حدث في مصر ما يجب أن نكون مرعوبين منه! بدأت بنفس هذه الجملة مقالي الأسبوع الماضي وقلت فيه بالنص أن طيور الظلام في الداخل والخارج نجحت في إشعال فتيل الفتنة بين الجيش والشعب.. ليس بهدف الإصلاح ولكن من اجل إسقاط مصر في مرحلة انتقالية طويلة من عدم الاستقرار والانقسام وكانت خاتمة ما قلته هو الدعاء " يا رب ارحمنا واسترها معنا في الكوارث القادمة "! وحدث أول البلاء بالفعل في ميدان التحرير في معارك دموية بين متظاهرين وقوات الشرطة والجيش في ماسبيرو ثم في موقعة محمد محمود و انتفاضة الحجارة والغاز والدم ولا أعتقد أنها ستكون النهاية بل البداية لأحداث لن تقل دموية عما سبق وغموضا بشأن أسبابها وكيفية تطورها وأنا هنا لا اضرب الودع ولكن أقرأ ما يدور من حوارات بين نوعية من المصريين تبنت مبدأ " يا نعيش كلنا عيشة فل يا نموت احنا الكل"! واتحدي هنا أن يحدد لنا أي عاقل كيف تطورت هذه الأحداث ومن الذي تغابي في التحرك السريع واتخاذ الاجراء المناسب وكلنا يعلم أن هناك نفوسا مشحونة وعقولا غائبة و أخري متجمدة وثالثة لا يهمها سوي تحقيق أهداف فئوية أبسطها تأجيل الانتخابات البرلمانية و تأخير تسليم الجيش للسلطة و يالها من قذارة إذا صح ما أقول و أرجوكم مع تأكيد إدانتي لاستخدام القوة المفرطة الغبية من جانب رجال الأمن في مواجهة الأحداث أن تقولوا لي ماذا يفعل رجل الأمن في مواجهة أي اعتداء عليه و أرجو من قادة ميدان الثورة والثوار أن يضعوا بأنفسهم بروتوكولا يعتمد علي القواعد المتعارف عليها في كل الدول الديمقراطية ويتم إلزام قوات الأمن به ولا أعتقد ان أي مصري كان سيتسامح مع الأمن إذا نجحت الحشود الغاضبة في الوصول لوزارة الداخلية وإحراقها وتدميرها و إذا حدث ذلك فلا انتخابات ولا أمن ولا أمان! ولأنني تعلمت من مجريات الأمور انه عندما تكونُ الغباوة نعيماً فمن الحماقة أن تكون حكيماً.. فأنا اقترح بكل فخر وغباء إصدار قرار لقوات الأمن بمنع استخدام أي درجة من درجات القوة لمواجهة أي اعتداء خاصة وأن ردها غبي أدي لاستشهاد العشرات ومن القواعد إذا رماك احد بطوبة فأعطها إليه في يده مرة ثانية بل واطلب منه أن يقذفها عليك مرة أخري لأن الضربة الأولي لم تبطحك و إذا أراد »ولد حبوب« ان يحرق سيارتك فلا تتردد وأعطها له مع علبة الكبريت وإذا سمح الوقت فساعده ولا تحاول منع أي حشود من الاستيلاء علي المنشأة التي تحرسها فربما تموت او تصاب من أجل حماية شوية ورق و مبني من حجارة واذا أصدر لك قائدك أمرا بالثبات في حماية المنشأة العامة فلا تطعه واتركها تحترق ولكن اذا أردت ان تنتقم منه و"توديه " في داهية هوا والبلد.. افتح نار علي من يهاجمك وقابل الطوبة بالرصاص ولن يحدث لك شيء اذا قتلتهم كما لن يحدث لهم أي شيء اذا قتلوك وسيتم تشكيل لجان تقصي الحقائق وتصدر تقاريرها بأن ذلك أعراض ارتفاع في معدل الغباوة ولان المجانين في نعيم فإنهم يحرقون الوطن من اجل تدفئة أيديهم بدلا من وضعها في جيوبهم! اخشي أن تكون الحركة القادمة هي إسقاط الجيش بعد إسقاط الشرطة وبدء الفوضي الخلاقة لتشكيل البلد من أول وجديد! آخر سطر: رحم الله شهداء مصر ولا رحم من تسبب في ذلك..