كتب - أحمد نبيل صديقان "سمير وفتحي"، الأول موسيقي شهير، والأخير موظفًا متواضعًا يقابل ناهد التي تمتلك صوتًا جميلًا، ويقدمها لصديقه كي يكتشفها، فيعجب بها، ويقرر أن يلحن لها ويتزوجها، إلا أنه يتذكر حبها ل"فتحي"، فيتراجع عن قراره، ويتزوج الموظف منها، وبعد فترة يتوهم وجود علاقة بين زوجته والموسيقي، فتبدأ الشكوك تسيطر على تفكيره. في هذا الفلك تدور أحداث فيلم «حبيب قلبي»، إخراج حلمي رفلة، ملاحظ سيناريو سعد عرفه، تأليف وسيناريو وحوار يوسف جوهر، بطولة هدى سلطان، محسن سرحان، رياض السنباطي، تحية كاريوكا، فردوس محمد، فؤاد فهيم، علي عبد العال، نادية الشناوي، إنتاج 1953. الفيلم يعد التجربة السينمائية الوحيدة للموسيقار رياض السنباطي (الذي تمر ذكرى وفاته اليوم)، ورغم النجاح الذي حققه، إلا أنه لم يحاول تكرار التجربة، وقال «لم أجد نفسي في التمثيل فاللحن هو عالمي»، فوهب نفسه للموسيقى، ولم يكتف بالتلحين وحسب، بل كانت له بعض الأغنيات التي قدمها بصوته، إذ غنى «أشواق، وأيها النائم في دنيا الخيال». وظلت علاقة السنباطي بالسينما في ترابط، من خلال دوره الموسيقي وألحانه لأغاني العديد من الأفلام، والتي وصلت لما يزيد عن 50 فيلمًا، منها "شادية الجبل، رابعة العدوية، ثورة المدينة، الحبيب المجهول، لحن الوفاء، خطف مراتي، بنت الأكابر" وغيرها من الأفلام. صحيح أن معظم ألحانه كانت من نصيب كوكب الشرق، للعلاقة التي جمعتهما سويًا على طول مسيرته الفنية، لدرجة قوله «قصة حياتي هي أم كلثوم»، لكن من منا ينسى إبداعاته مع ليلي مراد، وعبد الحليم حافظ، وشادية، ووردة، وفايزة أحمد، كما لا ننسى تقرير ال«يونيسكو»، عندما منحته جائزتها عام 1977، ليكون أحد 5 موسيقيين فقط نالوا هذه الجائزة على فترات متفاوتة، وقالت فيه: "الموسيقي المصري الوحيد الذي لم يتأثر بأية موسيقى أجنبية، استطاع بموسيقاه التأثير على منطقة لها تاريخها الحضاري". سبق وكتب الناقد الفني، جاسم المطير، عن الخطوات التجريبية للموسيقار الراحل «بدأت خطواته التجريبية الأولى معتمدة على قياساته لطبيعة ألحان محمد القصبجي، ووفقًا لإعجابه بهذه الشخصية الموسيقية راح يحاول فهم تفاصيل أعمال القصبجي، فحفظ موسيقاه وأسلوب غنائه، مرددًا إياها بالغناء بصوته ما جعله متمكنًا في محاكاة هذه الخبرة الفذة ليتعلم منها من خلال تخزين تجارب القصبجي وإطلاق وجوده في الميدان الموسيقي ككيان ديناميكي مستقل، قادر على توليد قواعد خاصة بالتلحين باعتبارها وحدته الإبداعية الذاتية، ما هيأ له العوامل المؤهلة للاتصال بالمطربين والمطربات في القاهرة مقدما لهم الألحان الرائعة، وأصبحت ألحانه على كل شفة ولسان، وأصبحت ألحانه تعادل ألحان محمد القصبجي فتألق نجمه وبرزت شهرته فاستدعته مطربة الشرق أم كلثوم ليزودها بألحانه وفنه فلحن لها أروع القصائد». وأضاف «من قصيدة نهج البردة شيد جسر الاتصال الأول بين صوت أم كلثوم وبين عود رياض السنباطي ليخلقا معًا، بمرور الزمن وتنوع الألحان، مرجعية موسيقية غنائية في مصر، كانت وما زالت، إطارًا نظريًا وعمليًا لأغلب الغناء العربي معتمدًا على تجريب القصبجي من جهة، وعلى الجملة الموسيقية الشرقية ذات الجدلية المتميزة التي ساهم بوجودها رياض السنباطي نفسه، من جهة أخرى، كان لنهجه التلحيني طابع خاص مميز، وأصبح مطلوبًا إلى درجة أنه أجبر المطربة أم كلثوم ولفترة طويلة من الزمن على الاقتصار على الغناء تبعًا لألحانه، كما لحن لكبار المطربين والمطربات أمثال عبد الغني السيد، رجاء عبده، نجاة، أسمهان، صالح عبد الحي، سعاد محمد، فايزة أحمد، عزيزة جلال». كما قال عنه الدكتور سعد الله أغا القلعة، الباحث في الموسيقى العربية «بدأ بتقديم فواصل من العزف على العود عندما افتتحت الإذاعة المصرية عام 1934 رسميًا، ثم اتجه إلى الغناء بمصاحبة عوده إلى أن دعته أم كلثوم ليلحن لها بعض غنائيات أفلامها السينمائية ليتحول بعد ذلك إلى ملحنها الأثير لفترة طويلة تميز في تلحين القصيدة وقدم في عام 1946 للسيدة أم كلثوم إمكانية كسر احتكار محمد عبد الوهاب لشعر أحمد شوقي، حيث بدأ بتلحين قصائد سلوا كؤوس الطلا، ثم سلوا قلبي، واتبعها ب نهج البردة». واستطرد: اعتمد في تلحينه للقصيدة على الإيقاعات العربية الوقورة والبحور الشعرية التقليدية الفسيحة والكلمة الفصحى التي تقتضي في الإجمال لحنًا مركزًا، كما أبدع تراكيب لحنية جديدة تتداخل المقامات الموسيقية فيها بشكل غير مسبوق معتمدًا أسلوب الدفق اللحني المتصاعد من بداية اللحن حتى نهايته، ومستفيدًا من صياغة قفلاته المسرحية في تخافض مثير للحن ينتزع الآه من القلوب. ولد رياض السنباطي عام 1906، في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، لأب مطرب وعازف عود هو الشيخ محمد السنباطي، وكان وحيدًا بين أخواته البنات، انتقل مع عائلته إلى مدينة المنصورة عاصمة الدقهلية إذ درس في مدارسها. ظهر شغفه بالموسيقى والغناء منذ طفولته فتعلم العزف على القانون أولًا، وتعلم على والده الأدوار والموشحات القديمة، كما رافقه في سهراته التي كان يحييها في الريف المصري، اتجه رياض إلى تعلم العود وبدأ يحيي الحفلات حتى ذاع صيته ولقب بلبل المنصورة. سافر رياض السنباطي إلى القاهرة عام 1924 والتحق بمعهد الموسيقى حيث طور دراسته للعود على يد محمد القصبجي، اتجه إلى التلحين بتشجيع من الأستاذ مدحت عاصم فلحن لعبد الغني السيد ونجاة على ومنيرة المهدية، وتوفى في مثل هذا اليوم من عام 1981. يوسف جوهر هدى سلطان محسن سرحان تحية كاريوكا فردوس محمد فؤاد فهيم أخبار الفن أخبار الفن اليوم