أهالى منشية الأوقاف بدمنهور يهددون بتنظيم وقفة احتجاجية وقطع الطريق أمام مبنى المحافظة كتب: كريم ربيع ومحمد مجلى وطارق عبد الجليل وإسراء محارب وهدى الأمير وهدير آدم وأسماء أبو السعود ومحمد الشيخ وهيثم بطاح ومحمود عبد الصبور وسارة نور الدين «من الكهربا إلى المياه يا قلبى لا تحزن»، هذا هو لسان حال أهالى وسكان غالبية مناطق محافظة الجيزة، فبعد أن فرحوا بالقضاء على أزمات انقطاع التيار الكهربائى، التى طالتهم العام الماضى، اصطدموا بأزمة جديدة، لكن هذه المرة على مستوى مياه الشرب، ليعلنوا عصيانهم على المسؤولين عن الأزمة، بالخروج إلى الشوارع وقطع الطريق الدائرى أعلى حى الهرم، بسبب انقطاع المياه المتكرر. قطع الطريق أدى إلى حدوث ارتباك شديد صباح أمس أعلى الطريق الدائرى فى منطقتى «صفط اللبن، الطوابق فيصل»، لمدة تزيد على ساعتين، حسب شهود عيان، مؤكدين أن السيارات اضطرت إلى الرجوع مرة أخرى والسير عكس الاتجاه. احتجاجات الأهالى بقطع الطريق الدائرى جاءت بسبب انقطاع المياه لمدة 5 أيام، موضحين أنها كانت تأتى ساعة واحدة فقط فى اليوم، على الرغم من شكواهم المتكررة من هذه المشكلة، وهو ما اضطرهم إلى قطع الطريق، على أمل التفات المسؤولين إلى أزمتهم، مطالبين بسرعة حلها فى الأيام القليلة المقبلة. محافظات مصر ما زالت تعانى من العطش، حيث يتكرر انقطاع مياه الشرب لعدة ساعات، وقد تصل إلى أيام، بينما يعانى بعض القرى من انقطاعات بالشهور. فى الفيوم، يعانى أهالى قرية عزبة قلمشاة التابعة لقرية قلهانة بمركز إطسا، من تكرار انقطاع المياه منذ بداية رمضان، وذلك بسبب وجود كسر فى خط مياه الشرب الرئيسى، ولم يتم إصلاحه حتى الآن، بينما تركه المسؤولون يصب مياهه فى بحر القرية، وأكد الأهالى أن المياه تنقطع منذ الحادية عشرة صباحا، ولا تأتى إلا قبل المغرب بدقائق، وقد تصل ساعات انقطاعها إلى 8 ساعات يوميا. أما فى الدقهلية، ومنذ أكثر من شهر تعانى عزبة الصفيح بمدينة المنصورة من انقطاع المياه، وسط غضب الأهالى لعدم الاستجابة لشكواهم، وهو نفس الحال فى قرى ميت عاصم وديمشلت التابعة لمركز دكرنس، وحى الفداء بمدينة المنزلة وقريتى كفر بهيدة ودماص التابعتين لمركز ميت غمر، وقرية أبو داود التابعة لمركز تمى الأمديد، وقرية كفر الحطبة التابعة لمركز شربين، وعزب «أبو بدوى والحاج أحمد وأبو جوهرى، وأبو راشد وحجازى والحاج حسن جمعة» التابعة لمركز بلقاس. وفى الوادى الجديد، ومنذ 5 أيام والمياه لا تصل إلى «حى المجاهدين» بمدينة الخارجة، وتقول أم محمد، ربة منزل: «بنروح نجيب تروسيكل ونشترى منه المياه والنقلة الواحد ب25 جنيها، ولو استمرت المياه على كده مش هنعرف نفرح بالعيد». وفى الأقصر، تعانى منطقة بأويل والقرى المجاورة لها بإسنا من الانقطاع المستمر للمياه، وذلك بسبب تغذية القرية على خط شبكة المياه القديم والممتد على مساحة 11 كيلومترا، أما فى قرية البغدادى التابعة