ختمت سطور مقال أمس بشكر المولى تعالى على ستره ورحمته بشعب مصر، إذ سَلَّط على «جماعة الشر» التى نشلت ثورته وقلبت أجمل أحلامه كوابيس، سوء أخلاق هذه الجماعة وغرورها وجشعها المخلوط بجهل وغباء شديدين.. وكانت آخر كلماتى دعاء لرب العالمين أن لا يحرمنا أبدا من غباوتهم. كنت -وما زلت- على ثقة بأن الله جل شأنه سيجيب الدعاء وأن عصبة الأشرار وتوابعها الأذلاء، بدل أن يتعقلوا قليلا ويظهروا بقية من ضمير وحس بالمسؤولية تجاه وطن عظيم يحرقونه الآن وهم يحاولون اختطافه من أهله عنوة واغتصابا، سيفعلون العكس تماما وسيمعنون ويغرقون أكثر فى التهور والجنان وارتكاب مزيد من الآثام والحماقات، ورجحت أنهم سيتحفوننا بآيات شيطانية جديدة يجتلبونها من مخزون الغباوة والجهالة الذى لا ينضب، وهو ما كان وحدث فعلا، فبعد دقائق من إتمام مقالى أول من أمس وقبل أن تدور عجلة المطبعة، بدأت ماكينة الأخبار تدور وتبث نبأ قيام الست «التأسيسية» التعبانة المشوهة التى هندسوها وفبركوها على مقاس عقولهم الضيقة المظلمة، بتشمير ساعد الطبخ والسلق لكى تنهى بسرعة البرق عجن وتجهيز أكلتهم الدستورية المشمومة حتى يضعوها عصر اليوم التالى (أمس) على مائدة «الذراع الرئاسى» للجماعة الذى سيقوم بتذوق طعمها، فإذا ما تأكدَ من فسادها يصدر قرارا فوريا (يظنونه من فرط الجهالة ذكيا وعبقريا) يقضى باستغفال الناخبين ودعوتهم لأكل الطبخة العفنة فى استفتاء مزور ينتهى بموت مصر وخرابها وضياع حقوق وحريات شعبها.. ثم بعد ذلك تجلس «جماعة الشر» هىّ وتوابعها وخدامينها الطماعين على تل الخرابة الوطنية وهم مرتاحو البال ومتهنيين قوى جدا خالص، وكل عام وأنتم بخير! أرأيتم كيف تَفجَّر الغباء ذكاءً فى عقول ترعى الضوارى والوحوش فى خوائها وظلامها؟! إنهم ياسيدى، يتوهمون أن ليس فى صفوف المصريين واحد يوحد ربنا أكمل تعليمه ومن ثم يعرف ويعى أن المأزق الوجودى الخطير الذى صنعوه لأنفسهم وللوطن عندما أخذوا بصمة فضيلة الدكتور «الذراع» على إعلان خرافى بمقتضاه تَسَلْطَن فضيلته على أهالينا ونصَّب نفسه ديكتاتورا عاتيا (يغتصب سلطات من ربنا سبحانه وتعالى) بحيث يعربد ويتصرف منفلتا ومتحررا من أى شرعية وأى قيود دستورية أو كوابح قانونية، هذا المأزق لا يمكن الإفلات من تداعياته غير المسبوقة وأهمها اجتماع أغلبية المصريين الكاسحة على رفضه ومقاومته، وأنه من قبيل الوهم القاتل الظن بأن الحل السحرى سهل وميسور ولا يتطلب سوى التوسل بمنهج اللَّوَع وإبداع تكتيكات «شوارعية» جديدة من نوع التعجيل بنشل الدستور وفرض مسار مفرط فى الشذوذ والفجاجة على المجتمع كله، بموجبه تمر خطة خداع مجرمة بقدر ما هى عبيطة، فهى تستبدل «خطف مستقبل» البلد وتلوينه بلون الزفت والقطران، بتلك القرارات الفاحشة التى أصدرها «الذراع» الأسبوع الماضى بهدف «خطف حاضر» المصريين وإظلام واقعهم وتسويد عيشتهم، أكثر مما هى سوداء فعلا! ألم أقل لكم إن لنا أملا كبيرا فى فيض غباوات الأشرار وحماقاتهم وظلام عقولهم وبلادة حسهم وخيبتهم القوية؟ اللهم أوقعهم فى شر أعمالهم أكثر وأكثر، وانصر بلدنا وشعبنا على هؤلاء القوم الظالمين.