ثم إن الأخ الشيخ محمد مرسى، الذراع الرئاسية للجماعة إياها، استهل قرارات الانقلاب النازى على كل شرعية وأى قانون فى البلد، بعبارة بلهاء تنافس فى البشاعة والمسخرة المضمون الراقد فى قرارات الشؤم هذه.. فقد سمعنا الناطق الرسمى باسم فضيلة «الذراع»، وهو يبدأ سرد قائمة المصائب المنيلة بستين نيلة، بقول العبارة الآتية نصا: «الرئيس وقد كلفته ثورة (يناير) ب..» كذا كذا، ثم مضى بالسلامة حتى النهاية!! وربما تظن حضرتك أن المسخرة التى أقصدها كامنة فى حقيقة أن تلك «الثورة» التى ادعى جناب الشيخ أنها هى التى «كلفته» بهذه الفعلة الفاشية النكراء لم يكن لفضيلته أو الأخت «جماعته» أى علاقة شريفة بها، سواء عند إطلاقها وتفجيرها (الدنيا كلها تعرف أن الإخوان أقحموا أنفسهم على الثوار بعد مرور ثلاثة أيام ثمينة من عمر الثورة)، ولا هم يؤمنون أصلا بأهدافها وشعاراتها وغياتها النبيلة، فالقاصى والدانى وأى مغفل فى هذه الدنيا بات يعرف أن الست «جماعة الشر» لم تستطع إخفاء حقدها وكراهيتها الشديدة لهذه الأهداف والغايات، بل لقد أظهرت لكل أعمى فى عينه فيضا من أدلة مادية شنيعة (آخرها وأقواها قرارات 22 نوفمبر المشؤومة)، تشى كلها وتفضح حجم العداء الذى تختزنه جنابها فى صدرها الضيق وعقلها المسكون بالظلام لكل ما يمت بصلة لكلمات وشعارات من نوع «حرية» و«ديمقراطية» و«عدالة اجتماعية» و«كرامة إنسانية».. تلك التى شق بها الملايين حناجرهم وهم يصنعون لوحة الثورة الرائعة المسروقة الآن. ومع ذلك، فهذه الحقائق الساطعة عن طبيعة علاقة ستنا «جماعة الشر» بثورة 25 يناير، ليست هى مكمن المسخرة الفاقعة التى أقصدها، وإنما الكوميديا السوداء الأصلية الراقدة فى العبارة التى سمعناها من الأخ الرئاسى المتحدث مساء يوم الخميس الماضى، تبدو لحضرتك متفوقة جدا على أى كوميديا سوداء أخرى ومحلقة بعيدا فى أعلى سماوات الجنان الرسمى، إذا ما جربت وسألت ببراءة: طيب يا سيدى، أين ومتى التقت السيدة الفاضلة «الثورة» بفضيلة الأخ «الذراع الرئاسية»؟ وبأى لغة إن شاء الله تحدثا معا؟ وكيف فهم فخامته من الكلام أن المدام «ثورة» هانم تطلب منه أو «تكلف» سيادته باتخاذ قرارات والإتيان بأفعال وعربدات متهورة تجهضها وتغتال أعظم وأجمل أهدافها، بقسوة وغشم؟! لقد اجتهد عبد الله الفقير فى محاولة (خطرة جدا) لتخمين إجابة عن الأسئلة السابقة، وبعد عناء ومشقة ومكابدة كادت تكلفنى ما تبقى من أبراج العقل الذى هو زينة، توصلت إلى السيناريو «الفنشكونى» الآتى: مدام «ثورة هانم» لم تلتق أبدا فضيلة الشيخ مرسى ولا أيا من «جماعة» فضيلته لأسباب مفهومة تتعلق بحرمة «الخلوة الشرعية» بين أنثى «الثورة» وذكر «الإخوان» ما لم يكونا مرتبطين بعلاقة زواج عرفى على سنة الشيخ «ونيس أفندى». لكن «الثورة هانم» وفضيلة «الذراع الرئاسية» اكتفيا بالكلام مع بعضهما عبر «الموبايل».. وفى نهاية الحديث «الموبيلاتى» الذى استخدمت فيه المدام المذكورة لغة الطير، وراحت تهدر وتصدح بأصوات مبهمة بدت أنينا عذبا وصوصوة بليغة، كان جناب «الذراع» الخبير العليم بلغة الطيور قد أدرك وفهم من فيض أصوات الأنين والصوصوة التى سمعها من الست الثورة، أن حضرتها تطلب وتتوسل وتلح إلحاحا شديدا على ضرورة أن يتكرم حضرته والست «جماعته» باختراع إجراءات فورية واتخاذ قرارات جنونية تبددها تماما، وتسحق أهدافها جميعا وتقتلها قتلا ناجزا، لكى ترتاح راحة أبدية من هذه الدنيا وقرفها.. وهو ما تم فعلا، وكل عام وأنتم بخير. ينشر للمرة الثانية