لمدينة البياضية فتصل ساعات انقطاع المياه إلى أكثر من 6 ساعات متواصلة، ولجأ الأهالى إلى تخزين المياه مما تسبب فى انتشار الأمراض بينهم. وتعانى عدة قرى بمركز فرشوط بقنا من استمرار انقطاع المياه لأكثر من 12 ساعة يوميا، نتيجة أعمال الصيانة فى خطوط المياه المكسورة بها، أما فى أسيوط فتصل المياه لمدة ساعتين يوميا لقرى عرب الكلابات والعطيات والقداديح، إضافة إلى شكوى الأهالى من ملوحتها. وفى القليوبية، تعانى قرية مجول بمركز بنها حالة من الإهمال الشديد، وغياب منظومة المياه والصرف الصحى، وقال محمد عبد السلام مهندس إلكترونيات، إن القرية مشتتة بين محطتى العبادلة بطوخ وميت عاصم، فتوصيل المياه للقرية يتم تبادليا من المحطتين، مضيفا أن المياه سيئة جدا ولا تصلح للاستخدام. ومن جانبه، أكد المهندس مصطفى عباس رئيس الوحدة المحلية لمدينة ومركز بنها، أنه تم إدراج القرية ضمن عدد من مشروعات التطوير وجار توفير الاعتمادات الخاصة بذلك. أما قرى المنتزه وأبيس والناصرية ومطار النزهة والدخيلة والورديان بالإسكندرية، فهى محرومة من المياه، ويقول عم حسن جابر من أهالى الناصرية، إن المياه تكون معدومة بالنهار بسبب شدة الضغط وتأتى مساء بصورة ضعيفة، ومن جانبه، قال المهندس أحمد جابر رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية، إن الأمر يتعلق بضعف المياه لعدم قدرة استيعاب الشبكات للكم الهائل من المخالفات، مشيرا إلى وجود خطة لتطوير قدرات محطة المياه وحل أزمة ضعفها. وفى البحيرة يعانى آلاف الأسر فى منطقة منشية الأوقاف التابعة لمدينة دمنهور من انقطاع مياه الشرب عن 9 عزب لفترة 20 ساعة يوميا، وسط غياب تام لمسؤولى شركة مياه الشرب بالبحيرة، وأكد الأهالى أنهم لجؤوا إلى استخدام مياه الترعة، مهددين بتنظيم وقفة غاضبة وقطع الطريق أمام مبنى محافظة البحيرة. الشيخ زويد تشرب مياها مالحة كنوع من أنواع التكافل بينهم، قرر مجموعة من أهالى مدينة الشيخ زويد التى تعرضت لهجمات إرهابية مطلع يوليو الجارى، أن يحلوا مشكلة انقطاع المياه المتواصل عنهم بطريقتهم الخاصة. نداء أطلقته عائلة «النصايرة» فى الشيخ زويد عبر مواقع التواصل الاجتماعى عقب انقطاع المياه لليوم العاشر على التوالى عن بيوت المدينة المنكوبة، قال فيه أحد أفراد العائلة: «الماء موجود عند منزل أبو بكر النصايرة، ومن يريد التزود فنحن فى الخدمة». بئر حفرها عبد الكريم ومصطفى، أبناء الحاج أبو بكر لزراعة أرضهم الواقعة فى منطقة قريبة من وسط مدينة الشيخ زويد المطلة على البحر، بعمق 35 مترا، بعد أن تمكن عبد الكريم من الحصول على قرض من مجلس المدينة، الذى يعمل فيه، ليحفر البئر بتكلفة 15 ألف جنيه. عبد الكريم قال، إن الحياة فى المدينة أصبحت فى منتهى الصعوبة بعد هجمات الأول من يوليو الإرهابية على المدينة، فمع انقطاع الكهرباء انقطعت المياه تماما عن البيوت والزرع، مشيرا إلى أن المدينة تواجه مشكلة كبيرة