شمال سيناء: مراد حجازى ويوسف محمد فصل التيار الكهربائي عن العريش بالساعات.. وفي الشيخ زويد ورفح بالأيام نقاط المياه شحيحة.. والأهالي: "عايزين نشرب" اختفاء البنزين والسولار.. وطوابير السيارات تتصدر المشهد أمام محطات الوقود
تجتاح محافظة شمال سيناء، خاصة المدن الحدودية منها التى تشهد حالة حرب شبه يومية بين الجيش وتنظيم ولاية سيناء الإرهابى، اأزمات طاحنة حيث انقطعت خدمات الكهرباء وضخ المياه وإمدادات المواد البترولية عن مدن العريش ورفح والشيخ زويد. الكهرباء الهاربة وشهدت مدينة العريش، خلال الأيام الماضية أزمة بسبب الفصل المتكرر للتيار الكهربائى عن أحياء المدينة بشكل شبه يومى ومتكرر لأكثر من مرة فى اليوم، ووصلت فى بعد المناطق إلى تواصل فصل التيار إلى 8 ساعات متواصلة. وقال مصدر بشركة تويع الكهرباء فى مدينة العريش، إن الأجهزة الأمنية تحذر شركة الكهرباء من فصل التيار الكهربائى بهدف تخفيف الأحمال، وذلك تخوفا لاستغلالها من قبل التنظيمات الإرهابية لشن هجمات مسلحة ضد ارتكازات الجيش والشرطة المنتشرة فى جميع شوارع وأنحاء المحافظة، وذلك على خلفية الهجوم الذى استهدف نقطة حرس الحدود فى السادس من أغسطس من عام 2012 حيث إن الكهرباء كانت مفصولة عن النقطة بهدف تخيف الأحمال فى ذلك الوقت. ويشهد وسط المدينة انقطاعا متكررا شبه يومى منذ عدة أيام، وتعتبر منطقة وسط المدينة هى الأكثر رواجا بسبب انتشار المحلات التجارية التى تعتبر المهنة الرئيسية لأهالى مدينة العريش. ومن جانبه أكد المصدر، أن شبكة الكهرباء فى مدينة العريش تعتبر قديمة نسبيا ولم يحدث لها تطوير منذ فترة، ومع تزايد أعداد المستهلكين، والضغط الكبير على الشبكة بسبب الأجهزة الكهربائية التى تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء مثل "التكيف، والثلاجات، وأجهزة التربيد والتجميد فى محلات السوبر ماركت التى لا يتم فصلها عن التيار الكهربائى نهائيا"، كل ذلك يتسبب فى حدوث أعطال فنية فى الشبكة مما يستدعى فصل الكهرباء للبدء فى عمليات الإصلاح. بينما أكد مصدر مسؤول، بمحطة توليد الكهرباء "البخارية" والتى تعتبر المحطة الرئيسية لتوليد الكهرباء فى محافظة شمال سيناء، أن المحطة لا يتواجد بها أعطال وتعمل بكامل قوتها الإنتاجية اليومية، لافتا إلى أن جميع أطقم التشغيل من مهندسين وفنيين متواجدين على مدار اليوم لتشغيل المحطة، مشيرا إلى أن إمدادات المحطة من الغاز الطبيعى متوفرة بشكل كبير، وعند حدوث أي نقص فى إمدادات الغاز يتواجد كميات كافية من المازوت "الوقود البديل" لتشغيل المحطة فى حالة الطوارئ لعدة أيام متواصلة دون انقطاع. وفى مدينتى رفح والشيخ زويد، مازالت مشكلة الكهرباء مستمرة وبشكل متزايد، حيث يتم فصل التيار الكهربائى بسبب أعطال فى محولات كهرباء رئيسية داخل مدينة الشيخ زويد. وأفاد الأهالى، بأن التيار الكهربائى يتم فصلة لأكثر من 12 ساعة بشكل شبه يومى، وأحيانا لأيام متواصلة، مما يزيد معاناة الأهالى فى تلك المدينة المنكوبة