** الجبن سيد الأخلاق.. هذا هو العنوان الوحيد الملائم لخبر تراجع فضيلة «الذراع الرئاسية» للست الجماعة صباح أمس، عن قرار بقانون مشؤوم كان قد أصدره هو نفسه صباح أول من أمس (!!) يقضى برفع جنونى لأسعار سلع وخدمات أساسية ويفرض المزيد من أسباب البؤس والضنك على شعب أغلبيته الساحقة منسحقة فعلا وتئنُّ أصلا تحت وطأة العدم شخصيا، إذ أتى القرار ليحلب من دم ملايين الغلابة (لا المترفين والسماسرة التى تعبر جماعة الشر عنهم) ثمن فشل الست وذراعها فى كل شىء يخص السياسة وأصول الحكم، عدا الإرهاب والبلطجة والإجرام المنفلت من أى حدود أو قيود يفرضها القانون والأخلاق. غير أن ما يضفى على هذا «الجبن» طعم الخسة والعفن، أن مصدره ليس اكتشاف فضيلة «الذراع» أن شعبه قد يختنق أو يموت من الجوع لو نفذ الآن أوامر الأسياد فى واشنطن وصندوقها الدولى، وإنما أرجح أن السر المفضوح لهذا التراجع وانقلاب الست الشريرة على عقبيها بسرعة البرق هكذا، أن لئيما عبيطا ممن أكملوا تعليمهم غالبا أرعب الست بعدما لفت نظرها إلى أن صب زيتا جديدا على نار المحرقة المعيشية التى تشوى لحم المصريين حاليا، قد يفاقم أزمتها الوجودية الراهنة ويقَرب نهايتها السوداء ويطلق ويفجر المزيد من الحمم وبراكين الغضب التى ربما يستحيل معها إتمام عملية الهروب الآمن ب«السريقة الكبرى» والإفلات بجريمة نَشل مصر دولة ومجتمعا عبر دستور مسموم ومشموم طبخته «أمنا الغولة» فى مغارتها المظلمة وتسعى إلى تمريره يوم السبت المقبل بالعافية وعبر استفتاء باطل وملعوب فى أساسه أصلا!! ** أظن أن فضيلة «الذراع الرئاسية» هو «الرئاسى» الوحيد فى هذه الدنيا الذى حقق فى أشهر قليلة كل هذا العدد من القرارات العشوائية والعربدات القانونية والدستورية ثم اضطر للحسها والتراجع عنها، قبل أن يجف حبرها (وفى الحالين لم يخجل أهل جماعته وعشيرته من التهليل لفضيلته).. لهذا أقترح على جنابه من الآن وحتى تحل الست جماعته عن سمانا قريبا إن شاء الله، أن يُضمِّن كل قرار حلامنتيشى يصدره سيادته بندا يلغيه أو يضرب تاريخا لإلغائه أوتوماتيكيا.. لكى يريح ويستريح ويوفر فى الورق والحبر. ** لو صحت الأنباء المتداولة على نطاق واسع بشأن ضغوط شاذة وغير قانونية يمارسها معالى المستشار القاعد حاليا فوق مقعد النائب العام (بقرار غير شرعى من جناب «الذراع») على وكلاء النيابة أصحاب الضمير لكى يخالفوا ضمائرهم ويضعوا فى السجن ضحايا المجزرة الإخوانية البشعة التى ارتكبتها ميليشيات وعصابات مدربة على القتل والتعذيب فى محيط قصر الاتحادية، بدل الإفراج عن هؤلاء الضحايا والبحث عن الجناة المجرمين وتقديمهم إلى العدالة.. لو كانت هذه الأخبار المأساوية صحيحة فإننى أنصح الست «جماعة الشر» أن تقوم فورا من رقدتها على قلوبنا، وتمسك بدستورها المشموم وتضيف بسرعة إلى خليط سمومه وبلاويه بندا يقلب المسمى الوظيفى للنائب العام ويجعله «نائبا خصوصيا» للست وذراعها!! ** الشباب الثائر النبيل المعتصم حاليا فى ميدان التحرير، احتجاجا على تحويل مصر إلى خرابة ترعى وتعربد فيها «أمنا الغولة» براحتها وحسب مزاج أهلها وعشيرتها.. أرجوكم لا ترتكبوا خطيئة الرد على عمليات واطية وإرهابية وإجرامية من نوع حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى، بإغلاق مبنى مجمع المصالح أمام خلق الله الغلابة، فهذا عمل أخرق لا يليق ببسالتكم ولا يتناسب أو يتسق شرفا مع نبل ورُقىِّ أهدافكم ونضالكم السلمى الرائع، واعلموا أننا سنكسب الحرب ضد همج «الجاهلية الجديدة» بتفوقنا الأخلاقى عليهم وعلى قطعانهم الجلفة المجرمة الهاربة من أسوأ عصور الظلام والانحطاط.