كتب - محمد شعبان: ضاقت به أرض المحروسة بما رحبت، يتابع بشغف إعلانات الوظائف الخالية، يبحث هنا، ويتقدم لواحدة تلو الأخرى، دون جدوى، لم يجد مفر من ترك الأهل والأحباب والسفر للعمل بالخارج. شريط الذكريات يمر أمام عينيه بسرعة اختراق الطائرة التي يستقلها للسحاب، لكن تنخفض السرعة رويدًا رويدًا حتى تقف لحظات أم محُلم البحث عن الذات والنجاح. خالد السيد عثمان، شاب مصري، عمل بأحد المطاعم الأدرنية لمدة 11 عامًا؛ بحثًا عن لقمة العيش، وهربًا من الفقر الممزوج بمرارة الفشل. بين عشية وضحاها، أصبح "عثمان"، حديث الساعة، بعدما تعرض لواقعة اعتداء بالضرب من قبل شقيق النائب البرلماني الأردني زيد الشوابكة أثناء عمله بمطعم "لبناني سناك" بالعقبة منذ 3 أيام. البداية قال خالد السيد، إن شقيق النائب أقدم على سبه قبل يوم من الحادثة بعدما شاهده يطالب العاملين بالإسراع في إخراج الطعام، ولكن شقيق عضو البرلمان، اعتقد أنه يسبه وسط زملائه في المطعم. وأضاف "عثمان" في تصريحات صحفية، أن النائب وشقيقه وآخرين عادوا إلى المطعم فطلبوا التحدث معي بحجة إرضائه، فوجدوه يصلي، وما إن فرغ من الصلاة، توجه إليهم، وانهالوا عليه بالضرب. وأشار خالد السيد عثمان، إلى أن هذا الاعتداء يعد حالة فردية غير متعارف عليها من الشعب الأردني، مؤكدًا أنه يعمل بالأردن منذ 11 سنة، ولم تحدث له أية واقعة مشابهة. الخارجية قال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن القنصل المصري بالعقبة توجه إلى المستشفى الإسلامي؛ للاطمئنان على حالة المواطن ومتابعتها عن قرب، وتم تحرير محضر لدى الشرطة بالواقعة، وتوكيل محامي لضمان حصول المواطن على حقوقه القانونية . وأوضح "أبوزيد"، أن القنصلية المصرية فى العقبة تتابع بشكل حثيث الإجراءات القانونية التي تم اتخاذها حيال الواقعة، وأن المعلومات المتوفرة لديها تشير إلى قيام شرطة إقليم العقبة بتعميم بيانات من قاموا بالاعتداء في كافة أنحاء المملكة لضبطهم وإحضارهم. بدوره، أجرى السفير خالد ثروت، سفير مصر في عمَّان، اتصالاً هاتفيًا بالإدارة القنصلية بالخارجية الأردنية؛ للمطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتسببين في الواقعة وسرعة إنجاز التحقيقات، فضلاً عن اتصاله برئيس مجلس النواب الأردني لنفس الغرض. عاصفة غضب في القاهرة أثار مقطع الفيديو المتداول غضبًا واسعًا في الشارع المصري، وسط استهجان لتصرف مرافقي النائب، ونددت وسائل الإعلام المصرية بالواقعة. وقال إبراهيم جنينة، رئيس الاتحاد العام للمصريين بالأردن، إن الاتحاد لم يقبل بالإهانة التي حدثت للعامل، متسائلا: "كيف لشخص يمثل الشعب أن يسمح لنفسه بالاعتداء على موظف أعزل؟". ودشنَّ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي "هاشتاجات" تندد بالواقعة، وتطالب الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الخارجية بالوقوف إلى جانب العامل، وعدم السماح بتكرار حدوثها. من جانبه، أكد حمادة أبو نجمة، أمين عام وزارة العمل الأردنية، الاهتمام الكامل – الشعبي والرسمي – براحة المواطنين المصريين في الأردن، مؤكدًا أن الشعب الأردني مستاء من الحادث، ويرفضه تمامًا، مشددًا على رفضه أي أداء فردي لا يعبر عن ثقافة الشعب الأردنى. وسادت حالة من الغضب والاستهجان بالشارع الأردني بعد انتشار مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر أشخاصًا برفقة النائب الشوابكة الجمعة الماضية، وهم يعتدون بالضرب المبرح على العامل المصري في أحد المطاعم. تحرك أردني أعلن مصدر أمني أردني مسؤول، اليوم الإثنين، إلقاء القبض على ثلاثة من أشقاء النائب زيد الشوابكة في إحدى الشقق السكنية بمدينة العقبة، مؤكدًا بدء التحقيق معهم في واقعة الاعتداء على العامل المصري خالد السيد عثمان. وأوضح المصدر الأمني، في تصريحاتٍ له، إنَّه يجرى حاليًّا التحقيق مع أشقاء النائب الشوابكة من أجل إحالتهم إلى القضاء الأردني؛ لتأخذ القضية السياق القانوني المتبع في مثل تلك القضايا.