من يقف أمام بلاتر ؟ سؤال بات هو الاكثر جدلا في العالم بأسره حاليا بعدما اصبح بقاء جوزيف بلاتر السويسري رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم ل4 اعوام مقبلة ولدورة رابعة علي التوالي والثانية بالتزكية أمرا محسوما ينتظر الاعلان عنه في الاول من يونيو المقبل بعد انسحاب القطري بن همام. جوزيف بلاتر الان اصبح هو أقوي رجل عرفته كرة القدم في تاريخ مؤسسة الفيفا بعد ان اصبح أول رئيس للفيفا يحافظ علي مقعده في مواجهة3 رؤساء اتحادات قارية حاولوا مزاحمته, بالاضافة الي النهاية المأساوية التي تلاحق منافسيه في نفس الوقت, في اعقاب انضمام القطري محمد بن همام لقائمة ضحايا بلاتر التي تضم السويدي لينهارت يوهانسون رئيس الاتحاد الاوروبي السابق لكرة القدم, والكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم حاليا. وكانت الساعات الاخيرة شهدت احداثا مثيرة داخل فيفا كان ابرزها اعلان القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي وعضو المكتب التنفيذي للفيفا انسحابه من سباق رئاسة الفيفا المقرر اقامتها في الاول من يونيو بالاضافة الي صدور قرار من جانب لجنة القيم والاخلاق بايقافه عن العمل وبرفقته جاك وارنر التريندادي نائب رئيس الفيفا لحين انتهاء التحقيقات حول الاتهامات المنسوبة اليهما بارتكاب وقائع فساد والتورط في ملفات رشاوي مالية تخص المكتب التنفيذي للفيفا. وجاء انسحاب بن همام قبل72 ساعة فقط من انعقاد الجمعية العمومية للفيفا لانتخاب رئيسها الجديد ليفسح المجال أمام بلاتر رئيس الفيفا للاحتفاظ بمقعده لدورة رابعة علي التوالي والبقاء علي رأس منظومة كرة القدم حتي31 مايو2015. وجاء انسحاب بن همام بعد انتهاء اول جلسات التحقيق معه من قبل لجنة القيم والاخلاق بالفيفا التي قررت ايقافه عن العمل بالاضافة الي التريندادي جاك وارنر نائب رئيس الفيفا في اتهامات فساد مالي. وبات بن همام الان مهددا بخسارة مكانه في رئاسة الاتحاد الاسيوي وعدم استكمال ولايته الحالية بالاضافة الي فقدان مقعده في المكتب التنفيذي للفيفا في حال ثبوت ادانته. محمد بن همام هو آخر ضحية لبلاتر في سباق رئاسة الفيفا, المثير في الامر انه كان أحد اقرب رجاله في الماضي بل وتحول الي ذراع أيمن قام بالتخطيط وادارة حملة بلاتر الانتخابية عام2002 حينما واجه الرجل السويسري منافسه الكاميروني عيسي حياتو وقتها ولعب دورا اخر في عدم تقدم احد امام بلاتر في انتخابات2007 وهو التاريخ الذي شهد نهاية العلاقة القوية بين بن همام وبلاتر. رحلة سقوط بن همام في لعبة انتخابات الفيفا وانسحابه من سباق الرئاسة بدأت قبل21 يوما وتحديدا مع اعلان المرشح القطري رفضه الاستسلام والانسحاب من سباق الرئاسة في مؤتمر صحفي وتدشينه حملة دعائية ضخمة, وقوله صراحة ان فرصته مع بلاتر تتساوي وان التصويت حاليا50% إلي50% وقتها ظهرت الثقة علي بن همام ليستقبل سريعا اتهامات لاحصر لها بدأت بتقرير صحفي نشرته صحيفة التليجراف الانجليزية اتهمت خلاله كلا من الغيني احمد ديالو باداء دور الوسيط في تقديم رشاوي مالية الي مسئولين في المكتب التنفيذي بالفيفا وهما عيسي حياتو رئيس الكاف وجاك انوما رئيس الاتحاد الايفواري وعضو المكتب التنفيذي من اجل التصويت لقطر في سباق استضافة مونديال.2022 وقبل بن همام كان هناك ضحية اخري تعد ثاني ضحايا بلاتر وهو الكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم 1988 حتي الان والذي كان مرشحا لرئاسة الفيفا ضد الرجل السويسري عام2002 علي هامش مونديال كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان في ذلك العام قرر عيسي حياتو ان يكون هو اول مرشح افريقي يخوض انتخابات رئاسة الفيفا ضد بلاتر, عيسي حياتو لم يكن مرشحا سهل المنال بالنسبة لبلاتر في تلك الانتخابات, وكان يخوض المعركة وقبل شهرين من اقامة الانتخابات حاز علي اعلان32 اتحادا مساندتهم له ضد بلاتر بخلاف كتلة افريقيا التي ينتمي اليها حياتو وكانت المؤشرات تشير إلي أن المعركة شرسة, خاصة وان لينهارت يوهانسون رئيس الاتحاد الاوروبي اعلن دعمه للمرشح الكاميروني ضد الرئيس السويسري اوروبا وافريقيا مع حياتو وامريكا الجنوبية وامريكا الشمالية مع بلاتر. وكان مفترضا ان يلعب الاتحاد الاسيوي لكرة القدم دورا في حسم المعركة لصالح ايهما, والمثير ان محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي كان هو الداعم الاول لبلاتر في تلك المعركة ونجح في استقطاب تأييد90% من اصوات القارة له, ولم يكتف بذلك بل قاد حملة لتفكيك اصوات افريقيا ودفعها