أشاد الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام في جامعة سوهاج، اليوم الإثنين، بجهود نقابة الصحفيين والجماعة الصحفية عامة لتعديل قانون تنظيم الصحافة والإعلام الموحد، مردفًا أنه حلقة في سلسلة النضال الوطني ليس من أجل الصحفيين والإعلاميين فحسب، ولكنه من أجل المجتمع بأسره. وأضاف حارص، في بيان، أن الضمانة الحقيقية لتنظيم العمل الصحفي والإعلامي ليس القوانين والتشريعات فقط، ولكن أخلاقيات الصحفيين والإعلاميين وضمائرهم من جهة، وقناعات النظام السياسي بسلطاته الثلاث وخاصة القضائية بحرية الصحافة واستقلاليتها ونزاهتها ووطنيتها من جهة أخرى، لأن هذا هو الضمانة الحقيقية لتطبيق وتفعيل هذه القوانين والتشريعات. وأوضح حارص، الذي يرأس وحدة بحوث الرأي العام في الجامعة، أن الإعلاميين بحاجة ماسة إلى تأهيل وتربية وتدريب على احترام المعايير المهنية والأخلاقية، وخاصة التي تضمن التزامهم بالمسئولية في مقابل الحرية والاستقلالية. وحذر حارص من تكرار التجربتين اللتين مرت بهما وسائل الإعلام في مصر، إبان فترة ما بعد ثورة يناير، التي شهدت تحويل الحرية إلى فوضى، وتحويل الصحافة إلى أدوات صراع لقوى سياسية ومالية داخلية وخارجية، تهدد الأمن القومي للبلاد، وفترة ما بعد 30 يونيو، التي تحولت فيها وسائل الإعلام إلى منابر للسب والقذف والتشهير والتجريح والتحريض والاستقطاب والتسخين والدعوة للكراهية وتغذية مشاعر التعصب والتخوين والتكفير. وأكد حارص أن الخلاف بين الإعلام والسلطة لن يتوقف لأنه طبيعي ويأتي في إطار صراع أبدي بين السلطة التي تسعى لتوظيف وسائل الإعلام كأدوات دعائية ودفاعية عن سياساتها وقراراتها وتوجهاتها وبين إعلام منقسم يضم منافقين وأصحاب مصالح شخصية من ناحية، ووطنيين ومهنيين يعملون من أجل مصلة الوطن والإعلام من جهة أخرى، وأضاف حارص أن هذا الانقسام في الجماعة الصحفية هو الحلقة الأهم في كفاح الجماعة الصحفية والإعلامية. وطالب حارص بضرورة محاسبة الصحفيين والإعلاميين ذاتياً حتى تضمن الجماعة الصحفية والإعلامية تطهير مؤسساتها أول بأول من داخلها ولا تترك باباً يدخل منه أعداء الصحافة والإعلام أو المنتفعين منهما. وأكد حارص ضرورة حماية الصحفيين والإعلاميين من صاحب المشروع أو السلطة السياسية أو جماعات الضغط والمصالح التي تحول الإعلاميين إلى موظفين لديها خاصة بوظائف شكلية تسمح برشوة أو إسكات الإعلاميين. ودعا حارص إلى أهمية تفعيل التنظيمات الخاصة بالمواقع الصحفية والمحلية التي تحولت إلى مشروعات أو جماعات مصالح تستهدف توثيق العلاقة مع مؤسسات السلطة والدولة المحلية لتحقيق مصالح شخصية أو حماية مصالح مالية وأوضاع اعتبارية وأدبية. وألمح حارص من جانب آخر إلى اهمية المواقع المحلية في تغطيتها للشئون المحلية وإبرازها وضرورة تطويرها وتاهيل العاملين فيها تحت رعاية وإشراف من التنظيمات الصحفية المسئولة عن ذلك.