منذ عام ونصف العام بسبب عدم انتظام المرافق، إضافة إلى شح البنزين والسولار. كما أضاف، أن أزمة انقطاع المياه عن البيوت وصلت ذروتها فى المدينة بعد 10 أيام كاملة من الانقطاع، فخرج الناس يركضون فى الشوارع صباحا بحثا عن الماء، قائلا: «الآبار الموجودة معظمها مياه غير صالحة للشرب لزيادة نسبة ملوحتها، إلا أنهم لم يجدوا غيرها، فأصبحوا يشربون منها». «كل البيوت لديها خزانات مياه، ولا توجد مياه عبر المواسير من محطة تحلية مياه البحر الوحيدة فى المدينة منذ أكثر من عام ونصف»، هكذا وصف عبد الكريم أزمة المياه فى المدينة، متابعا: «كتبت على الفيس بوك نداء للناس أن من يريد الشرب من بئرنا عليه المجىء، فبيتنا معروف فى المدينة كلها ببيت أبو بكر». مساهمة عبد الكريم لم تكن لتصل للناس دون تبرعاتهم بجراكن البنزين والسولار التى شغلت مولد كهرباء قديم كان يحتفظ به، مستكملا حديثه بالقول: «البئر كانت تعمل بالكهرباء، إلا أن الطيران والإرهابيين ضربوا أعمدة الضغط العالى فانقطعت الكهرباء، وبالتالى لم يعد أمامنا سوى التصرف لاستخراج المياه، فكان البديل عبر مولد يعمل بالسولار». «القابضة للمياه»: سفر السكان إلى الأقاليم ينهى أزمة الجيزة خلال 48 ساعة مبرر غريب ساقه المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى العميد محيى الصيرفى، بشأن أزمة انقطاع المياه فى الجيزة، بالإشارة إلى أن «الساعات الأخيرة من شهر رمضان، ستشهد نهاية أزمة المياه فى مناطق الجيزة المختلفة، على خلفية سفر كثير من السكان إلى الأقاليم، ما سيقلل الضغط على المياه، لتنتهى الأزمة تلقائيا»، لافتًا إلى أن الشهر الكريم شهد ارتفاعًا فى نسبة الاستهلاك بصورة كبيرة. الصيرفى أوضح أن تأخر توصيل خط المياه بقطر 1000 مليمتر، قادما من محطة مياه الشيخ زايد، بسبب تقاطعه مع أعمال توسعة طريق «القاهرة- الإسكندرية» الصحراوى، حيث كان من المفترض أن يدخل الخدمة فى 30 يونيو الماضى، وتم تأجيله إلى 30 أغسطس المقبل، مشيرًا إلى أنه تم توصيل خط مياه بقطر 500 مليمتر إلى حدائق الأهرام وبعض مناطق الهرم، وهو ما أسهم فى حل الأزمة هناك. وتابع: «أرسلنا سيارات مياه نقية إلى المناطق التى تشهد أزمة، منها صفط اللبن، ومنشية البكارى، وفيصل». بينما أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة الدكتور مصطفى مدبولى، أن المتسبب الرئيسى فى انقطاعات مياه الشرب المتكررة فى مناطق فيصل والهرم هى الأبراج والعمارات العشوائية التى بُنيت فى السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الخط الداعم الذى تم توصيله إلى منطقة حدائق الأهرام وبعض مناطق الهرم، أسهم فى تخفيف حدة الأزمة. وأوضح مدبولى خلال لقائه الصحفيين أول من أمس أن هذه المناطق ما زالت بحاجة إلى كثير من التدعيم، وهو ما سيتم فى شهر سبتمبر المقبل، مع تشغيل محطة مياه أكتوبر، التى ستعدّ المنقذ الأساسى لمنطقتى فيصل والهرم.