بعنوان «ماذا نسي مرسي»، قالت صحيفة «هاآرتس العبرية»، في تقرير لها أمس إن الرئيس المصري وقبل زيارته للولايات المتحدة مؤخرا، اشترط في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، احترام القاهرة اتفاقية السلام بمدى التزام تل أبيب وواشنطن بتحقيق نظام حكم مستقل للفلسطينيين. الصحيفة أضافت أن ما قاله الرئيس المصري يعد اعترافا بأن القاهرة لا تنفذ بشكل صحيح كامب ديفيد، وهنا يدور التساؤل هل تصريحا من هذا النوع ومن فم رئيس مصر لا يشكل في حد ذاته انحرافا شديدا عن إطار العلاقات القائمة بين القاهرة وتل أبيب منذ 33 عاما، وهي العلاقات التي بموجبها انسحبت إسرائيل من أراضي سيناء. ولفتت «هاآرتس» إلى أن سؤالا أخرا يفرض نفسه وهو هل يخلط الرئيس مرسي، وربما يكون متعمدا في ذلك، بين اتفاقيات كامب ديفيد التي تشكل إطارا عاما للسلام بالشرق الأوسط وتم توقيعها في سبتمبر 1978 على يد الرئيس السادات ورئيس حكومة تل أبيب وقتها مناحيم بيجن والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من ناحية، وبين معاهدة السلام الثنائية بين القاهرة وتل أبيب، التي تم توقيعها بعد عام من ذلك، في مارس 1979، على يد السادات وبيجن فقط. وذكرت أن كلا من الاثنتين منفصلتان من الناحية القانونية، فاتفاقيات كامب ديفيد كان هدفها عمل إطار لمسيرة السلام بين كل الأطراف في الشرق الأوسط، وتتضمن مفاوضات على نظام حكم مستقل بالمناطق الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي تم تنفيذه بعد ذلك في اتفاقيات أوسلو، كما تتضمن تحقيق سلام بين تل أبيب وجيرانها، أما معاهدة كامب ديفيد بين القاهرة وتل أبيب فهي النتيجة الأولة لاتفاقيات كامب ديفيد وهدف تلك المعاهدة إنهاء حالة الحرب بين الجانبين، وإقامة علاقات سلام وجيرة طيبة بينهما. أمر أخر لم يقم مستشارو الرئيس المصري بتنبيه إليه أضافت هاآرتس قبل الإدلاء بتصريحاته للصحيفة الأمريكية، وهو بند معاهدة السلام والذي بموجبه «على الجانبين الالتزام بتنفيذ التزاماتهما الناشئة عن هذه المعاهدة، بصرف النظر عن تصرف أو عدم تصرف أي طرف آخر، وبصرف النظر عن أي وثيقة خارجية»، لافتة في تقريرها إلى أن القاهرة عندما تطالب بتسوية الموضوع الفلسطيني، يبدو أنها تمس بروح وسلامة معاهدة السلام. ولفتت إلى أن تصريحات مرسي، وربطها بين التزام مصر بكامب ديفيد وبين تسوية القضية الفلسطينية، تأتي بعد أكثر من 30 عاما من إقامة علاقات السلام بين الدولتين، هذه التصريحات تثير تساؤلات ومخاوف إزاء سلامة سائر الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت أو ستوقع بين تل أبيب وجيرانها، ويبدو أنه من المناسب أن تنتبه الدول التي رعت وسترعى المفاوضات بين إسرائيل وجيرانها، تنتبه لتلك المشكلة ويؤكدوا للرئيس المصري أن تصريحاته تشكل مساسا جديدا بالنسيج الحساس لعلاقات السلام بين القاهرة وتل أبيب.