لمساندة بلاتر علي حساب حياتو نفسه. وحاول حياتو ان يكون خصما شرسا لبلاتر وبالفعل لعب معه نفس الاسلوب وهو تشويه الصورة, فقبل الانتخابات بفترة وجيزة اعترف محيي الدين حسين نائب رئيس الاتحاد الصومالي لكرة القدم بحصوله علي مبالغ مالية من بلاتر لتأييده في انتخابات1998 والتصويت الصومالي له, وكذلك جري اتهام كل من جاك وارنر احد مساندي بلاتر بتقاضي رشاوي مالية من خلال مونديال كأس العالم تحت17 عاما عام2002 وانضم الي نفس الاتهامات ميشيل زي روفينين سكرتير عام الفيفا آنذاك. وكاد بالفعل بلاتر يفقد منصبه في الانتخابات لولا محمد بن همام الذي اختار مساندة الرجل السويسري في كتلة اسيا وانتهت المعركة بخسارة حياتو وكان انتقام بلاتر منه سريعا وهو الاطاحة باهم رجالاته في الكاف والفيفا. وهو فرح ادو الصومالي الذي تردد اسمه كمهندس لواقعة اعترافات نائب رئيس الاتحاد الصومالي واوقفه عن العمل لعدة سنوات, وكذلك خسرت جنوب افريقيا شرف استضافة مونديال كأس العالم2006 والتي وعد حياتو باسنادها اليها في حال فوزه بانتخابات رئاسة الفيفا. والفارق بين حياتو وبن همام ويوهانسون أن رئيس الاتحاد الافريقي تعلم الدرس جيدا وفور خسارته للمعركة بعامين قرر التحالف مجددا مع بلاتر وتحييده بعيدا عن اية انتخابات لرئاسة الكاف. أول ضحايا بلاتر كان هو السويدي لينهارت يوهانسون رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم السابق واول من اعلن التحدي لبلاتر في انتخابات الفيفا عام1998, وقتها كان يوهانسون رئيسا لليوفا, في المقابل كان بلاتر يشغل منصب سكرتير عام الاتحاد الدولي لكرة القدم والساعد الايمن للبرازيلي جواو هافيلانج رئيس الفيفا المتقاعد وقتها فوز بلاتر في انتخابات1998 خضع لتحقيقات موسعة, بسبب ما نسب اليه من شراء اصوات في اسيا وافريقيا سعيا وراء الفوز بالمنصب الكبير, في الانتخابات التي جرت في فرنسا, وذكرت صحيفة دايلي ميل الانجليزية في تقرير لها قبل اعوام ان بلاتر حصل علي مساندة من الأخير تمثلت في قيام هافيلانج بتوجيه رسائل الي اتحاد شرق افريقيا مضمونها يفيد حصول كل اتخاد افريقي علي50 الف دولار دعما ماليا مقابل التصويت لبلاتر في انتخابات الرئاسة بمواجهة لينهارت يوهانسون. وخضع بلاتر لتحقيقات في تلك الواقعة عام2002 وتحديدا قبل انتخاباته مع عيسي حياتو, وتم تبرئة ذمته وكانت المبررات وقتها هي وجود مكائد صنعها له عيسي حياتو رئيس الكاف وصاحب النفوذ علي الاتحادات الافريقية من أجل عدم نفي ماجاء في الصحيفة وتقريرها في ذلك الوقت لتسهيل فوز بلاتر المعروف بانتمائه الي هافيلانج. وفي تلك الانتخابات1998 اعتمد بلاتر في معركته ضد يوهانسون علي شخصين لعبا دور البطولة في منحه تأييد من اتحادات الكرة في اسيا وامريكا الجنوبية وهما القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي الذي برز اسمه كذراع ايمن لبلاتر في رحلة ولايته الجديدة ونائبا له, والبرازيلي ريكاردو تكسييرا زوج ابنة هافيلانج ورئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم, فيما كان عيسي حياتو رئيس الكاف مساندا ليوهانسون وقتها, والمثير ان بلاتر قام بتفتيت كتلة اوروبا المساندة ليوهانسون في ذلك الوقت من خلال بدعة اعادة اساطير الكرة للمشاركة في ادارة الفيفا وهي السياسة التي اعلن عنها بلاتر في حملته الانتخابية وقام علي اثرها بالتحالف مع ميشيل بلاتيني رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم بفرنسا عام1998, وفرانز بيكنباور اسطورة الكرة الالمانية ورئيس نادي بايرن ميونيخ الالماني, وكلاهما قام باقناع فرنساوالمانيا وعدد اخر من اتحادات اوروبا بالتصويت لبلاتر ضد يوهانسون, والمثير ان بلاتيني اصبح فيما بعد رئيسا لليوفا, فيما شغل بكينباور منصب عضو المكتب التنفيذي للفيفا بمساندة من بلاتر ونالت المانيا ايضا حق استضافة مونديال كأس العالم. وأعلنت لجنة القيم والأخلاق بالفيفا رسميا أمس تبرئة جوزيف بلاتر رئيس الفيفا من التورط في ارتكاب أي وقائع فساد أو تسهيل حصول مسئولين بالمكتب التنفيذي علي رشاوي مالية. فيما صدر قرار بإيقاف محمد بن همام وجاك وارنر لمدة شهر علي أن يجري خلالها استكمال التحقيقات معهما حول ما نسب لهما من التورط في وقائع فساد. ولم يكتف بلاتر بفوزه علي يوهانسون في انتخابات1998 بل اطاح به من رئاسة اليوفا قبل4 اعوام عندما ساند ميشيل بلاتيني في انتخابات رئاسة الاتحاد الاوروبي ودعمه بصورة علنية وتحدث بصورة مباشرة مع اتحادات كروية في القارة العجوز ليكتب نهاية حزينة لمشوار يوهانسون.