مثلما يثير حزب الحرية والعدالة الجدل حول مواقفه السياسية, يثار حول الدكتور محمد مرسي رئيسه والمرشح لانتخابات الرئاسة الكثير من الجدل أيضا. بدءا من إعلان ترشحه احتياطيا ثم دخوله رسميا السباق الرئاسي, ثم حديثه عن الاسلام هو الحل, أخيرا الإصرار علي إقالة الحكومة. ولا تجد سبيلا أمامك وأنت تقرأ للدكتور مرسي إلا أن تعيد قراءة كلماته وما بين حروفها من معان كامنة.. ودون شك مرسي لا يقول إلا ما يريد أن يقوله بالتمام والكمال..وقد تم اختياره أفضل برلماني علي مستوي العالم بين عامي2000 إلي2005.. وهو الأستاذ الجامعي الحاصل علي أعلي الشهادات العالمية من جامعة كاليفورنيا والمدرس السابق في جامعتي نورث ريدج ولوس أنجلوس.. ورئيس قسم هندسة المواد بجامعة الزقازيق.. الدكتور محمد مرسي هذه المرة يخوض سباقا شرسا وتبدو فرصته في الوصول إلي الرئاسة شديدة الصعوبة لأنه يمثل جماعة ذات ثقل في الشارع ولكنها الآن في مرمي الهجوم. الأهرام واجهته بكل ما يدور في الشارع الآن.. وإلي التفاصيل: بدأت علاقتكم الرسمية بحكومة الدكتور كمال الجنزوري بزيارة ودية وخرجت تصريحات وردية من اللقاء الثلاثي,الذي شارك فيه الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب,وظن بعدها الرأي العام أن تمام,لكن سرعان ما فوجئنا بانقلاب الحال والإصرار علي الإطاحة برأس الحكومة..فماذا حدث؟ هذه الزيارة كانت قبل انعقاد مجلس الشعب والغرض كان إشعاره أننا لسنا ضد أحد, وإذا تحققت المصلحة للوطن فلا بأس, وتحدثنا وقتها عن عدد من الملفات المهمة المتعلقة بموارد الدولة وأراضيها مثل أرض الشركة الكويتية, وهي نحو40 ألف فدان,في حين أن أصحاب الشركة يقولون إنها22 ألفا, التي تقدر قيمتها بنحو80 مليار جنيه, في حين أن الجنزوري قال إنه معروض فيها7 مليارات دولار. كما تناولنا في اللقاء أرض مدينتي,وقال أيضا الجنزوري إن ارض مدينتي تم تقسيمها وانتهي أمرها وكان ردنا أن ما تم تقسيمه وبيعه منها فقط17%, أي أنه يمكن استخدامها لتنمية موارد الدولة بعد بيع الأرض في النظام السابق لرجال الأعمال بملاليم. أي أن اللقاء باختصار كان للتأكيد علي المعاني الطيبة والتعاون لمصلحة البلاد لكننا فوجئنا بأن أداء الحكومة ضعيف, بل وجدنا تقصيرا..من الأزمات الداخلية مرورا بالخارجية, بدءا من تصدير أزمات السولار واسطوانات البوتاجاز,و خاصة قبل وأثناء زيارة بعثة صندوق النقد الدولي, مرورا برفع سقف التصريحات النارية في قضية التمويل الأجنبي ثم علاج الأزمة بشكل سيئ. وحتي عندما طلبت لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان من الدكتورة فايزة ابو النجا خطة للعمل, أرسلت اثنين من المستشارين وقالت ها نعمل مؤتمر يوم28 مارس لوضع خطة. فضلا عن أن الجنزوري حينما طلبنا منه بيانا قال المسألة ليست مستاهلة تقديم بيان الحكومة ثم رجع وقال استخدموا البيان كفخ,وللأسف جاء البيان سيئا,وما تلاه في البرلمان اختلف عما تم توزيعه. دكتور مرسي..معروف التصعيد التالي في البرلمان الذي انتهي بتعليق الجلسات,لكن قيل إنه معروض علي الإخوان المشاركة في تعديل وزاري بخمسة وزراء لمحاولة احتواء الأزمة بين البرلمان والحكومة ما الحقيقة؟ لا,لم يعرض علينا شئ من هذا الأمر,وإن عرض سوف نرفضه, فنحن لا نرضي بحل جزئي, لا نرضي بترقيع الحكومة, لأنه ضد إرادة مجلس الشعب المنتخب من30 مليون مصري يرفضون ممارسات الحكومة. والحل ؟ الحل هو إقالة الحكومة وتكليف غيرها, أو إقالتها وتكليفها مرة أخري لمدة محددة شهرين لتسيير الأعمال, وغير ذلك لن يكون مقبولا. هل فعلا الجنزوري هدد الكتاتني بحل البرلمان؟ الجنزوري قال أمام الفريق سامي عنان هناك قضية علي مجلس الشعب موجودة في أدراج المحكمة الدستورية ممكن أي حد يحركها! فما معني هذا الكلام؟! ثم إن الجنزوري قال أكثر من هذا.. فقال: هو أنتم كنتم تحلموا باللي إنتم فيه دلوقتي! ولقد سألني الجنزوري ذات مرة هل أدائي أسوأ من السابق, فقلت له: آه, فرد علي هل أقول للناس اللي عينوني شيلوني؟! وافقت الهيئة البرلمانية للحزب علي تصور الجمعية التأسيسية للدستور الذي اتفق عليه اجتماع الاحزاب مع المشير حسين طنطاوي, وكان مشاركا في اللقاء الدكتور عصام العريان ممثلا عن الحزب,وبعد موافقته فوجئنا بأن اللجنة التشريعيةوكيلها الاستاذ صبحي صالح اعترضت.. فهل الإخوان ضد الإخوان؟ رأينا هو ما أعلنته الهيئة البرلمانية وهو يتسق مع رأي الحزب, لكننا نحترم رأي اللجنة التشريعية ولا نسيطر عليها,فهي ليست مؤسسة تابعة للحزب, فيرأسها المستشار الجليل محمود الخضيري,ولها وكيلان, وأظن أن الوصول لحالة من التوافق العام ليس صعبا ولابد أن يحدث حوار آخر ونقاش..لكن الحزب موافق علي ما جاء في الاجتماع وما يتم الاتفاق عليه حاليا هو إصدار قانون ينظم عمل الجمعية التأسيسية, والذي حدث هو الاتفاق علي قواعد عامة وتمت مناقشتها في الاجتماع الذي عقد مع المشير. اقترح البعض تشكيل فريق رئاسي منكم ومن الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح وعدد من المستشارين واعتبروه حلف فضول المرحلة القادمة..فهل يمكن أن تتعاون مع أبو الفتوح وتشكل هذا الفريق؟ الكلام عن تشكيل فريق رئاسي استباق للأحداث, فعلينا جميعا أن ننزل علي إرادة الشعب المصري, فلو أصبحت الرئيس القادم سأنظر حولي جيدا لاختيار الأصلح, والمسألة ليست كسبا للأصوات فقط. هل يمكن أن تتنازل للدكتور أبو الفتوح؟ المؤسسة الاخوانية والحزبية درست المرشحين الموجودين علي الساحة وحاولنا مساندة غير الموجودين فلم يوافقوا لأسباب تخصهم,ولذلك كان القرار أن يكون لنا مرشح للرئاسة.. والقرار ماض ومنته بوجود مرشح للرئاسة,وعلي الشعب أن يختار الأنسب. من هو المنافس الذي يخشاه الدكتور محمد مرسي في ماراثون الرئاسة؟ ابتسم..مشروعنا بما له من واقعية هو صاحب الحظ الأوفر في هذه الانتخابات.فمشروع النهضة ليس له منافس, كمشروع تفصيلي واقعي ويعرف حال المصريين ويقدم رؤية وحلول موضوعية في كل المجالات, وهو جدير بأن يلتف حوله كل المصريين. ليحقق قفزة نوعية في المجالات السياسية والأمنية. تحدثتم في أول مؤتمر صحفي عن شعار الإسلام هو الحل ثم توالي الحديث في عدد من اللقاءات الجماهيرية عنه, فقامت الدنيا, فعدتم ورفعتم شعار النهضة..إرادة شعب فهل تغيير شعار الحملة جاء خوفا من الدخول في مشكلات مع اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ؟ لا, مطلقا.. الأمر كان في إطار الحديث عن اللوم الذي كان يوجه إلينا بسبب شعار الإسلام هو الحل,فالمناخ كان فاسدا ومتسلطا وكان هناك تزوير, وكان يقال إنه مجرد شعار بدون آليات حقيقية, فأردت التأكيد علي أن هذا الشعار مجسد ومترجم ترجمة حقيقية, لكنه بالطبع ليس شعار حملتنا الانتخابية. أم تنازلت عن الشعار حتي تبتعد كمرشح عن جماعة الإخوان المسلمين؟! أنا ابن الجماعة أصلا, وتركيبي الفكري والأخلاقي منها,وجزء من عقيدتي مصلحة الوطن قبل الحزب والجماعة, فانا أقدم نفسي بتكويني الشخصي وإعداد