«1» البنوتة فى «الكلابش» مبتسمة واسمها آلاء، ونالت أربعة أيام على ذمة التحقيق بتهمة الاعتداء على الأمن الإدارى للجامعة الألمانية، هى وزميليها حازم عبد الخالق وكريم نجيب، إبان الاحتجاج على مقتل زميلتها البنوتة «يارا» إهمالاً داخل الجامعة بعد أن دهسها باص الجامعة نفسه!! عمر حاذق يكتب الشعر والرواية ويبعث بالرسائل من محبسه، وقد قضى وزملاؤه ثلاثة أرباع المدة، وتملك مصلحة السجون قانونا -لو خلصت النيات، ولو جاءها أمر، ولو كان فى الداخلية رجل حكيم- الإفراج عن عمر وزملائه. أحمد عبد الرحمن شاب أسوانى جدع، مر أمام مجلس الشورى ليجد مدنيين يعتدون على بنات، وحين تدخل اتضح أنها مظاهرات مجلس الشورى، وأن المدنيين مخبرون قبضوا عليه وها هو يُحاكم. فلان الفلانى الذى لا تعرفه ولا أعرفه، لكنه مظلوم، هو وعشرات غيره، موجود الآن فى السجن، ولا يملك سوى دعائه على مَن ظلمه، وسيخرج ولو بعد حين كارهًا، راغبًا فى الانتقام. مرحبا حيث الظلم يصنع الإرهاب، و«لسه العدل غياب». «2» فى عز حكم مرسى كان بعض شباب «الحرية والعدالة» يعملون فى أوقات فراغهم كمخبرين أو بودى جاردات أو حماة لشرعية الجماعة. وهكذا كانوا يتجمعون حول بعض الوجوه التى حفظوها من الخروج فى تظاهرات ضدهم، ثم يضربونهم أو يسلمونهم لقسم الشرطة الذى يتعامل معهم كبلطجية أو كساعين لقلب نظام الحكم الإخوانى. حدث ذلك أكثر من مرة، ليست أولاها واقعة قسم الرمل فى مارس 2013، حين تم تسليم نشطاء للشرطة التى تعاملت معهم بالأوصاف سالفة الذكر، وحين تدخل بعض الصحفيين والمحامين اعتدت عليهم الشرطة فى واقعة شهيرة، ثم قبضت على بعض الصحفيين والمحامين وحوَّلتهم إلى النيابة!! بعد أكثر من سنة تم «تحريك» القضية، وكان من ضمن المتهمين وجوه تكرهها «الداخلية»، وبعد الحكم الابتدائى تم إخلاء سبيل الجميع، لكن فى الاستئناف، وبذهاب بعض المتهمين، قرر القاضى القبض عليهم وحبسهم حتى موعد إصدار حكمه الذى سيحل الأحد القادم، ومنهم ماهينور المصرى ويوسف شعبان ولؤى قهوجى!! مهم أن يعرف الناس لماذا يحاكَمون، والأهم أن نسأل: ماذا سيحدث معهم وقد قُبض عليهم بتهمة تحققت بالفعل وشارك فى تحقيقها ملايين من الشعب المصرى؟ «3» سيادة الرئيس... يقولون عنى إنى مغفَّل، وشربت الشاى بالياسمين، منذ صدّقتك بعد أن حدّثتك فى لقاء شباب الإعلاميين عن المظلومين فى السجون المصرية، كنت مقتنعا بما قلته لك حول هؤلاء الذين تربيهم الدولة كإرهابيين تحت الطلب، حيث سيقتلون أبناءنا بعد أن يخرجوا، لا لشىء إلا لشعورهم الجارف بالظلم فى محضر تم تلفيقه أو حكم ظالم بناء على تحريات مفبرَكة، أو قبض عشوائى، أو بقانون غير دستورى. احتسبتُ عند الله كل ما قيل، وأنا أتواصل مع بعض الأصدقاء من المراكز الحقوقية وأرسل «ضمن مجموعة من الزملاء» أسماء وحالات وقضايا إلى مكتبك، الذى يبذل جهدا مخلصا ومحترما فى إرسالها لمزيد من التحقق والمراجعة إلى جهات مسؤولة، انتظارا لقرار تأخر كثيرا، وعفو رئاسى عن الذين نالوا أحكاما نهائية، وتعرف، بل إنك قلت ذلك بنفسك، أن الظروف المرتبكة التى مررنا بها بالتأكيد تسببت فى سجن «بعض» المظلومين، ولا أحدّثك هنا عن إرهابى أو قاتل حمل السلاح، بل عن أطفال سيفقدون طفولتهم، ومرضى ينتظرون موتهم، وطلاب ضاع مستقبلهم، وبنات زى الورد ماتت الأمومة فيهن مبكرا، وسيُرضعون أطفالهن كره من ظلمهن. سيادة الرئيس... خرج ما يفيد بإخلاء سبيل أعداد وصلت إلى 280 من مكتب النائب العام طوال الأشهر السابقة، ولم تخرج قائمة أسماء واحدة للمخلى سبيلهم، رغم الأمل الذى سيولد فى صدر كل أم لها ابن مظلوم، وكل شاب يعرف أن صديقه المظلوم سيخرج ولو بعد حين، فلا مصداقية إذن ما دام لا يوجد «سيستم». أنا حَسَن النية الذى أنال من السباب والشتائم والاتهامات ما ألقى الله به بقلب سليم، لأننى ما زلت أصدق، أنتظر عفوًا قادمًا بعد الأحكام النهائية على شباب لم يرتكبوا جرائم، لا منحة ولا منة، ولكن تصحيح لخطأ لا أعتقد أنك تريد أن تلقى الله به. فأخرِج المظلومين لمصلحة هذا الوطن.. فورًا.