أى قرار غريب هذا الصادر عن رئيس الجامعة القاهرة يوم 8 يونيو وأى عداء تكنه الجامعة لتوأمها المجمع ولرجالاتها، كيف يقضى رئيس الجامعة د.نصار بحرمان طلاب جامعته ممن انتخبه العلماء والمجمعيون رئيسا لهم، الشيخ الدكتور حسن الشافعى، ونائبه الشاعر الأستاذ الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف؟ ألا يعلم صاحب القرار أن رئاسة مجمع اللغة العربية، مهمة وليست وظيفة، ليست درجة مالية تتبع الجهاز المركزى، وأنها تكليف وطنى وتشريفى لأساتذة فى جامعته، تشرفها، ولا يتعارضان، وقد جمع كثيرٌ من أساتذة الجامعة بين كثير من المهمات العامة الوطنية ووظائفهم الحكومية، ومنها رئاستهم التشريفية للمجمع منذ تأسيسه سنة 1932 حتى الآن، كان أولهم سلفه من أساتذة القانون وأول رئيس للمجمع محمد توفيق رفعت وأحمد لطفى السيد وطه حسين وإبراهيم مدكور وغيرهم أساتذة أيضا فى هذه الجامعة! فما هذه البدعة الغريبة وغير القانونية التى تصمد أمام منطق من عقل أو قانون، هل من العقل حرمان طلاب العلم ممن اختارهم العلماء! أو حرمان المجال العام من أساتذة الجامعة! وهل ترى الجامعة مجمع اللغة العربية مؤسسة مناهضة أو معادية! أم أنه التنكيل والنكاية نتيجة اختلاف التوجهات، وهو ما يمثل خطرا على المؤسسة الجامعية وعلى المؤسسات الوطنية معا! برئيس المجمعيين، الشيخ الدكتور حسن الشافعى، خريج الأزهر وخريج جامعة لندن، رئيس المجمع المنتخب لمدة مؤقتة وليس معينا! الحاصل على جائزة فيصل العالمية لخدمة الإسلام، تستهدفه مؤسسته وهو العالم المحترم، وإن اختلفنا مع بعض آرائه، هل نعزل أساتذتنا حيث هم دون استفادة المؤسسات العامة منهم دون الجامعة؟ أى منطق هذا يا دكتور جابر! عُرف عن رئيس المجمع أنه تبرع بعشرات الآلاف لمجمع اللغة العربية الذى يرأسه انتخابا لمدة أربع سنوات، وأنه أسس مكتبة مفتوحة لطلاب العلم فى الأزهر، وفى كل مكان يكون ذكره الكريم، فى مصر وخارج مصر.. معروف عنه أنه العطاء لا الأخذ! فكيف ننحدر إلى هذا المستوى فى التعامل مع العلماء، وإن لا ندعى لهم عصمة! جاء الخبر الفضيحة والفجيعة يوم 8 يونيو الجارى بإحالة جامعة القاهرة كلًا من رئيس المجمع ونائبه، إلى التحقيق «ووقف صرف مرتبهما» بسبب الجمع بين وظيفتين بالمخالفة للقانون، ومن دون إذن أو موافقة الجامعة، ومطالبتهما برد جميع ما تقاضاه كل منهما من راتب وبدلات ومكافآت تم صرفها لهما خلال الفترة التى تم الجمع فيها بين الوظيفتين! تجاهل صانع وصائغ القرار الفضيحة أن العمل فى مثل المجمع والمجلس الأعلى للثقافة وغيرهما مهمة مؤقتة، وليست وظيفة، وثانيا أن المذكورين أستاذان متفرغان، ولم يعودا موظفين. أعلم أن الشيخ العلامة حسن الشافعى وصحبه لا يحتاجان إلى مكافأة، وقد يتبرعان بها، فلطالما أعطى لقريته وتلامذته الكثير وتبرع للمجمع بأكثر من راتبه حسب عارفيه، ولكن ما صدر عن جامعة القاهرة فضيحة لجامعة القاهرة أرجو أن يتراجع عنها رئيسها، وأن ينصحه الناصحون إكراما واحتراما للغة العربية ومجمعها ذى التسعة عقود! وكان أول رؤسائه أستاذا فى كلية القانون، وما موقف رئيس الجامعة والعالم وكل الجامعات تدعو إلى دور فى المجتمع وتحتوى على مراكز وكليات لتنمية المجتمع من عزل نخبة أساتذته! أهو انتقام من الشخص أم عداء لمجمع اللغة العربية وتراث أحمد لطفى السيد وطه حسين ومحمد توفيق رفعت؟ ليس هكذا يا دكتور جابر الذى نحترمك ونقدرك!