■ تحية حارة وتقدير عظيم للأستاذ أحمد الحمراوى القيادى الإخوانى السكندرى السابق.. فعلى الرغم من أنه ليس جنديا عاملا فى جيش المستشارين الرئاسيين القاعدين فى منشية البكرى لا يفعلون شيئا ولا يهزهم ريح، فإن ضمير الرجل وعواطفه الوطنية، فضلا عن إخلاصه والتزامه بما يعتقد دفعه (حسب ما نشرته صحيفة «المصرى اليوم» أول من أمس) إلى إعلان استقالته من جماعة الإخوان وحزبها، احتجاجا واعتراضا على رد فعلهما التبريرى المخزى من فضيحة الرسالة العاطفية المشبوبة التى بعث بها فضيلة الشيخ الدكتور محمد مرسى «الذراع الرئاسية للجماعة» إلى صديقه «الوفى العظيم» المجرم شيمون بيريز رئيس الكيان الصهيونى. هذا الموقف الصادق الشجاع وتلك الاستقامة الأخلاقية والعقائدية التى أظهرها الأستاذ الحمراوى بعدما أبت عليه نفسه البقاء منتسبا إلى جماعة تتعامل مع مبادئ وشعارات تتشدق بها ليل نهار على طريقة بعض الوثنيين القدماء الذين كانوا يصنعون أصنام الآلهة البائسة التى يعبدونها من «عجوة» لذيذة، فإذا جاعوا أكلوها بكل بساطة ومن دون أن يهتز رمش فى أجفانهم. والحق أن شجاعة واستقامة هذا القيادى الإخوانى البارز السابق يثبتان على عكس الشائع عند الناس هذه الأيام أنه ممكن جدا أن يكون المرء قياديا إخوانيا ومع ذلك يتحلى بأخلاق حميدة وضمير حى ويقظ.. إلا إذا كان الأستاذ أحمد الحمراوى وأمثاله من الصادقين مجرد استثناء يوضح القاعدة ويؤكدها. ■ لم أفهم سبب التعسف والتمييز الظالم الذى تمارسه الست «جماعتنا» وذراعها الرئاسية ضد الأستاذ عصام العريان بالذات، فبدلا من ترقيته ومنحه قطعة فخمة من كعكة مصر ودولتها مكافأة له على السخائم اللفظية والعربدات الكلامية التى يوزعها جنابه هذه الأيام شمالا ويمينا على خلق الله بجد وكثافة ونشاط مثير للإعجاب، وبالمخالفة لمبدأ المساواة فى التدليع والهنجفة، فإن العريان لم يترق ولا تلقى أى هدايا ثمينة، بل بالعكس تكتلت مراكز قوى «الجماعة» ضد الرجل حتى أسقطته سقوطا مرا ومؤلما فى انتخابات رئاسة «الذراع الحزبية» لحضرتها. لقد كان كثيرون ينتظرون ويتوقعون أن يُجازى السيد عصام العريان بالجزاء الحسن نفسه الذى تلقاه رجل الجماعة الخرافى الأخ حسن البرنس، فهذا الأخ تجشأ وعطس فى وجه الجميع ونخع فيضا هائلا من تراهات وأكاذيب مسلية ولطيفة بلغت إحداها ذروة عالية جدا عندما ادعى سيادته أن اللواء حمدى وهيبة الرئيس السابق لهيئة التصنيع العربية أقيل من منصبه بسبب قيامه بعرض رشوة صريحة على فضيلة الشيخ الدكتور محمد مرسى الذى أبى واستكبر واستنكر واستغفر الله العظيم قبل أن يزمجر كالأسد الهصور فى وجه اللواء وهيبة قائلا له: امشى اطلع بره، مش عايز أشوف وشك هنا تانى!! هذه الكذبة المتفوقة فى اللطف والمحلقة بعيدا فى الخرافة اضطرت الرئاسة إلى إنكارها علنًا ونفيها تمامًا جملة وتفصيلا، لكنها بعد أسابيع قليلة أهدت صاحبها منصبا رفيعا هو نائب محافظ الإسكندرية، فلماذا لم يترق العريان رغم أنه هو أيضا فاز بتكذيب رئاسى لحكاية التجسس والتنصت على الاتصالات الهاتفية للمساكين المتعاملين مع قصر الرئيس؟!.. الله أعلم. ■ صورة فضيلة الرئيس المنشورة فى الصحف أمس ويبدو فيها فضيلته متألقا وحده وسط لجة عظيمة من مياه البحر بينما هو يتابع من على ظهر مدمرة حربية إحدى المناورات التدريبية للقوات البحرية، هذه الصورة لست أعرف لماذا ذكرتنى ببيت الشعر الخالد القائل: «كأننا والماء من حولنا.. قوم جلوس حولهم ماءُ»!!