أحد الأسباب الرئيسية لفوز الأهلي والزمالك المتوالي في المباريات المحلية هو إصابة الأندية المتبارية معهما ب (شيء من الخوف) ناتج عن اعتقادهم الزائف بأنهم يواجهون (عتريس) الجبار، بينما الواقع يؤكد أنه أحيانًا يكون مجرد (رشدي) الضعيف الذي يعتبر نفسه (بلوة مسيحة)!. لا أدري لماذا لم يستغل الجونة أمس سوء حالة الزمالك ليسجل أهدافًا عديدة في شباكة، ولا أفهم لماذا لم يستثمر فريق الداخلية الغيابات المؤثرة في صفوف الأهلي ليفوز علية بفارق كبير؟ كلاهما معرض للهبوط ويحتاج بشدة للحصول على الثلاث نقاط، لكنهما فضلا اتباع سياسة (الدهاشنة) التي تقوم على التراجع والاستسلام دون مقاومة أو كلام! مستوى مسابقات الكرة المصرية سيظل (باطل) حتى تظهر أكثر من (فؤادة) قادرة على تحدي السيطرة الأهلاوية وكسر الهيمنة الزملكاوية! أبرز مشاهدات مبارة الجونة والزمالك: 1- فيريرا مازال مُصرًا عى ارتكاب الأخطاء القاتلة في التشكيل وتمركز اللاعبين، حمادة طلبة يفتقد إلى عنصري السرعة ومهارة اللعب على خط التماس وبالتالي هو لا يصلح لشغل مركز الظهير الأيسر, إبراهيم صلاح لا يمكنه وحده تغطية كل المساحات الشاسعة في مناطق ارتكاز فريقه، لذلك يستلزم إشراك طارق حامد معه, عمر جابر يجب أن يلعب خلف حازم إمام وليس العكس, خط الدفاع بالكامل يحتاج إلى مزيد من التفاهم والتنظيم, أخيرًا ما الداعي للبدء بخالد قمر؟ 2- الحكم أمين عمر تغاضى عن احتساب ضربات جزاء صحيحة للفريقين، فضلًا عن تصرفه الغريب مع حمادة طلبة آخر لحظات المباراة عندما احتسب عليه مخالفة، ثم قام بعدها بالطبطبة على رأسة من باب الهزار، القانون يحتم عليه عدم التباسط الزائد مع اللاعبين داخل الملعب سواءً بالقول أو بالفعل، حتى لا يردوا عليه بالمثل فتضيع هيبته. 3- نتيجة التعادل لم ترضي رئيس نادي الزمالك الذي أصدر فرمانًا فوريًا انفعاليًا بإيقاف مكافاءات اللاعبين حتى نهاية الموسم، رغم أنهم بحاجة الآن إلى كامل الدعم المالي والتشجيع المعنوي من أجل العودة مجددًا للانتصارات لذلك أطالبه بمراجعة قراره حرصًا على مصلحة فريقه. أهم الملاحظات على لقاء الأهلي والداخلية: 1- هدف عماد متعب جاء من تسلل واضح فاضح رأه الجميع ماعدا حامل الراية, في حين أخطأ حكم الساحة عندما استجاب لصرخات المدرب علاء عبد العال، وأعطى إنذارًا لمحمد نجيب على تدخل عادي لم يتابعه الحكم حتى النهاية نظرًا لانتقال الكرة لمكان أخر. 2- البرازيلي هندريك ظهر بمستوى مقبول للمرة الثانية على التوالي، لكن من الصعب أن يستطيع فرض نفسه على التشكيلة الأساسية لبطل أفريقيا الذي يحتاج إلى نوعية معينة من المحترفين الأجانب القادرين على صنع الفارق مثل جيلبيرتو وفلافيو وفيليكس. 3- أجمل مشهد رأيته في دوري هذا العام كان عقب تسجيل المهاجم صلاح الدين سعيدو هدفًا نتيجة هفوة من الحارس أحمد فوزي، حيث سجد الاثنان على الأرض في لقطة جسّدت كل المعاني الإيمانية الرائعة التي تؤكد ضرورة شكر الله في السراء والضراء.