مدام «نزيهة» الرقاصة اللولبية المشهورة التى ظلت تتلوى وتهز أردافها ومفاتنها وتقدم نمرها الإباحية بانتظام ممل على مسرح الوطن طوال أكثر من ثلاثين عاما.. هل تذكرها حضرتك؟ بعض الناس الطيبين ظنوا أنها اعتزلت أو ماتت بعد ثورة 25 يناير، لكن الجميع سرعان ما اكتشفوا الحقيقة المرَّة وهى أن المدام المذكورة لم تمت ولا اعتزلت ولا حاجة أبدا خالص البتة، وإنما كل ما فى الأمر أن جنابها خلعت نفسها بندالة من المخلوع وولده، واتجوزت فورا زواجا مثليًّا عرفيًّا (على سُنّة أهل بيت المقطم) بالست «جماعة الشر».. كما انهتك وانفضح سر اختفائها لمدة شهور قليلة، إذ تبين أن الست «مراتها» الجديدة أرسلتها إلى الخارج لإجراء عملية «شَدّ» وتجميل فى وجهها القبيح، لكن «الشريرة» لم تصبر ولم تطق صبرا على غياب «نزيهة» فأرسلت فى استدعائها بسرعة قبل انقضاء فترة النقاهة، وأجبرتها على استئناف ممارسة الرذيلة الانتخابية الطائفية (على سبيل التمرين) فى استفتاء 19مارس 2011. ثم لما تأكدت ستنا و«أمّنا الغولة» أن رفيقتها الهَرِمة العتيقة استعادت كامل لياقتها لم تضع وقتا وإنما زجّت بها بقوة فى معركة انتخابات برلمان «الثورة المضادة» بمجلسيه التعبانين، وبالفعل رأينا فى هذه المعركة عروضا وألاعيب وتزويرات وعربدات أعادت إلى الأذهان بعض أبشع بلاوى «أزهى عصور» الملوخية التى حلمنا بالخلاص منها ونحن لا ندرى أن «جماعة الشر» تكمن لنا فى الظلام وتترصَّد حلمنا وتخطط وتتآمر لكى تحوله إلى كابوس على الأقل، وهو أمر حدث فعلا بعد الانتخابات الرئاسية التى بذلت فيها مدام «نزيهة» الرقاصة هزًّا وتقصيعا وجهدا مشكورا جدا (على فكرة، ما أخبار فضيحة المطابع الأميرية؟!). غير أن هذه المدام العجوز أتحفتنا وتفوّقت على نفسها فى مسخرة استفتاء يوم السبت الماضى الباطل على مشروع الدستور المسموم، هذا التفوق لم يكن فقط فى عدد «النِّمر» التزويرية الشنيعة التى قدمتها «نزيهة» هانم بفُجور أمام عيون الملايين، مستعيدة أيام مجدها الغابر وذكريات غزواتها الساخنة فى لياليها الحمراء والسوداء القديمة، ولكن المدهش حقًّا أنها بدت قادرة على إتحافنا بإبداعات وابتكارات جديدة ومستحدَثة من نوع استبدال مقاطيع و«حرامية غسيل» بالقضاة الأجلاء الذين تقضى القواعد القانونية والدستورية بإشرافهم المباشر على عمليات الاقتراع فى الانتخابات والاستفتاءات!! لقد شاهدنا زمان أيام المخلوع وولده وعصابته، استغفالا والتفافا على القضاة وعزلهم تماما خلف جدران اللجان الانتخابية والتكفل بإرهاب أو قتل الناخبين فى الخارج، لكننا لم نسمع من قبل عن الاستعانة بنشالين وصيّع وهجامة وتلبيسهم بدلا بائسة وإجلاسهم على مقاعد القضاة فى لجان الاقتراع (راجع واقعة حرامى الغسيل الذى أدار إحدى اللجان، ثم أغلقها قبل الموعد الرسمى بساعات طويلة فلما استعان مئات الناخبين بالشرطة واقتحموا حجرة اللجنة، فاجأهم الأخ الحرامى بالفلسعة والهرب قفزا من الشباك)!! كما أننا عرفنا من فنون وجرائم التزوير والتدليس، اختراع «الورقة الانتخابية الدوّارة»، لكننا لم نشاهد من قبل اختراع «الناخب النَّطع الدوّار» الذى تستأجره جماعة الشر لكى يذهب مع عشرات غيره إلى لجان التصويت وبعد أن يدلى بصوته لا يذهب إلى الجحيم أو فى ستين داهية، وإنما يعود ليقف مرة أخرى فى مقدمة الطابور من جديد (بمساعدة جحافل المراقبين الإخوان الذين فازوا وحدهم بتصاريح الرقابة الدائمة من المجلس القومى لحقوق البدنجان) بهدف هو تعطيل جمهور الناخبين وتكفيرهم وتزهيقهم من حياتهم حتى يرحلوا تاركين الصناديق للأخت «نزيهة» وجماعتها وأنطاعها المجرمين المزوّرين!! كما أننا عرفنا وشاهدنا قبلا صور صناديق الانتخاب وهى تُحشر وتُعبَّأ بالأوراق المزوَّرة داخل حجرات اللجان أو فى مبانى أقسام ومراكز الشرطة، لكننا لم نتخيل أبدا أن يوما سيأتى علينا ونرى فيه هذه الصناديق، والمزورون الغشاشون يقومون بحشوها و«تظبيطها» فى دكاكين البقالة ومحلات السوبر ماركت!! الله يخرب بيوتكم يا فجار يا مجرمين يا كفرة.