■ يقول بعض الناس إن الرئيس محمد مرسى وجماعته أجريا هذا الأسبوع عملية تغيير جنس لطيفة خالص، وناجحة جدا لفكرة الفريق الرئاسى التى يعتقد كثيرون أنها لم تكن أصلا فكرة واقعية، لكن الجماعة وذراعها الرئاسية، وافقا عليها والتزما بها لفظيا أمام زبائن خلوة فندق «فيرمونت» الشهيرة لأسباب دعائية وانتخابية (لكى لا نقول انتهازية) بحتة، فلما تم إعلان السيد مرسى رئيسا فعلا انتهت الحاجة إلى الست الجارة «الفيرمونتية» الطيبة وأضحى الكلام عن الفريق الرئاسى وغيره من الوعود والتعهدات التى سمعها إخوتنا «الفرمونتيون» الغلابة وطربوا لها، من نوع كلمات الليل الفندقية المدهونة عادة بالزبدة الفلاحى التى ما إن تسطع عليها شمس الحقيقة المرة حتى تذوى وتذوب وتسيح سَيَحانا شديدا. إذن، سطعت شمس الحقيقة وأعلن الرئيس أخيرا أسماء طابور طويل جدا (مثل يوم الجوع) من الناجحين فى امتحان القبول بالمدرسة «الاستشارية الرئاسية» الثانوية المشتركة بنين وبنات محجبات.. وكل عام وأنتم بخير. ■ خبر: تفاديا للمشكلات والفوضى التى قد تنجم عن الزحام الاستشارى الخانق قرر فضيلة الشيخ الدكتور الرئيس المهندس محمد مرسى عقد اجتماعات فريقه الرئاسى الاستشارى فى استاد القاهرة. ■ نكتة: فضيلة الرئيس مرسى قرر تعيين ناخبيه جميعا مستشارين لسيادته. ■ حقيقة علمية: الشعب المصرى بات ينقسم حاليا إلى نوعين أو جنسين اثنين لا ثالث لهما، الأول ينتمى إلى فصيلة يسميها علماء الأنثروبيولوجى فصيلة «مستشارى الرئيس»، والنوع الثانى عبارة عن مواطنين غلابة لا تجرى فى عروقهم الدماء الاستشارية الرئاسية الزرقاء المنيلة بستين نيلة. ■ إشاعة: يقال إن مصلحة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية تدرس حاليا إدخال تعديل على بيانات استمارة بطاقة الرقم القومى، بحيث تتضمن بندا يلزم المواطن أن يعترف بموقفه ونوع علاقته بالفريق الرئاسى الاستشارى، فإذا ما أقرت المصلحة هذا التعديل، فسوف يكون على كل مصرى بالغ أن يكتب فى خانة الحالة الاجتماعية حقيقة حالته.. يعنى هل هو «متزوج» أم «أعزب» أم «أرمل»، أم مجرد «مستشار» فى الرئاسة؟! ■ أعرف رجلا طيبا وممتازا لكنه أُدخِلَ فى زمرة المستشارين الرئاسيين بالعافية ومن دون أن يرتكب أى فعل استشارى فى حياته كلها، هذا الرجل لم يهتزّ رمش واحد فى عيون سيادته الكحيلة، بينما هو يصرح ويقول علنا وبكل صراحة إنه سُئل هاتفيا وباقتضاب لو كان يقبل أن يكون مستشارا للرئيس، فلما جاوب بأن ليس لديه مانع أبدا من التمتع بهذا الشرف ثم جلس ينتظر مزيدا من التفاصيل والاتصالات والمباحثات حول نوع الاستشارة المطلوبة منه بالضبط، فوجئ بعد نصف ساعة بإعلان اسمه ضمن كشوف أسماء الناجحين فى امتحان المستشارية، فلم يقلق ولا تململ أو استعجب، بل بالعكس، تَقبَّل التهانى والتبريكات ووزع الشربات وأحرق أكداسا من البخور وراح يسبح فى بحر الحبور والسرور، داعيا المولى تعالى أن يعافيه ويكفيه شر عيون الحاسدين. ■ ليس عيبا أن الأغلبية الساحقة التى يتألف منها جيش المستشارين الرئاسيين هم من خلق الله الطيبين المجهولين الذين يعانون من تواضع وأنيميا حادة فى الخبرات والإمكانيات الاستشارية.. العيب فينا نحن وفى مقولة «لا خاب من استشار»، فالحقيقة والواقع يؤكدان أن «من استشار» خاب فعلا خيبة قوية، وكل عام وأنتم بخير.