حدث في مصر مايجب أن نكون مرعوبين منه! نجحت طيور الظلام في الداخل والخارج في اشعال فتيل الفتنة بين الجيش والشعب وتجاوز الحدود المقبولة في حق انتقاد المجلس الاعلي للقوات المسلحة بطرق واساليب ووسائل جهنمية ويستطيع محدود العقل ان يكتشف ان كثيرا من هذه الحملات ليس هدفها الاصلاح ولكن اسقاط مصر في مرحلة انتقالية طويلة من عدم الاستقرار والانقسام ! وتستدعي الموضوعية عدم اغفال حقيقتين مهمتين في هذا السياق أولهما ان ذلك شيء منطقي في ظل حكومة ضعيفة مترددة غائبة عن الوعي لاتدرك أبعاد دورها الانتقالي من خلال اعادة الامن والاستقرار والهيبة ومساعدة الجيش في تسليم السلطة الي الحكومة والرئيس القادمين بأقل قدر من الخسائر وليس اشلاء دولة قابلة للانفجار في كل القطاعات والأمر الثاني ان هناك اخطاء وقعت من الجيش نفسه اعطت" المخربين " البارود اللازم لاشعال فتيل الفتنة مع الشعب! وأنا من الذين يحرصون علي متابعة مايحدث ليس فقط من وسائل الاعلام والمصادر المختلفة ولكن من هؤلاء الذين يختبئون خلف الاسماء الوهمية في مواقع الانترنت او في اخطر غرف الشات وهو " البالتوك " وما أدراكم ماهو .. واعتقد ان الاجهزة الامنية ان كانت لا تعرف ذلك وتتابعه فهو مصيبة واكاد اجزم ان كل كارثة يبدأ انطلاقها من "البالتوك " خاصة وان بعض هذه الغرف التحريضية لها موقع واثنان وربما ثلاثة علي الانترنت تساهم في تنفيذ هذه الخطة الجهنمية ! ولا يقتصر أمر بعض هذه الغرف علي الوقيعة بين الجيش والشعب ولكن ايضا في اشعال الفتنة الطائفية حيث يجد البعض التمويل اللازم لفتح هذه الغرف ومواقع الانترنت من اجل تبادل الاتهامات والشتائم الحض علي كراهية الآخر وتكفيره وسب مقدساته الدينية تحت اسم حوار الاديان او حقوق الانسان ويتم من خلال مشرفي هذه الغرف اعداد الخطط وتوزيع الادوار وتحضير الاعتصامات والدعوة لها في الداخل والخارج وتهييج المشاعر الي درجة الغليان بحيث يتحقق النجاح لهذه الحملات وقد نجحت كثيرا هذه الخطط من واقع رصدي لنتائجها علي ارض الواقع ! ولا يقتصر امر المتورطين في احداث الفتنة بين مسلمي ومسيحيي مصر علي المصريين فقط ولكنه يضم شوام واسرائيليين واشهرهم الشخص المعروف باسم " بابادوبلوس " وهو شخصية مهمة صالت وجالت بلهجتها المصرية في غرف البالتوك ونجح في ان يشعل الفتن دون ان يتحرك من مقر اقامته في لندن مستغلا المشاعر الدينية للمصريين ولعل هذا الرجل احدي العلامات التي تجسد ماسبق وماقاله المدير السابق للموساد الاسرائيلي بأن اكبر نجاحاته هو اشعال الفتنة الطائفية في مصر ولا أعرف مصير هذا الرجل فقد كان آخر ماسمعته عنه هو التهكير علي جهاز الكمبيوتر الخاص به وكشف ما فيه من مستندات ابرزها صوره الشخصية مع شيمون بيريز ايام كان رئيسا لاسرائيل وكذلك مع ايهود باراك وزير الدفاع الحالي! وما أريد التحذير منه هو تلك الحملات المنظمة والممنهجة لضرب الجيش في مقتل من خلال قطع الاوردة والشرايين التي تحمل دماء الثقة مع الشعب ولايمكن مواجهة هذه الحملات بدون تعاون الجيش نفسه وبدون رصد ومتابعة مصادر هذه السموم وبدون افاقة الحكومة من غيبوبتها وأرجو ان لا يسألني احد وكيف يتحقق ذلك ؟ لاننا جميعا نعرف ما المطلوب ان يفعله كل واحد منا في هذا المناخ المسموم الذي تعيشه مصر ويعاني منه المصريون .. ويارب ارحمنا واسترها معنا في الكوارث القادمة ! آخر سطر : عندما تكونُ الغباوة نعيماً .. فمن الحماقة أن تكون حكيماً !