الإخوان وكوني مرشح الحزب والجماعة وبالتالي فلم أترك الشعار لأبعد عن الجماعة, فهو في نفسي له مضمون, فلم أبتعد عن المضمون والعنوان العظيم, لكن المشروع مطروح للتطبيق,وسأقف علي مسافة واحدة من كل التيارات, فالشعب لأول مرة يضع لنفسه دستورا جديدا, وما نعانيه الآن هو معاناة الولادة الصحية, وإن شاء الله سيوجد الاستقرار. مشروع النهضة.. كان مشروع المهندس خيرت الشاطر,فأين مشروع الدكتور مرسي ؟! مشروع النهضة مشروع جماعة الإخوان المسلمين, كلنا نحمله منذ سنوات ونعمل عليه وكان منذ التسعينيات نرعاه بالأبحاث والدراسات العلمية نبغي به رفعة شأن الوطن. فمشروعنا له عدة محاور, الاول قيمي وأخلاقي ويقدم رؤية مبنية علي تنمية البشر, والثاني استراتيجي, والثالث تنفيذي بمشروعات واضحة ومحددة في الانتاج الخدمي الصحة والتعليم والصناعة, وأعتقد أن مشروع النهضة سيلتف حوله المصريون لأنه يهدف لخدمة الوطن والارتقاء به. ولقد التقينا مستثمرين من دول عربية وأوروبية وأخذنا وعودا لضخ200 مليار دولار في الاقتصاد المصري. هل هذه الاستثمارات مرتبطة بشخص المرشح الدكتور مرسي؟ لا..هي مرتبطة باستقرار مصر, سواء فزت في الانتخابات أم لا, فاستقرار الأوضاع بإذن الله سيجذب تلك الاسثثمارات وغيرها,ونحن حريصون علي جذب المزيد بغض النظر عن فوزي في السباق الرئاسي. الكثيرون يتساءلون كيف للدكتور محمد مرسي السياسي المعروف والحاصل علي أفضل برلماني في العالم عام2000 والاستاذ الجامعي المرموق الحاصل علي أعلي الشهادات العلمية من أمريكا.. كيف له أن يقبل أن يكون مرشحا احتياطيا؟! جماعة الإخوان المسلمين مؤسسة عريقة تعمل بفكر مؤسسي واضح ومحدد وسليم, فكان قرار الجماعة وحزبهاالحرية والعدالة أن يكون هناك مرشح احتياطي أو أكثر تحسبا لظهور أي معوقات في ترشح المهندس خيرت الشاطر,فتنوع الترشح مطلوب جدا وليس ضد أحد, بل إنه الفكر المؤسسي الناجح يلزمك أن تضع بدائل لأي حالة, وعموما هذا القرار لم يكن أمامي سوي قبوله, لأنه قرار مؤسسة وتم اتخاذه بمختلف الوسائل الديمقراطية من خلال مجلس شوري الجماعة والهيئة العليا للحزب. ألا تخشي من اليوم الذي تقابل فيه أبو الفتوح في الإعادة وجها لوجه..؟ أنا مرشح الحزب للرئاسة, ولدينا قناعة تامة أن الوطن في حاجة لتحمل المسئولية ولدينا الاستعداد لقيادة هذه المرحلة وكل ما نفعله من حركة لعرض مشروعنا ينبع من قناعتنا أن من يحمل المشروع هو الأقدر علي حمل المسئولية. الآن انا أمام الشعب المصري أتحمل المسئولية بعد قرار الشعب المصري وجاهز دائما للمحاسبة,وأدعو الشعب إلي الاستمرار في ثورته حتي علي إذا بدا شئ ينحرف بالوطن بعيدا عن الديمقراطية. لم تجب عن سؤالي يا دكتور!! لقد أجبت. فيما بين إصراركم علي مشروعكم للنهضة وإتهام البعض لكم بالاستحواذ علي الحكم والبرلمان وصعوبة المعركة الرئاسية كيف تقرأ المشهد؟ إن الإخوان موجودون بإرادة الشعب, بالصندوق الانتخابي, وفي الأماكن التي نظمت فيها الانتخابات النقابات, الجامعات,...., لكن السلطة التنفيذية لا يوجد فيها أي إخواني, لا يوجد محافظ ولا رئيس مجلس محلي ولا شيخ بلد ولا رئيس هيئة من الهيئات,كل ما قلنا به هو حكومة ائتلافية موسعة, فنحن نريد التعاون مع الجميع. وعموما المصريون أكبر من مسألة الاستحواذ هذه. لكن حزب النور السلفي والدعوة السلفية دعم غيركم في مقابل إعلان الهيئة الشرعية دعمكم, ألم يكن موقف النور والدعوة مستغربا؟! وأين وجه الاستغراب؟ النور حليف استراتيجي لكم منذ انتخابات البرلمان؟ كل فصيل له حق الاختيار ويعمل عقله طبقا للمصلحة, وهذا خيار شعبي, فالشعب لا يقسم علي أساس أنه إسلامي أو غير إسلامي, والهيمنة أو الاستحواذ غير مطروح وغير ممكن في المستقبل. الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بالاسكندرية قال إننا اخترنا دعم الدكتور ابو الفتوح لبرنامجه السياسي المتميز, وخوفنا من هيمنة جماعة واحدة علي كل مفاصل السلطة, وقال إن برنامج الدكتور مرسي الاقتصادي متميز..فهل تتعاونون مع أي شخص!! إننا نعمل بطريقة مؤسسية ونقدم مشروع النهضة لمناقشته والإضافة إليه أو الخصم منه, وهذا المشروع يجب أن يحمله مسئول.. أي رئيس جمهورية.. ففي مؤسسة الرئاسة,الرئيس له دور والدستور يحدد مهامه,وجميع المصريين سيكون لهم دور في مشروع النهضة,فنحن نقدم المقترح الأول ونسعي لمشاركة الجميع, في إطار المؤسسة الرئاسية مع الجناح الآخرفي الحكم وهو الحكومة, في إطار نظام شبه برلماني. علي رأس الأزمات التي نمر بها أزمة السعودية ومتظاهري وزارة الدفاع فكيف تقرأ الأزمة المصرية- السعودية ؟ يجب أن نضع هذه الأزمة العابرة في حجمها الطبيعي, لأنها مجرد سحابة صيف, فنحن حريصون علي علاقات متميزة مع كافة الشعوب العربية ودول الخليج في إطار الاحترام المتبادل, وبالتالي فإن إعمال القانون في أي دولة واحترامه هو سيد الموقف, وكان النظام القديم لا يحترم الشعب المصري, لكن إعمال القانون هو الفيصل حال ارتكاب أي مخالفة من أي نوع. ولذلك أناشد الأخوة الأشقاء عدم ترك أي فرصة للشقاق, فنحن حريصون علي العلاقات المتوازنة والشفافية وأن يكون المناخ جيدا مع جميع الاشقاء. وعلي صعيد أزمة وزارة الدفاع؟! بالطبع حق التظاهر السلمي مكفول للجميع, ويجب ان يستمر مكفولا, ويجب أن تستمر الثورة حتي لو كنت الرئيس, فللشعب الحق أن يعبر عن رأيه, لكني أناشد المسئولين الموجودين في الحكومة والمجلس العسكري والمتظاهرين مراعاة المصلحة العامة والتعبير عن الرأي دون إضرار بمرافق الدولة, لكن إذا وقعت إصابات فيجب التحقيق فيها وتقديم المتسبب إلي جهات التحقيق. علي الصعيد الإنساني.. من هي أسرة الدكتور محمد مرسي ؟ أنا وزوجتي لنا خمسة من الأولاد,4 أولاد وابنة واحدة متزوجة, وابني الأكبر متزوج أيضا, ولي3 أحفاد, وزوجتي لم تكمل دراستها الجامعية بسببي, حيث وقفت بجواري طيلة هذه السنوات منذ بداية حياتنا, وانخرطت في رعاية بيتها والعمل المجتمعي منذ30 عاما داخل صفوف الأخوات وهي عضو مؤسس في حزب الحرية والعدالة.. وتقوم زوجتي بدور إيجابي و رئيسي في حياتي, وساندتني وتساندني دوما وبيننا كل أواصر الود وأكن لها كل الاحترام. من في أسرتكم يحمل جنسية غير مصرية ؟ أنا وزوجتي الجنسية المصرية, أما أحمد ابني والشيماء فيحملان الجنسية الأمريكية, حيث كنت أدرس في أمريكا, ونحن لم نسع إليها بالطبع, ولم نستغلها, بل لقد حبسوا ابني أحمد4 مرات أثناء الانتخابات وكنت عضوا في مجلس الشعب ولم أتدخل,فمثله مثل باقي شباب الإخوان الذين طالهم الاعتقال. وعلي فكرة نحن لم نسافر إلي أمريكا منذ عام1985, ورغم أن الشعب الأمريكي شعب ودود وطيب. أخيرا.. ممكن تقدم لنا إقرار ذمة مالية؟ قدمته للجنة العليا للانتخابات الرئاسية. يعني لدي الدكتور عدد من القصور والفيلات والأراضي ؟ ضحك كثيرا وقال: عموما أنا أقطن في شقة بالإيجار في التجمع, ولدي شقة بالزقازيق تمليك في عمارة مع21 مشتركا منذ عام..1994 والحمد لله.. لا قصور ولا فيلات.