام حياتو بتغيير قوانين الاتحاد الأفريقي لإزالة مادة "حدود العمر" التي كانت تنص على أن يتنحى أي مسؤول يصل إلى سن السبعين، وهو السن الذي سوف يصل إليه حياتو في أغسطس المقبل، وبذلك أصبح قادرًا على الاستمرار في منصب رئيس الاتحاد الأفريقي "كاف" وخوض الانتخابات المقبلة في 2017. الديكتاتور المريض وكانت وسائل الإعلام العالمية وخاصة الأفريقية قد وصفت حياتو ب"الديكتاتور" عقب إعلان إعادة انتخابه "بالتزكية" رئيسا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعد إعلان عدم أهلية منافسيه في السباق الرئاسي، إلا أنه رفض الاتهامات ورد بأن وسائل الإعلام لا تعرف شيئًا عن إجراءات الاتحاد. ويعد حياتو، الذي يحتكر حكم كرة القدم الأفريقية منذ 27 عامًا، أحد أقوى الشخصيات داخل الكاميرون، فعائلته تتمتع بنفوذ كبير بمدينة جاروا، وشقيقه سادو كان رئيس الوزراء السابق، وتولى حياتو دور الأمين العام للاتحاد الكاميروني لكرة القدم في سن ال 28 في عام 1974، وبعد ثلاثة عشر عامًا أصبح رئيسًا للاتحاد الأفريقي، ويتمتع بدعم هائل من جانب رؤساء الاتحادات الأفريقية بعد أن ارتفعت الأماكن المخصصة للمنتخبات الأفريقية من 2 إلى 5 أماكن للتمثيل في نهائيات كأس العالم في عهده، وذلك إلى جانب دوره الرئيسي في إسناد تنظيم كأس العالم 2010 إلى جنوب أفريقيا. وكان حياتو قد خاض منافسة مع بلاتر في عام 2002 ولكنه خسر الانتخابات بعد حصوله على 56 صوتًا مقابل 139 صوتًا لبلاتر، ولم يكفيه دعم مندوبي الاتحاد الأوروبي لهزيمة السويسري الذي يتمتع بدعم اتحادات أمريكا الشمالية وأمريكاالجنوبية وآسيا. ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن حياتو يعاني من مرض خطير في الكلى يتطلب جلسات غسيل كلى كل فترة، قد يحول دون قدرته على الاستمرار في عمله بالاتحادين الدولي والأفريقي. اتهامات بالفساد في عام 2010، اتهم الصحفي الإنجليزي أندرو جينينجز، حياتو، خلال فيلم وثائقي عرضه في برنامج "بانوراما" على شبكة "بي بي سي"، بتلقي رشاوى وصلت إلى 100 ألف فرنك فرنسي من وكالة "ISL" التي مُنحت حقوق البث التلفزيوني لبطولة كأس العالم 1990 والتي أقيمت في إيطاليا، ولكن حياتو نفى الاتهام وبعدها أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم قرارًا بمنع شبكة "بي بي سي" من تغطية اجتماعات اللجنة التنفيذية له. في عام 2011 عاد حياتو واعترف بتلقي المبلغ، بعد أن تلقى توبيخًا رسميًا من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، لاستقبال ما يقرب من 20 ألف دولار من شركة التسويق الرياضي، وهو ما وصفته اللجنة ب"فضيحة رشاوى كرة القدم"، ولكنه برر بأن الأمول دُفعت لمسؤولين بالاتحاد على سبيل "الهدية"، وأكد استخدام الأموال لبرامج تنمية حقيقية تحت إشراف اتحاد كرة القدم الأفريقية، إلى جانب انفاقها على حفل الاحتفال بالذكرى السنوية لإنشاء "كاف". وفي نفس العام، اتهم حياتو من قبل صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية إلى جانب مسؤول أفريقي آخر، بقبول مبلغ مليون ونصف دولار كرشاوى للتصويت لصالح قطر لاستضافة كأس العالم 2022، وهو التصويت الذي شهد جدلا كبيرًا ويعد الآن واحدًا من التحقيقات المحورية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والسطات السويسرية، التي تشغلها منذ فترة طويلة ملف الفساد داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". إلا أن حياتو أنكر تلك الاتهامات، إلى جانب دولة قطر، مستندًا إلى عدم استجوابه حتى الآن من قبل المحققين سواء في الولاياتالمتحدة أو سويسرا في أي تحقيقات رسمية تخص ملفات الفساد داخل "فيفا".