التى شتهد حالة حرب على مدار الساعة بين الجيش وتنظيم ولاية سيناء الإرهابى. وتعتبر محطة محولات الوحشى هى المغذى الرئيسى لمدينتى رفح والشيخ زويد، حيث يتم تصدر الكهرباء من محطة البخارية فى العريش إلى محطة الوحشى للمحولات الكهربائية والتى بدورها تقوم بتوزيع الكهرباء على المدينتين الحدوديتين وبعض أجزاء من مدينة رفح الفلسطينية. ويرجع مصدر داخل محطة كهرباء الوحشى المشكلة إلى تهالك شبكة الكهرباء الداخلة إلى المدينة، هذا فضلا عن الاستهداف المتكرر لمحولات الكهرباء خلال الاشتباكات المسلحة، وآخرها استهداف المحطة نفسها وحدوث عطل فى الكابل الرئيسى المغذى للمحطة ويسمى الكابل "66" وذلك خلال أحداث الشيخ زويد الأخيرة مطلع شهر يوليو المنقضى، مؤكدا أن أعمال التصليح تتم بشكل مستمر بالتنسيق مع القوات المسلحة العاملة فى مدينة الشيخ زويد. المياه.. نقطة نقطة وتسببت أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى أزمة مياه طاحنة فى مدينتى رفح والشيخ زويد، واللتين تعتمدان بشكل رئيسى على آبار المياه الجوفية فى احتياجاتهما اليومية وفى رى الأراضى الزرعية، والتى توقفت بسبب فصل التيار الكهربائى وعدم القدرة على تشغيل "مواتير" رفع المياه لاستخراج المياه من أعماق الآبار. وترجع أزمة شح المياه فى الشيخ زويد ورفح، إلى قيام تنظيم ولاية سيناء الإرهابى، بخطف فناطيس المياه القادمة للمدنتين من مدينة العريش واستخدامها فى تنفيذ كمفخخات لاستهداف مقرات وارتكازات عسكرية، وعلى خلفية ذلك تم منع تسيير الفناطيس إلى المدينتين لأجل غير مسمى. أما مدينة العريش، فتشهد شحا كبيرا فى إمدادات المياه، والتى وصلت إلى عدم ضخ كميات من المياه إلى بعض المناطق إلى أكثر من أسبوع مما تسبب فى أزمة نقص حاد فى بعض أحياء المدينة، وقالت كل من "ندى عمر، وسماح خليل، ودعاء العربى" وجميعهن ربات بيوت إن هناك نقصا حادا فى إمدادات المياه خلال الفترة الماضية، وأضفن: "عايزين نشرب". الصهاريج الخاوية وأمام محطات البنزين داخل مدينة العريش، ترى اصطفافا لعدد كبير من السيارات أمام محطات البنزين وذلك بسبب تفاقم أزمة إمدادات المحافظة من البنزين والسولا منذ مطلع الأسبوع الحالي، وفى مدينتي رفح والشيخ زويد، تعتبر إمدادات البنزين والسولار لاو وجود لها منذ أكثر من عامين وذلك لظروف أمنية وتخوف سائقو الصهاريج من الذهاب إلى تلك المناطق خشية استهدافهم من قبل التنظيمات الإرهابية. وأكد عدد من السائقين أنهم يضطرون إلى المبيت أمام محطات الوقود لكى يتمكنوا من الحصول على إمدادات البنزين والسولار، مشيرين إلى أنهم لا يحصلوا من الكمية سوى على 20 لترا فقط لكل سيارة، سواء الأجرة أو الملاكى مطالبين المحافظة بسرعة تدارك الموقف. ومن جانبه أكد مصدر فى مديرية تموين شمال سيناء، أنه جارٍ التنسيق بين المحافظة ووزارة البترول والقوات المسلحة لإرسال صهاريج بشكل عاجل إلى المحافظة وإعطاء الآولوية لهم للدخول عبر معديات قناة السويس كحل عاجل للأزمة فى المحافظة.