في الوقت الذي كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في القاهرة للقاء مسؤولي حكومة الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، كانت التوترات في أكبر بلد عربي تزداد حدة، ورقعة الاحتجاجات العنيفة تتجاوز العاصمة المصرية، إلى مدن القناة والدلتا، وهو ما رصدته وكالات وشبكات إخبارية أمريكية. وكالة الأسوشيتد برس واسعة الانتشار قالت إن الاحتجاجات اندلعت خارج القاهرة، مع اتهام النشطاء للشرطة باستخدام القوة المفرطة في بورسعيد والمنصورة، وقيامها بدهس متظاهرين، لقي أحدهما مصرعه تحت عجلات مدرعة للشرطة. وأشارت الوكالة إلى أن العنف في المنصورة وبورسعيد يأتي في ما كان كيري يلتقي شخصيات معارضة. وأوضحت أن بعض القوى الليبرالية والعلمانية ساخطة لأن واشنطن تحثها على المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة وترى الدعم الأمريكي للانتخابات دعما لمرسي وجماعته الإخوان المسلمين. ونبهت إلى أن السفارة الأمريكية في القاهرة وجهت الدعوة إلى 11 شخصية معارضة للقاء كيري لكن 5 منهم رفضوا مقابلته. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن كيري أجرى اتصالا هاتفيا بالمعارض البارز محمد البرادعي، كما التقى السيد عمرو موسى. وقالت الأسوشيتد برس إن الدعوات للعصيان المدني تتوافق مع أزمة في وقود الديزل تسببت في طوابير طويلة للميكروباصات وسيارات الأجرة لساعات في أنحاء مصر. وأشارت الوكالة إلى أن إجراء الانتخابات وسط أعمال العنف، يمكن أن يزيد من الانقسام السياسي في البلد، وهو ما حذر منه البرادعي، الذي قال حزبه الدستور إن العنف يذكر باعتداءات الشرطة على المتظاهرين خلال الانتفاضة ضد مبارك، في حين قالت هيومن رايتس ووتش يوم السبت إن الرئيس الإسلامي محمد مرسي يجب أن يأمر الشرطة بالحد من استخدام القوة، وإنه لا الرئيس ولا وزارة الداخلية اعترفا بأي أخطاء ارتكبتها الشرطة في بورسعيد. بدورها قالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن المواجهات بين الشرطة والمحتجين في بورسعيد والمنصورة، مع الاتهامات للشرطة باستخدام القوة المفرطة، تزيد من حدة التوترات في البلد من ثورة يناير، وهي تأتي قبيل الانتخابات البرلمانية المزمعة في أبريل. كما تزامنت الاشتباكات مع وجود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في القاهرة. ونقلت الوكالة عن بيان للتيار الشعبي القول إن استخدام الشرطة للقوة المفرطة بالتعاون مع عصابات الإخوان المسلمين يبرز سقوط أي شرعية سياسية أو أخلاقية لهذا النظام، وإن الاحتجاجات في المنصورة وبورسعيد وغيرها من المدن تسلط الضوء على انتشار رقعة الرفض الشعبي للسلطة الحالية، ونحن واثقون أن هذا الرفض سينتشر باتجاه بناء عصيان مدني كامل. وتابعت أن معارضي مرسي يتهمونه بالعمل على إحكام قبضته وجماعته الإخوان المسلمين على السلطة في حين أنه فشل في تحقيق الأهداف التي قامت لأجلها ثورة يناير، بينما يقول أنصار مرسي إن من المبكر جدا الحكم على أداء الرئيس وإن الاحتجاجات تعوق جهود تحقيق الاستقرار.