كتب: محمد علاء ومحمود عاطف ومحمود سعيد وأحمد محمود "المحافظين" يطلق مبادرة القائمة الوطنية الموحدة.. و"الوفد": توحد الأحزاب ناجم عن خطورة المستقلين التحالف الشعبي: غير قابلة للتطبيق.. و"الجيل": تحالف انتخابي وليس سياسي "النور": السيسي يري وجودنا شرعي.. والأحزاب تريد إقصاءنا مثلما فعل الإخوان معهم أطلق حزب المحافظين، مبادرة لتشكيل قائمة وطنية موحدة، استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي وجهها في أثناء لقائه بالأحزاب، أمس الأربعاء، طالب خلالها بتدشين قائمة انتخابية تضم جميع الأحزاب المصرية؛ لتعبر عن نموذج أصيل للاصطفاف الوطنى، إلّا أن الأحزاب اختلفت فيما بينها حول هذه المبادرة، حيث أكد البعض أن المبادرة غير قابلة للتطبيق، ويمكن أن تصلح كتحالف انتخابي، وليس سياسي، وحذر البعض من خطورة المستقلين بشأن توحد الأحزاب. قال الدكتور بشري شلش، أمين عام تنظيم حزب المحافظين، إن الحزب يدعو جميع الأحزاب، للمشاركة في المبادرة الثانية للجمعية العمومية، والخاصة بتدشين القائمة الوطنية الموحدة؛ سواء الأحزاب التي شاركت أو التي لم تشارك في المبادرة الأولى، من أجل أن يصطفوا جميعًا اصطفافًا وطنيًا، يعلي المصلحة العليا للوطن. من جانبه، قال المستشار بهاء أبو شقة، سكرتير عام حزب الوفد ل"ويكيليكس البرلمان"، إن إصرار الرئيس على الاجتماع بالأحزاب من حين إلى أخر، يعد دليلًا على وطنيته، وشغفه لإثراء الحياة الديمقراطية، والممارسة الحزبية السليمة. أكد أبو شقة، أن سعي الرئيس لدعم تيار موحد للأحزاب، ناجم عن خطورة المرشحين المستقلين، لأنهم ليس لهم برنامجًا وتوجهًا واضحًا على عكس الأحزاب، مضيفًا أنه يجب تشكيل برلمان توافقي على قدر المسؤولية في التشريع والرقابة. فيما قالت الدكتورة هالة شكر الله، رئيس حزب الدستور، إنها تأمل أن يتم الاستجابة للمطالب التي طرحتها غالبية الأحزاب في الاجتماع مع الرئيس، مثل تعديل قوانين الانتخابات، والإفراج عن عشرات الشباب المحبوسين وفقًا لقانون التظاهر، وتبني سياسات تعكس انحياز الحكومة لمصالح الغالبية العظمى من المواطنين محدودي الدخل. وبدوره، قال مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي، إن اقتراح تدشين قائمة موحدة غير قابل للتطبيق، وأنه سبق اقتراح الرئيس عدة تجارب فاشلة، مثل قائمة عمرو موسى، وكمال الجنزوري، حتى قائمة "حب مصر"، لم تستطع أن تجمع كل الأطياف في قوائمها. أضاف الزاهد، أن فكرة القائمة الموحدة، غير واقعية بالمرة؛ فلكل حزب رؤى مختلفة عن الأخر لمعالجة القضايا، وأن حزبه يصب تركيزه على الفقراء و الفلاحين، ومحاولة خلق حياة كريمة لهم، موضحًا أن اقتراح الرئيس حول القائمة الموحدة، جاء من منطلق القلق على الوضع الأمني، ولتفادي الانقسمات المتوقعة داخل البرلمان. وعن لقاء الرئيس، قال الزاهد، إنهم بانتظار تحقيق شيء ملموس على الأرض، وأن نتيجة اللقاء مرتبطة بما استهدفه، مبديًا تمني الحزب بتنفيذ تلك الوعود هذه المرة؛ لتحقيق الاستقرار السياسي لمصر. رئيس حزب الجيل، القيادي بائتلاف الجبهة المصرية، ناجي الشهابي، تابع: "سنسعى لتشكيل قائمة انتخابية موحدة تلبية لدعوة الرئيس، وسنناقش آلية تشكيل هذه القائمة الانتخابية الموحدة في اجتماع ائتلاف الجبهة، الأحد المقبل". أضاف الشهابي، أن دعوة الرئيس بالتوحد، هدفها الاصطفاف الوطني، ونبذ الفرقة والانفصال، إعلاءً للمصلحة الوطنية، خاصة خلال المرحلة الفارقة التي تمر بها مصر، مستدركًا: "هذا لا يعني تدخلًا في العملية الانتخابية، وإنما الهدف منها التوحّد". وعن إمكانية التحالف مع حزب النور السلفي، رغم اختلاف الأيدلوجية التي ينتمي لها، أوضح الشهابي، أن القائمة الموحدة تعتبر تحالف انتخابي، نافيًا أن تكون تحالفًا سياسيًا، وذلك لضم كل الكفاءات القادرة لقيادة البرلمان المقبل؛ ليستطيع أداء مهامه الرقابية والتشريعية. في المقابل، قال شعبان عبدالعليم، مساعد رئيس حزب النور، إن الحزب يرحب بدعوة الرئيس؛ بالاندماج في قائمة انتخابية موحدة، مستدركًا: "الحزب قوائمه الانتخابية مكتملة، لكنه يريد الاستجابة لدعوة الرئيس للم الشمل ووحدة الصف، كما أن تشكيل قائمة موحدة ليس صعبًا على الأحزاب رغم الاختلاف في الأيدلوجيات بينهم؛ إذا كان لديهم رغبة في التوحد، ويريدون مصلحة الوطن، وليس مصالحهم الشخصية". استنكر عبدالعليم، تصريحات بعض رؤساء الأحزاب، حول رفضها وجود النور داخل القائمة الانتخابية الموحدة، قائلًا: "يريدون إقصاء الحزب من المشهد السياسي، ويتصرفون مثلما كانت تفعل جماعة الإخوان معهم في أثناء حكمها للبلاد، وكان يشتكون من ذلك". أكد عبد العليم، أن الرئيس السيسي يري وجود الحزب "شرعي" طبقًا للدستور والقانون، وله شعبيته علي الأرض، لذلك شدد على وجوده داخل القائمة الانتخابية، ورددها ثلاث مرات خلال اجتماعه مع الأحزاب، مشيرًا إلى أن الحزب يريد التعاون معهم، وتنفيذ وصية الرئيس، وللأحزاب الحرية عليها أن تقبل أو ترفض. اختتم عبدالعليم: "الأحزاب التي تهاجمنا ليس لها شعبية في الشارع المصري، ولا تمتلك إلّا ترديد الشعارات فقط وأغلبهم دكاكين سياسة".