انتقلت أزمة انقطاع مياه الشرب والرى إلى مناطق جديدة شملت محافظات الإسماعيلية وشمال سيناء والبحر الأحمر علاوة على استمرارها فى محافظات أسيوط والفيوم والبحيرة، ولم يجد المواطنون فى العديد من المناطق بدا من حمل المياه من الحنفيات العمومية أو من منازل بها طلمبات حبشية، فيما استعان أهالى شمال سيناء بمياه الآبار الموجودة بالقرب من البحر. تعددت شكاوى سكان قرية المنايف بالإسماعيلية، من انقطاع مياه الشرب ولجوئهم إلى شراء المياه من مدينة الاسماعيلية وتحميلها على سيارات، وهو ما أرجعه الأهالى إلى أن شبكات المياه بالقرية «لم تشهد أى إحلال أو تجديد منذ إنشائها، مما يدفعنا للبحث عن مصادر بديلة «حسبما قال محمد أبو تارى أحد الأهالى. وذكر تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حرمان نحو 50 ألف مواطن بالمحافظة من مياه الشرب فى معظم مراكز المحافظة وتوابعها واعتماد هذه المناطق على مياه الشرب المنقولة عن طريق عربات المياه أو الخزانات وصنابير المياه العامة من أماكن مجاورة، وأكد التقرير أن عدد القرى المحرومة من مياه الشرب فى بعض المراكز يصل إلى 8 قرى «مثل مركزى الاسماعيلية والقنطرة غرب، بالرغم من وجود 5 محطات مياه كبرى و57 محطة صغرى بالمحافظة». ولم يجد إمام مسجد فى مدينة الشيخ زويد فى شمال سيناء، سوى الانتقاد العلنى من فوق المنبر للمسئولين عن الأزمة بعدما عجز عشرات المصلين عن الوضوء فى المسجد، ولم يؤد عدد منهم الصلاة. وامتدت الأزمة لمدينة رفح التى تشهد اعتمادا كليا على مياه الصهاريج أو «هرابات» مياه الامطار التى يتم تخزينها كل شتاء. وبرر مسئولون فى الشركة القابضة لتوزيع المياه الأزمة بتخفيف الاحمال عن مضخات المياه الكهربائية والتى تعمل بالسولار بسبب الحرارة الشديدة . ويلجأ الأهالى إلى ملء الجراكن من الآبار الجوفية الموجودة بالقرب من ساحل البحر، فيما يلجأ آخرون لشراء المياه من جرارات أهلية تمر على المنازل. ولليوم الثالث على التوالى يعيش سكان منطقة سوريا بمدينة رأس غارب شمال البحر الاحمر ازمة كبيرة بسبب نقص مياه الشرب مما يضطرهم للذهاب إلى مناطق اخرى بنفس المدينة لملء جراكن المياه وتخزينها والبعض الاخر يضطر لشراء المياه المعدنية لتناولها، كما يقول لطفى الضمرانى أحد السكان. ولايختلف الأمر فى محافظة البحيرة التى تسودها حالة من الغضب لاضطرار المواطنين لشراء المياه المعدنية لاستخدامها فى عمليات الطهى والشرب. وقال أحمد عزب، عضو مجلس محلى، إن «انقطاع الكهرباء وراء تعطل محطات مياه الشرب ،حيث شاهدت منطقة المركبية المستجدة وحى طلعت حرب انقطاعا فى مياه الشرب لمدة خمس ساعات مما اضطر الأهالى إلى استخدام المياه المعدنية التى ارتفع سعرها إلى اربعة جنيهات نتيجة للإقبال الشديد عليها». وفى محافظة أسيوط استمر انقطاع المياه عن قرى بنى محمد والمعابدة والحمام وبنى ابراهيم بمركز ابنوب ودوينة والزرابى والكران بأبوتيج وبنى يحيى وصنبو وديروط الشريف بمركز ديروط ،وذلك منذ الافطار وحتى الصباح ،الأمر الذى جعل الكثير من أهالى هذه القرى يستعينون بالطلمبات الحبشية. قال المهندس عادل عاشور، رئيس شركة مياه أسيوط، إنه رفع مذكرة إلى رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب يتهم فيها المسئولين فى شركة الكهرباء بالتسبب فى انقطاع المياه، لافتا إلى أن « المواتير الموجودة بالمحطات غير قادرة على ضخ كميات المياه المطلوبة بالخطوط حتى تصل إلى نهايتها فى القرى البعيدة». وشكى عدد من أهالى قرية أبوكساه التابعة لمركز ابشواى بالفيوم من انقطاع مياه الشرب عن مناطق عديدة، مما اضطرهم لملء الجراكن من جيرانهم فى المناطق التى يوجد بها مياه، وقال الدكتور صابر عطا ،عضو مجلس الشعبى عن الدائرة أنه «لا يزال نحو 30% من أهالى القرية لا يجدون مياه الشرب ويضطرون لقطع مسافات طويلة من أجل الحصول عليها». وتلقت الأجهزة المعنية فى المحافظة، إخطاراً بانقطاع مياه الشرب فى قرية سرسنا التابعة لمركز طامية، وأكدت شكاوى المواطنين أن المياه «انقطعت عن القرية منذ عدة أيام وأنهم يضطرون لنقل المياه بالجراكن والأوانى المعدنية من القرى المجاورة». وقطع نحو 350 من اهالى مركز سمالوط فى المنيا، الطريق الزراعى، أمس، احتجاجا على قطع المياه عن حى غرب المدينة لثلاثة أيام متصلة. وقال الأهالى إنهم أرسلوا العديد من الفاكسات والتلغرافات لرئيس الجمهورية والمحافظ ومدير الأمن، بعدما تجاهلهم مسئولو شبكة المياه، والذين لم يستجيبوا لشكاواهم المتعددة. كانت ماسورة المياه الرئيسية فى المركز، قد انفجرت، مما نتج عنه غرق عدد من الشوارع وانقطاع المياه لمدة ثلاثة أيام، توجه خلالها الأهالى أكثر من مرة إلى شركة المياه، دون استجابة لشكواهم. وقال مسئول بشركة مياه الشرب والصرف الصحى فى المنيا إن «هناك خطة عاجلة لتغيير عدد من الشبكات المتهالكة فى الخطة الخمسية الأخيرة وجار إصلاح الماسورة المكسورة فى سمالوط».